دور نحل العسل في تلقيح أشجار اللوز: علاقة تكافلية تدعم الإنتاج العالمي

كتب: عبدالرحمن مدحت في قلب وادي كاليفورنيا الأوسط، تمتد مساحات شاسعة من أشجار اللوز تغطي نحو 470 ألف هكتار، لتُنتج ما يزيد على مليون طن سنويًا، ما يعادل 80% من الإنتاج العالمي لهذا المحصول الذهبي.

لكن سرّ هذا النجاح لا يكمن فقط في الأرض والمناخ، بل في جناحي نحلة.

فخلال فترة التزهير التي تمتد من فبراير إلى مارس، تتحول كاليفورنيا إلى ما يشبه خلية نحل عملاقة، حيث تُستقدم نحو 2 مليون خلية نحل من مختلف أنحاء الولايات المتحدة لتلقيح أزهار اللوز. يدفع المزارعون مقابل هذه الخدمة الحيوية ما بين 150 إلى 200 دولار أمريكي لكل خلية نحل، في واحدة من أغلى صفقات التلقيح في القطاع الزراعي.

وتُعد هذه العملية أكبر وأضخم حركة نحالة متنقلة في العالم على الإطلاق، إذ يتم نقل حوالي 75% من خلايا النحل الأمريكية إلى بساتين اللوز في كاليفورنيا كل عام، لتأدية مهمة بالغة الأهمية لا تتعدى أسابيع قليلة، لكنها ترسم ملامح اقتصاد بمليارات الدولارات.

العملية تعكس ترابطًا معقدًا بين الزراعة والتلقيح والنحل، وتسلط الضوء على الدور البيئي والاقتصادي المحوري للنحل في دعم الأمن الغذائي العالمي، في وقت تتزايد فيه التحديات أمام النحالين بسبب تغير المناخ، واستخدام المبيدات، والأمراض التي تهدد مستعمرات النحل.

في نهاية المطاف، لا يمكن لحبة لوز أن ترى النور دون زيارة نحلة، وهو ما يجعل هذه العلاقة الطبيعية المتجذرة، أكثر من مجرد تعاون… إنها شراكة وجود.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.