زراعة العصفر وفوائده المُذهلة: من العلاج إلى الاستخدامات البيئية والصناعية
روابط سريعة :-
إعداد: أ.د.ربيع مصطفى
أستاذ النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، وكيل وزارة الزراعة الأسبق بالفيوم – (خبير في زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية للتواصل: 01010490336 – 01224982537)
القرطم (العصفر) Safflower
Carthamus tinctorius
Fam. Compositae (Asteraceae)
وهو نبات زيتي مقاوم للجفاف والملوحة وينمو في الأراضي الفقيرة، ثنائي أو ثلاثي الغرض، ويمتلك تاريخًا طويلًا وقائمة طويلة من الفوائد. يُعتقد أن القرطم واحد من أول المحاصيل البشرية ويعود تاريخه إلى آلاف السنين. ولا يزال عنصرًا أساسيًا حتى يومنا هذا، حيث يتم استخدام الزيت والزهور في الطهي والعناية بالشعر والدهانات وروتين التجميل وتلوين الطعام وغيرها.
الأسماء الشائعة
العصفر – القرطم – الجرجوم – الزعفران الكاذب – البهرمان.
الموطن الأصلي
موطنه الأصلي أفريقيا وبلاد الهند، ويزرع في كثير من بلدان الشرق الأوسط. موطن وتاريخ العصفر لا يمت بأي صلة للزعفران بالرغم من أن أزهار الزعفران لها نفس استعمالات العصفر. يُزرع العصفر بكثرة في الهند والصين وأجزاء أخرى من آسيا وفي مصر وجنوب أوروبا، ولكن موطنه الأصلي غير معروف (في الشرق الأوسط).
الوصف النباتي
نبات حولي شتوي يتبع العائلة النجمية أو المركبة، يصل ارتفاعه إلى 150 – 200 سم. الساق قائمة نصف جوفاء وملساء، ويوجد عليها بعض البراعم في إبط الأوراق. تتطور هذه البراعم مكونة سوقًا ثانوية، والتي ينتج منها سوق ثالثة تحمل جميعها أوراقًا وتنتهي بنورة زهرية مركبة على شكل جرس. أوراقه خضراء رمحية وله أزهار جذابة يُستخرج منها محصول شبيه بالزعفران. أزهاره صفراء مائلة للبرتقالي صغيرة الحجم، تكون على شكل مجموعات تزهر في الربيع. بذوره متوسطة الحجم، بيضاء اللون وملساء. توجد النورات الزهرية في نهاية السوق وهي مخروطية الشكل مكورة، يتراوح قطرها بين 2,5 – 3 سم ومركبة مقفولة تحتوي على 40-80 زهرة، حيث تتحول كل زهرة إلى بذرة.
هناك نوعان من الأزهار للقرطم ضمن النورة: أزهار خنثى وأخرى مؤنثة. تتصف بعض الأصناف بأنها ليست لها قدرة على التلقيح الذاتي بل تحتاج إلى حبوب لقاح من نباتات أخرى. بشكل عام، فإن نبات القرطم ذو تلقيح خلطي تصل فيه نسبة التلقيح إلى 60% بواسطة الحشرات. الثمرة في القرطم فقيرة (achene) وهي خشبية ناعمة الملمس كمثرية الشكل ذات لون أبيض أو أصفر شاحب أو أسمر حسب الصنف، قد تنتهي البذرة وبعض الأصناف بمجموعة من الأشواك. يتراوح وزن 100 بذرة بين 4 – 8 جم.
ويطلق على بتلات أزهار القرطم اسم العصفر أو بهرمان، التي تحتوي على صبغتين، إحداهما حمراء تذوب في القلويات والأخرى صفراء تذوب في الماء. وتستخدم الصبغات في صباغة الحرير وصناعة مستحضرات التجميل. كما تحتوي بتلات القرطم على صبغة ملونة تسمى العصفرين أو القرطامين، ويطلق عليها الزعفران الكاذب، وتستخدم في تلوين الأغذية. هما من ضمن الملونات الصحية. تتركز زراعة القرطم في الهند، ويزرع في مساحات قليلة في الصين واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وتركيا.
