رأى

مفاهيم مغلوطة في قضايا التمييز في بحوث المرأة الريفية

د.معمر جابر

بقلم: د.معمر جابر جاد

أستاذ الإرشاد الزراعى المساعد ومدير محطة البحوث الزراعية بسرس الليان

هناك خلط واضح في كثير من البحوث الاجتماعية والإرشادية التي تتناول المرأة الريفية في إدراك الفرق بين التمييز والتمايز، والبداية تكمن في التحليل اللغوي للمصطلح، فالتمييز هو منح وإعطاء مزايا لطرف دون الاخر ومفرد مزايا ميزة، انما المميزات لا تعنى مناحي تفوق وانما هي مجرد سمات مميزة وقد تكون سمات سلبية .. ومفردها مميزة بكسر الزين، فقد يتميز فلان بجرح قطعي قديم في جبينه وهو بالطبع لا يمتاز بهذا انما يمتاز بصفات تميز تجعله افضل من غيره.

ومن هنا ينبغي انا نفرق جيدا بين المزايا والمميزات، فـالمرأة والرجل يتمايزان في صفاتهما ولكل صفات تميزه ما بين فروق جسدية وفسيولوجية ونفسية واجتماعية، هذه الفروق يجب ان تدرك جيدا قبل الدخول في قضايا التمييز ضد المرأة او حتى التمييز ضد الرجل!!.

لو اخذنا معيار مثل العمل وتناولنا قياسه بصورة مطلقة فسيحيد بنا عن الحقيقة فانخفاض معدلات عمل المرأة نسبيا عن الرجل امر طبيعي على خلفية الاختلافات السابق تناولها، انما قياس هذا المؤشر على اطلاقه يعني تمييزا ضد المرأة وهو ما يحيد عن الحقيقة ويطمسها، لدرجة ان بعض النساء العاملات لقسوة الحياة الاقتصادية لكثير من الاسر المصرية ينظرن بصورة مغايرة ويجدن في عمل المرأة واضطرارها له تمييزا ضد المرأة حيث لا يخفف عنها عملها من قائمة طويلة من الاعمال الأخرى التي لا يقوم بها غيرها مثل اعمال المنزل ورعاية الأطفال، تجد كثيرا من المشقة والتمييز ضدها ان تتحمل كل هذا بمفردها.

فهل خلود المرأة للراحة اذا كثرت التزاماتها الأخرى يعد تمييزا ضدها ام إنصافا لحقها في حياة أفضل .. هذه الإشكالية ستظل من حين إلى اخر في كثير من السمات والأفعال والعلاقات وسوف تصنع خلل في بحوث المرأة الريفية إذا لم ندرك هذا التمايز جيدا قبل الحديث عن التمييز.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى