ارتفاع أسعار تبن القمح يُشعل أزمة جديدة في القطاع الزراعي
مزارعون وتجار يكشفون تأثير الزيادة على الإنتاج الحيواني
روابط سريعة :-
كتبت: هند محمد تشهد أسعار تبن القمح في الأسواق ارتفاعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، مما يثير قلق العديد من المزارعين والتجار وأصحاب مزارع الإنتاج الحيواني. هذه الزيادة في الأسعار أصبحت تشكل عبئاً على العديد من القطاعات المرتبطة بالزراعة، خاصةً في ظل تزايد تكلفة الإنتاج بشكل عام. في هذا التحقيق، نسلط الضوء على تداعيات هذه الزيادة على مختلف الأطراف المعنية، ونستعرض آراء المزارعين والتجار حول تأثيرها على اقتصادهم وأعمالهم.
ارتفاع الأسعار: الأسباب والتداعيات
تسبب ارتفاع أسعار تبن القمح في أزمة كبيرة للمزارعين الذين يعتمدون على هذا المنتج في تغذية الحيوانات، خاصةً في المناطق الريفية. فمع زيادة الطلب على التبن في الأسواق المحلية، واستخدامه في تغذية الأبقار والأغنام والدواجن، ارتفعت الأسعار بشكل غير مسبوق. أسعار تبن القمح شهدت قفزات خلال الفترة الأخيرة لتتراوح بين 1000 إلى 1500 جنيه للحمل، بعد أن كانت الأسعار لا تتجاوز 700 إلى 900 جنيه للحمل في نفس الفترة من العام الماضي.
أسباب الزيادة في الأسعار
وأوضح الدكتور حسن محمد، أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة الزقازيق، أن السبب الرئيسي وراء الزيادة الكبيرة في أسعار تبن القمح يعود إلى عدة عوامل، منها:
1ـ قلة المعروض: نتيجة لتقلبات المناخ وتغيرات في المساحات المزروعة بالقمح، بالإضافة إلى صعوبة تحصيل المحصول في بعض المناطق نتيجة لتعرض المحاصيل لأضرار بسبب الطقس أو الآفات.
2ـ ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج: مثل الأسمدة والمبيدات، الأمر الذي يزيد من تكلفة الإنتاج على المزارعين، وبالتالي ينعكس ذلك على أسعار التبن.
3ـ الزيادة في تكاليف النقل والتوزيع: بسبب ارتفاع أسعار الوقود والتأثيرات الاقتصادية العالمية، مما يؤدي إلى زيادة في تكلفة توصيل التبن إلى الأسواق.
آراء المزارعين: عبء إضافي على الإنتاج
يعتبر المزارعون من أكثر المتضررين من هذه الزيادة، حيث يواجهون صعوبة في توفير التبن لأغراض تغذية الحيوانات، وهو ما يؤدي إلى تقليص الإنتاج الحيواني في بعض الحالات.
يقول أحمد عبدالفتاح، مزارع من محافظة الدقهلية: “في العام الماضي كنت أشتري تبن القمح بسعر معقول، ولكن هذا العام الأسعار ارتفعت بشكل كبير، ونحن كفلاحين نعاني من غلاء التكاليف، سواء في التبن أو الأعلاف الأخرى. هذا الارتفاع في الأسعار يعرضنا لخسائر كبيرة، خاصة في ظل الأسعار الثابتة للمنتجات الزراعية مثل الألبان واللحوم.”
من جهته، يقول خالد مصطفى، مزارع في منطقة الصعيد: “نضطر إلى تقليل كميات التبن التي نقدمها للحيوانات بسبب الأسعار المرتفعة، مما قد يؤثر على جودة الإنتاج الحيواني، مثل تقليل الإنتاج من الألبان أو تأخر نمو الحيوانات.”
الآثار على أصحاب مزارع الحيوانات
ولا تقتصر المشكلة على المزارعين فقط، بل تمتد إلى أصحاب مزارع الدواجن والأبقار، الذين يشهدون زيادة كبيرة في تكاليف تربية الحيوانات.
يقول محمد علي، صاحب مزرعة دواجن في محافظة الجيزة: “نحن نواجه تحدياً حقيقياً في تربية الدواجن بسبب زيادة أسعار التبن والأعلاف. مع ارتفاع الأسعار، أصبحنا مضطرين لشراء كميات أقل من التبن، مما ينعكس سلباً على صحة الدواجن ونموها، وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض الإنتاجية.”
موقف الحكومة وتوجهاتها المستقبلية
في الوقت نفسه، تراقب الحكومة عن كثب هذا الارتفاع في الأسعار، حيث أعلنت وزارة الزراعة عن بعض المبادرات الرامية إلى التخفيف من وطأة هذه الزيادة على المزارعين، مثل توزيع الأعلاف المُدعمة وتقديم قروض ميسرة للمزارعين لشراء المواد الأساسية. كما تبذل الوزارة جهوداً لزيادة الإنتاج المحلي من التبن من خلال تشجيع المزارعين على زراعة محاصيل بديلة تُستخدم في إنتاج التبن.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور عبدالحميد صبري، أستاذ في كلية الزراعة بجامعة القاهرة: “يجب أن تكون هناك خطوات حكومية سريعة لضمان توفير التبن بأسعار معقولة، مثل دعم قطاع الزراعة وتوفير مدخلات الإنتاج بأسعار مناسبة، فضلاً عن تقديم الدعم المالي للأسر المنتجة.”
الفرص والتحديات المستقبلية
رغم التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي نتيجة لارتفاع أسعار تبن القمح، هناك بعض الفرص لتحسين الوضع، مثل تشجيع المزارعين على زراعة محاصيل بديلة، مثل البرسيم، الذي يمكن أن يقلل من الاعتماد على التبن المستورد. كما أن تحسين تقنيات الإنتاج والتصنيع قد يساعد على تقليل الفاقد وتحسين الكفاءة، وبالتالي تقليل تكلفة التبن.
خاتمة
يظل ارتفاع أسعار تبن القمح مسألة تؤثر بشكل كبير على القطاع الزراعي والحيواني في مصر، مما يتطلب تعاوناً بين الحكومة والمزارعين والتجار لإيجاد حلول مبتكرة لتقليل هذه الأعباء. من المهم أن تُبذل المزيد من الجهود لتحقيق استقرار الأسعار في الأسواق، وتعزيز الأمن الغذائي للمواطنين، وهو ما يعتمد على استدامة القطاعات الزراعية والحيوانية التي تعد حجر الزاوية في الاقتصاد المصري.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.