يوجد في العالم 63 صنفًا تختلف فيما بينها من حيث شكل النبات وكمية الزيت وشكل الأصباغ، ولكن يمكن تقسيمها إلى قسمين: شوكية الأوراق أو عديمة الأشواك. الأولى تكون مرتفعة الزيت عن الثانية.
الظروف المناسبة
ينمو العصفر في مختلف الترب الطينية منها أو الرملية جيدة التصريف والتهوية. محب لأشعة الشمس، مقاوم للصقيع والجفاف، يتحمل الملوحة والجفاف في الأراضي، كما ينمو في الأراضي الفقيرة. يتأثر إنبات البذرة بالحرارة، يزداد الإنبات عند درجات الحرارة العالية وتنخفض مع انخفاض درجات الحرارة. قد تتأخر البادرات في الظهور فوق سطح التربة إلى 3 أسابيع، ولهذا ينصح بالزراعة في الخريف.
أصناف القرطم
ويوجد صنفان أو طرازان من القرطم:
ـ الطراز الأول: نباتات عديمة الأشواك Carthamus tinctorius var intimis
ـ الطراز الثاني: نباتات ذات أشواك Cathamus tinctorius var typicus
ويعرف القرطم الخالي من الأشواك باسم القرطم النتي، كما يعرف القرطم الخشن الملمس باسم القرطم الدكر.
الزراعة
ـ التكاثر: يتكاثر القرطم بالبذرة، ويحتاج الفدان إلى حوالي 20 كجم بذرة.
ـ موعد الزراعة: أكتوبر ونوفمبر.
ـ طريقة الزراعة: يتم تخطيط الأرض بمعدل 12 خطًا في القصبيتين، وتزرع في جور المسافة بين الجورة والأخرى حوالي 20 – 25 سم. ويفضل الزراعة بالسطارة.
العزيق والخف
يتم عزق الأرض بعد الزراعة بشهر وتخف النباتات إلى نبات واحد في الجورة. وعندما تكبر النباتات، لا تحتاج إلى عمليات العزيق.
التسميد
يتم إضافة السماد البلدي عند تجهيز الأرض للزراعة بمعدل 20 م³ للفدان، يخلط معه حوالي 100 – 150 كجم سوبر فوسفات الكالسيوم. أما التسميد النيتروجيني، فيحتاج فدان القرطم إلى 60 – 70 كجم آزوت، تضاف على ثلاث دفعات في حالة الري بالغمر. تبدأ أول دفعة من بعد عملية الخف. أما في حالة الأراضي الجديدة التي يكون فيها الري بالرش أو التنقيط، يتم إضافة السماد على 6 دفعات بين كل دفعة والأخرى أسبوع.
الري
يحتاج القرطم المنزرع في الأراضي القديمة إلى 3 – 4 ريّات خلال موسم النمو، وإلى 5 – 6 ريّات في الأراضي الجديدة.
الآفات والأمراض
ـ يصاب القرطم بالمن أثناء فترة التزهير ويقاوم بالرش بمحلول الصابون.
ـ الدودة القارضة.
أهم الأمراض التي تصيب القرطم
تبقع الأوراق – صدأ الأوراق – موت البادرات واعفان الجذور – البياض الدقيقي.
المحصول والحصاد
قبل عملية الحصاد، يجب ري نبات القرطم بحوالي 10 – 15 يومًا. وعلامات نضج محصول القرطم هي: تحول لون الأزهار من الأصفر إلى البرتقالي الداكن، ثم تساقط هذه البتلات، تصلب البذور وتحولها إلى اللون الأبيض اللامع مع جفاف الأوراق حتى منتصف الساق.
يتم حصاد القرطم بعد حوالي 5 شهور من الزراعة، وذلك بتقطيع النباتات والدق. يمكن جمع العصفر قبل عملية الحصاد في مرحلة نضج الأقراص، ويكون لون البتلات برتقاليًا. هذه البتلات تجمع وتترك لتجف في مكان ظليل وبعيد عن الشمس والرطوبة المرتفعة ثم تعبأ.
ـ يعطى الفدان حوالي 500 – 600 كجم من بذور القرطم.
ـ يعطى الفدان من 1,5 – 3 طن قش أو مادة جافة.
ـ الفدان يعطى حوالي 120 – 150 كجم عصفر.
