عربى

150 ألف نخلة تنتج 15000 طن بلح تحت الحصار الإسرائيلي فى قطاع غزة

أشجار النخيل

كتبت: نضال أبوحليمة انتشرت زراعة النخيل في فلسطين منذ آلاف السنين، حيث حظيت باهتمام المزارع الفلسطيني، كونها شجرة ذات قيمة اقتصادية كبيرة، ومنزلة دينية عظيمة، تعيش مئات السنين، ولقدرتها على تحمل العديد من الظروف المناخية، بالإضافة لقدرتها على النمو في التربة المالحة.

ويُعدّ موسم جني البلح مصدر رزق لعدد كبير من المزارعين الذي ينتظرونه بفارغ الصبر، ليتسنى لهم ممارسة هواياتهم المفضلة في جني المحصول، حيث تحرص عائلات بأكملها على المشاركة في جني المحصول، وتنظيفه وفرزه قبل عرضه للبيع.

ويشهد شهر أكتوبر من كل عام بدء موسم جني أشجار البلح في قطاع غزة، وغالباً ما يتم تصريف معظم الكميات في السوق المحلي، بينما يتم التصدير للخارج في بعض الأحيان في حال سمحت الاحتلال الإسرائيلي بذلك.

مهنة يتوارثها الأجيال

أوضح المزارع خالد أبو طواحين، صاحب بيارة بلح بمدينة دير البلح، أنه ورث مهنة زراعة البلح عن والده المرحوم، حيث تعلمها منه منذ صغره، ونشأ وترعرع بين بيارات البلح، الأمر الذي صقل في نفسه حب ما نشأ وتعود عليه.

وأشار أبو طواحين، إلى أن البلح لم يعد يجني لهم ربحا ماديا، قائلا :”موسم البلح ما بجيب همه، لأن البلح انتشر بكثرة في قطاع غزة، كما أن عدم السماح لنا بتصديره خلال السنوات الماضية كبدنا خسائر كثير، نظرا لارتفاع سعر أضعاف المرات في حالة تصديره عن بيعه في غزة”.

وشدد، على أنهم متمسكون بمهنة البلح حفاظا على اسم مدينة دير البلح، ومنعا من اندثار مهنة آبائهم وأجدادهم، وحفاظا على تراث فلسطيني أصيل.

ونوه المزارع أبو طواحين، إلى أن موسم البلح يبدأ مطلع شهر أكتوبر من كل عام، ويتسمر لمدة شهر، ويحتاج إلى المناطق الأكثر حرارة، مشيرا إلى أن بلح مدينة أريحا بالضفة المحتلة يعتبر أجود أنواع البلح الفلسطيني، نظرا للارتفاع الكبير لدرجة الحرارة فيها.

وأشار، خلال حديثه إلى أن موسم البلح ازداد سوء خلال الثلاث سنوات أخيرا، معللا ذلك بسبب سياسة الاحتلال التي تمنعهم من تصدير محاصيلهم إلى الضفة المحتلة.

تصدير للضفة

وعلى غير عادة الأعوام السابق أعلن تحسين السقا مدير عام التسويق والمعابر بـوزارة الزراعة في غزة، أن مزارعي البلح في القطاع بدأوا التجهيز لتصدير البلح إلى أسواق الضفة المحتلة، بعد وفرة الإنتاج منه في الأسواق المحلية.

وأوضح السقا :”تم تصدير طن واحد من البلح الأسبوع المنصرم إلى الضفة المحتلة”، ويتوقع أن تصل كمية التصدير لهذا العام إلى 1000طن، فيما تم تصدير العام الماضي نحو 400 طن.

وأشار مدير عام التسويق والمعابر بـوزارة الزراعة، أن كميات كبيرة من البلح الأحمر وخاصة “الحياني” منه، وكذلك الرطب عرضت في الأسواق، وسط حالة من تراجع الطلب، نظراً للظروف الاقتصادية التي يعيشها الأهالي في القطاع من جانب، وتشبع المواطنين من هذه الفاكهة من جانب آخر.

من جهته، أكد نزار الوحيدي مدير عام الإدارة والإرشاد بـوزارة الزراعة في غزة، أن كمية إنتاج البلح في أراضي قطاع غزة خلال العام الحالي زادت عن 15 ألف طن.

وأوضح، الوحيدي، أن هناك نحو 7205 دونمات من أشجار النخيل مزروعة ومثمرة، وغير المثمر منها نحو 3200 دونم، وأن متوسط إنتاج شجرة النخيل الواحدة هذا العام نحو مائة وخمسين كليو جراماً.

ثمار تهدى وتباع

وألمح المزارع خالد أبو كميل، إلى أن بيع البلح يتم عن طريق شراء “القطوف التي على النخلة“، حيث تقدر سعر كل نخلة من 100 إلى 150 شيقل، بناء على عدد حملها.

وأشاد المزارع أبو كميل، بالعادات الفلسطينية الأصيلة، حيث يقوم عدد من الغزيين بشراء البلح، واهدائه لذوي أرحامه، تخليدا لعادات فلسطينية، توارثها الصغار من الكبار.

وأوضح أبو كميل، أن بيع البلح يتم بشراء النخلة كاملة، أو بشراء القطف، حيث يقدر سعر القطف من 10إلى 20 شيقل، إضافة إلى الشراء عن طريق الصناديق “18 كيلو” بسعر يتراوح من 20 إلى 40 شيقل لكل صندوق، منوها إلى أن سعر البلح يتغير حسب العرض والطلب.

وتبلغ مساحة الأراضي الإجمالية المزروعة بأشجار النخيل في غزة نحو 7660 دونم، مزروع بها أكثر من 150 ألف نخلة، تنتج بين 7000 إلى 15000 طن، بينما تسببت الحرب الأخيرة على غزة بتجريف وتدمير المئات من أشجار النخيل المثمرة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى