«نبات التبغ».. الزراعة والاستخدامات
إعداد: أ.د.ربيع مصطفى
أستاذ النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، وكيل وزارة الزراعة الأسبق بالفيوم – (خبير في زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية للتواصل: 01010490336 – 01224982537)
التبغ أو الدخان – Common Tobacco
Nicotiana tobaccum L.
العائلة: Solanaceae
التبغ هو نبات يُزرع من أجل أوراقه التي تُستخدم في التدخين، بينما الدخان هو ما ينتج عن إحراق التبغ. التبغ مادة نباتية تحتوي على النيكوتين، وهو مادة مسببة للإدمان، أما الدخان فهو خليط من جسيمات غازية ونقاط من القطران. الدخان الجانبي هو الدخان الذي يتطاير في الهواء مباشرة من السيجارة المشتعلة، وهو المكون الرئيسي (حوالي 85٪) للدخان غير المباشر، والمعروف باسم التبغ.
الأسماء الشائعة
التبغ نبات له عدة أسماء شائعة، أهمها: “تبغ شائع”، “تبغ ذائع”، “تبغ مزروع”، “دخان”، و”نبات الطباق”. بالإضافة إلى ذلك، هناك أنواع مختلفة من التبغ مثل: التبغ الأزرق، التبغ الأفريقي، والتبغ البناري، وكلها تنتمي إلى جنس Nicotiana.
الموطن الأصلي
الموطن الأصلي لهذا الجنس هو المكسيك وأمريكا الشمالية، وانتشرت زراعته في معظم بلدان العالم في القرن السابع عشر الميلادي، بالرغم من التباين الجغرافي والمناخي بين هذه المناطق.
أهم الدول المنتجة للتبغ في العالم هي: الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، الهند، روسيا، اليابان، البرازيل، تركيا، والمكسيك.
الوصف النباتي
يتبع هذا الجنس العائلة الباذنجانية (Solanaceae)، ويضم نباتات عشبية أو شجيرية معمرة أو حولية.
ـ الأوراق عريضة جدًا أو صغيرة جدًا، إلا أنها بسيطة، جالسة، حافتها مسننة ملساء، لونها أخضر باهت أو فضي، ومغطاة بأوبار ناعمة غزيرة.
ـ التبغ نبتة سنوية تعيش موسمًا واحدًا. يتراوح طول الشتلة بين 1.2 – 1.8 متر، وتنتج حوالي 20 ورقة بطول يتراوح من 60-75 سم، وعرض من 35-45 سم.
ـ الأزهار ناقوسية، صغيرة أو كبيرة، ولونها أصفر أو راسمي الشكل.
ـ الثمار صغيرة، كبسولية، تحتوي على العديد من البذور الصغيرة ذات اللون البني الغامق.
أهم أنواع التبغ
1ـ التبغ العادي (Nicotiana tobaccum)
نبات حولي يصل ارتفاعه إلى 100 سم أو أكثر، الساق قائمة وسميكة دون تفريع جانبي، والأوراق تخرج حلزونيًا على الساق. الورقة كبيرة الحجم، يصل طولها إلى أكثر من 50 سم، وعرضها أكثر من 25 سم، لونها أخضر باهت، خالية من الأوبار. الأزهار صغيرة ولونها أصفر ليموني.
من أهم أصنافه “هافانا 21″ المقاوم للذبول، و”بنسلفانيا” الغزير الأوراق.
2ـ التبغ الجبلي (Nicotiana rustica)
نبات معمر شجيري، غزير التفريع، يصل ارتفاعه إلى مترين فأكثر. الأوراق جلدية سميكة، رمادية مخضرة، طولها من 5 – 8 سم، وعرضها من 3 – 5 سم، وشكلها بيضاوي. الأزهار صغيرة الحجم، لونها أصفر.
أنواع أخرى من التبغ:
ـ تبغ شائع (Nicotiana tabacum).
ـ تبغ أزرق (Nicotiana glauca).
ـ تبغ أعسم (Nicotiana repanda).
ـ تبغ أفريقي (Nicotiana africana).
ـ تبغ بناري (Nicotiana bonariensis).
الظروف البيئية المناسبة
ينجح التبغ في البيئات الباردة أو المعتدلة، خاصة ذات المناخ المتوسطي، حيث تساعد الأمطار الشتوية والصيف الدافئ على نموه، رغم أن التبغ نبات صيفي يحتاج لدرجة حرارة مرتفعة (20 – 35 م⁰) وفترة ضوئية طويلة (14 – 18 ساعة) ورطوبة معتدلة (60 – 75%). كما يمكن زراعته بنجاح في المناطق الباردة ذات الحرارة المنخفضة (10 – 18 م⁰) وفترة ضوئية قصيرة (10 – 12 ساعة) ورطوبة جوية مرتفعة (70 – 80%).
لوحظ أن الحرارة المرتفعة، خصوصًا في الليل، والرطوبة العالية، تساهم في زيادة عدد الأوراق ووزنها، وتأخير التزهير. كما أن طول الفترة الضوئية يزيد من إنتاج القلويدات.
التبغ النامي في ضوء الشمس المباشر يكون أكثر إنتاجية من حيث النمو والقلويدات، مقارنة بالنباتات المزروعة في الظل. كما أن النباتات المزروعة في النهار الطويل (16 ساعة) تحتوي على نسبة أعلى من القلويدات مقارنة بالنهار القصير (8 ساعات). الضوء الأحمر يرفع مستوى القلويدات مقارنة بالأشعة فوق الحمراء.
في المناطق الجافة، يزداد المحتوى القلوي، بينما في المناطق الغزيرة الأمطار، يزداد محتوى الكربوهيدرات والبوتاسيوم، ويقل محتوى القلويدات.
الأراضي المناسبة
يفضل التبغ الأراضي الصفراء الخفيفة الخصبة، ويتحمل الحموضة حتى pH = 5، رغم أن ذلك يضعف النمو الخضري. يمكن تحسين التربة بإضافة الجير أو كربونات الكالسيوم.
الزراعة
ـ تبدأ بزراعة البذور في مشاتل، ثم تُنقل الشتلات إلى الأرض المستديمة.
ـ يُزرع على مدار العام ما عدا أشهر الحرارة الشديدة والبرودة القارسة.
ـ في المناطق الباردة: تشتل النباتات في مارس وأبريل.
ـ في المناخ المعتدل: تشتل على مدار العام ما عدا يناير وأغسطس.
ـ عمر الشتلة وقت الشتل حوالي شهر ونصف، وطولها 10 سم، وبها 3 أوراق حديثة.
ـ يحتاج الفدان إلى 20 – 25 ألف شتلة تنتج من 50 – 60 جم بذور.
ـ تُزرع الشتلات على خطوط عرضها 75 – 80 سم، وبين الشتلة والأخرى 40 – 50 سم.
الري
يروى النبات كل 15 يومًا صيفًا، وكل شهر شتاءً، بشرط ألا تقل السعة الحقلية عن 55%.
التسميد
يحتاج الفدان إلى:
ـ 150 كجم نترات أمونيوم.
ـ 200 كجم سوبر فوسفات.
ـ 50 كجم سلفات بوتاسيوم.
ـ زيادة التسميد الأزوتي يرفع محتوى القلويدات.
ـ نقص التسميد المعدني يؤثر سلبًا على جودة الورقة.
مقاومة الحشائش
ـ الحشائش عريضة الأوراق تزال يدويًا أو بالعزيق.
ـ يمكن استخدام مبيد داي فيناميد بمعدل 2 – 2.5 كجم/فدان.
ـ عدم مقاومة الحشائش يؤدي إلى خسارة 35 – 60% من الإنتاج الخضري.
مقاومة الأمراض والآفات
أمراض المجموع الخضري:
1ـ الموزايك (فيروسي): يُقاوم بتعقيم الأدوات والتربة، والتخلص من الحشائش.
2ـ التبقع الورقي (بكتيري): تُستخدم مركبات النحاس ومحلول بوردو.
3ـ الأنثراكنوز (فطري): يُقاوم بالكرباميت رشا أو تعفيرًا.
أمراض الجذور:
1ـ الذبول (فيزاريم): يُقاوم بالدورة الزراعية والتطهير واقتلاع النباتات المصابة.
2ـ تعفن الجذور (فطري): يُعالج بالزراعة النظيفة وتطهير التربة.
3ـ تعقد الجذور (نيماتودا): تُعالج بالتطهير والدورة الزراعية.
عملية التطويش
وهي إزالة القمم الطرفية والبراعم الجانبية لتشجيع نمو الأوراق وتحسين صفاتها، مع زيادة مادة النيكوتين.
المواد الفعالة
أهمها قلويد النيكوتين، بالإضافة إلى نيكوتين، نيكوتيرين، أناباسين، أحماض عضوية، وجليكوسيدات.
تم مؤخرًا استخلاص زيوت عطرية من الأوراق والأزهار، تشمل الإيجانول، ألفا-تربينول، سينول، بنزوات البنزيل، وفينيل إيثانول.
المحصول
إنتاج الأوراق الجافة (تجفيف هوائي) يتراوح بين 2 – 2.5 طن للفدان.
يُخزن ويُجهز في غرف خاصة يتم فيها التحكم في الحرارة والرطوبة، وتستغرق هذه العمليات عدة شهور.
استخدام النيكوتين
1ـ لا توجد فوائد صحية للتبغ الطبيعي، بل يسبب أمراضًا خطيرة كأمراض القلب والسرطان.
2ـ يُستخدم في تصنيع السجائر والمعسل، ويضر القلب والرئتين والمعدة وضغط الدم والعينين.
3ـ يدخل في صناعة المبيدات الحشرية (كبريتات النيكوتين) ضد حشرة المن والحشرات المنزلية.
4ـ من مخلفات التبغ تُستخلص مادة جليكوسيدية تُعرف بالروتين، مفيدة لعلاج ضيق الشرايين ووقف النزيف الداخلي وضيق التنفس.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.