المكونات الكيميائية
يحتوي العصفر على مادتين ملونتين: حمراء وصفراء. الحمراء أهم من الصفراء وتستعمل عادة في دباغة الحرير، واللون الأحمر يمزج مع بودرة التلك لصناعة ما يسمى بـ (rouge) الذي يستعمل لصباغة شفاه النساء. يحتوي العصفر على Polyunsaturated fatty acids (أحماض أمينية غير مشبعة) تحتوي على مادة تسمى Omega6 fatty acid. وتحتوي البذور على زيت ثابت يتراوح بين 20 – 35% وهو زيت قوي لاحتوائه على اليود ونسبة قليلة من حامض اللونيك Linoleic acids.
ـ الصبغة الحمراء Carthamin، وتركيبها الكيميائي هو (C21H22O11H2O). لونها أحمر غامق ولا تذوب في الماء. وهي الصبغة الموجودة في الأزهار بنسبة قليلة (0,3 – 0,6%) والمستعملة في تلوين الملابس ومساحيق التجميل والأغذية.
ـ الصبغة الصفراء وتركيبها الكيميائي (C16H20O11)، لونها أصفر وتذوب في الماء. توجد بالأزهار بنسبة (26 – 36%)، وهي صبغة غير ثابتة لا تستعمل في الأصباغ. ويجب التخلص منها لنقاء الصبغة الحمراء، ويكون إزالتها بتجفيف الأزهار وغسلها بماء حامضي عدة مرات.
فوائد واستخدامات العصفر
1ـ مادة ملونة طبيعية.
2ـ يعالج حموضة المعدة وملين طبيعي.
3ـ خافض لمستوى الكوليسترول في الدم.
4ـ يحتوي العصفر على Polyunsaturated fatty acids، وهي أحماض أمينية غير مشبعة تحتوي على مادة تسمى Omega6 fatty acid، وهذه المواد مهمة في تغذية وعلاج المرضى المصابين بالتصلب اللويحي.
5ـ يعالج أمراض الدورة الشهرية عند الإناث.
6ـ يزيل الدبغ الجلدي الزائد الناتج عن تراكم كميات زائدة من الصبغة الجلدية، ويعالج الكلف والبهق.
7ـ ينشط وظائف الكبد.
8ـ يستخدم في غش الزعفران لتشابهها معه، وكذلك يشبه الكركم.
9ـ يستخرج من بذور العصفر زيت ذو قيمة علاجية وغني بالعناصر الغذائية. يعد العصفر منجمًا للفوائد الصحية حيث يساهم في خفض مستويات الكوليسترول في الدم والمساعدة في إنقاص الوزن وتحسين صحة الشعر والجلد وتحسين نظام المناعة. كما أنه يستخدم في صبغ الأطعمة وهو شبيه بالزعفران.
10ـ أظهرت نتائج دراسات أولية أسترالية أن زيت العصفر يعتبر من الزيوت الشحمية العالية الجودة التي يمكن استخدامها في توليد الطاقة، كما يحتوي على انبعاثات أقل من المنتجات التقليدية القائمة على النفط. يمكن إعادة تدويره واستخدامه كما أنه يتحلل بطريقة غير مضرة بالبيئة.
11ـ يمكن أن يحل زيت العصفر مكان زيوت نباتية عديدة منها زيت الكتان.
12ـ بذور القرطم تُستخدم في تغذية الدواجن والعصافير.
13ـ الكسب الناتج من عمليات عصر الزيت من البذور غني بالبروتين، ولهذا يُستخدم كعلف للحيوانات.
14ـ يمكن استخدام مستخلص الجذور كمبيد للحشائش الضارة للمحاصيل الهامة ويعتبر صديقًا للبيئة.
طريقة الاستعمال
شاي – مستخلص – كبسولات – سائل.
محظورات الاستخدام
ـ يجب عدم استعمال العصفر مع الأدوية التي تؤثر على مناعة الجسم، وخاصة بعد عمليات زراعة الأعضاء.
ـ يجب عدم استعمال العصفر في فترة التلقيح للأطفال (التطعيم).
ـ يجب عدم استعمال العصفر بكثرة للأمهات المرضعات والحوامل.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.