رأى

مقال المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة: من عظماء مصر.. «القصاص» أبو البيئة

بقلم: أحمد إبراهيم

وكيل وزارة ومشرفاً على شبكة الإذاعات الإقليمية بالإذاعة المصرية والمستشار الإعلامي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي

ربما تكون نشأته الريفية البسيطة (الفقيرة) كانت الدافع له حتى يكون أحد أهم علماء البيئة فى العالم ويحصل على لقب «أبوالبيئة المصرى» وأن يقول عنه خبراء ومسئولون دوليون: «لو لدينا مثل هذا الرجل، لزرعنا الصحراء».هو مولود فى 6 يوليو سنة 1921 بقرية «برج البرلس»، التابعة لمركز بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، لأب صياد وصانع لمراكب الصيد.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

وهو فى الرابعة من عمره، التحق بكُتاب القرية، حيث حفظ القرآن الكريم كاملاً، قبل أن يرسله والده إلى الإسكندرية، ليعيش فى بيت عمه، ويتلقى العلم فى مدرسة «طاهر بك» الابتدائية، وظهرت هوايته منذ سن مبكرة، فى جمع أوراق النباتات المختلفة، وكان يضعها فى كراسة خاصة، ثم انتقل للقاهرة، حيث أكمل دراسته فى مدرسة العباسية الثانوية.

إنه العالم الجليل الراحل محمد عبدالفتاح القصاص، عالم البيئة الدولى المرموق والملقَّب بـ«أبوالبيئة المصرى» والذى تخرج عام 1944 فى كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، «جامعة القاهرة حالياً»، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وبعد 3 سنوات حصل على درجة الماجستير، وفى عام 1950 حصل على دكتوراه الفلسفة فى العلوم البيئية من جامعة «كامبردج» فى بريطانيا.

كما حصل د.محمد القصاص على ثلاث درجات دكتوراه فخرية، من جامعة السويد للعلوم والزراعة عام 1985، ومن الجامعة الأمريكية عام 1986، ومن جامعة أسيوط عام 1994، وعلى العديد من الأوسمة والجوائز، أهمها: وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1959، وسام الجمهورية من الطبقة الثانية سنة 1978، وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عامى 1981 و1983، وجائزة الدولة التقديرية سنة 1982.

لم تقتصر الأوسمة والجوائز التى حصل عليها «عاشق النباتات البرية» على مصر فقط، بل نال تقديراً دولياً بحصوله على وسام «السلم التعليمى الذهبى» من السودان سنة 1978، وجائزة الأمم المتحدة للبيئة سنة 1978، ووسام «الآرك الذهبى» برتبة فارس من هولندا سنة 1981، ووسام «النجم القطبى» برتبة فارس من السويد سنة 1998، والوسام الذهبى للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 1978، وجائزة زايد الدولية للبيئة سنة 2001.

تدرج العالم الراحل فى وظائف هيئة التدريس بقسم النباتات بكلية العلوم جامعة القاهرة، من معيد سنة 1944، وأستاذ كرسى النبات التطبيقى سنة 1965، وأستاذ متفرغ سنة 1981، وخلال الفترة بين عامى 1964 و1968، تمت إعارته للعمل رئيساً لقسم النبات بكلية العلوم فى جامعة الخرطوم، ثم عمل مديراً عاماً مساعداً للعلوم بالمنظمة العربية للتربية والثقافة بين عامى 1972 و1976، وتم تعيينه عضواً فى مجلس الشورى سنة 1980.

وهو صاحب أول تحذير من غرق مناطق فى شمال الدلتا، نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر، كأحد التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية.

أنشأ «القصاص» أول مدرسة علمية فى مجال بحوث البيئة الصحراوية، تخرج فيها عشرات ممن حصلوا على درجتى الماجستير والدكتوراه فى مصر والبلدان العربية الأخرى، وتعتبر من مدارس الريادة فى هذا المجال على مستوى العالم، وشارك فى وضع خرائط البيئة بحوض البحر الأبيض المتوسط، وأسهم مع عدد من العلماء، فى إثراء «معشبة» كلية العلوم بالقاهرة بالنباتات، وقام بإهداء مكتبته إلى الكلية، وتضم العديد من الدوريات العلمية، التى تشمل كل القضايا المتعلقة بالبيئة والنباتات البرية.

«أبوالبيئة فى مصر»، شغل عضوية العديد من الهيئات العلمية والمنظمات البيئية الدولية، لعل أبرزها الاتحاد الدولى لصون الطبيعة (IUCN)، الذى تولى رئاسته فى الفترة من 1978 إلى 1984، كما تولى رئاسة المجمع العلمى المصرى، ورئاسة نادى روما، كما كان رئيساً للأكاديمية الوطنية الهندسية للعلوم والآداب ومن أشهر مؤلفاته فى علوم النباتات والبيئة، «النيل فى خطر»، وموسوعة جغرافية حول «التصحر»، وكتاب «على خطى العشرين»، حول سيرته الذاتية.

العالم الجليل الأستاذ الدكتور محمد عبدالفتاح القصاص كان وما زال قدوة تحتذى فى العلم والعمل والأخلاق رغم رحيله عن دنيانا فى 21 مارس 2012، تاركاً للبشرية عِلماً يُنتفع به ويكون ميزان حسناته حتى يوم الدين عليه.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى