تقارير

«مطر الخير» بين سد النهضة والسياسة

كتب: د.صلاح يوسف إذا كانت قضية سد النهضة هى التأثير على توفير المياه للمصريين والزراعة فمن المفترض أن هذا الموضوع مدروس لدى اجهزتنا منذ ما يزيد عن 20 سنة، وبالتأكيد الدراسات يتم تحديثها تبعا للمتغيرات من آن لآخر.

هل المفترض أنه متاح لنا كافة الحلول والخيارات لمواجهة المشكلة؟

دولة بحجم مصر الدولى والإقليمى والحضارى متاح لها كافة الحلول الموضوعة سلفا وبها المرونة الكافية للتحقيق، حيث كلما زاد تطور البلاد زادت قدرتها على تحقيق أهدافها بالطرق المختلفة وليس بطريقة أو بمدخل واحد.

هل هناك توجيه من الدولة ومن القوى المختلفة محليا وأجنبيا للشعب فى اتجاهات متعارضة بخصوص سد النهضة مع مواقف متباينة للجهة الواحدة عبر السنوات السابقة بل والشهور والأيام والساعات؟

نعم هناك توجيهات مختلفة مرئية ومسموعة ومكتوبة .. مرة بالتهوين ومرة بالتهويل، وكأن الشعب هو المشكلة وهو الذى يجب السيطرة على تفكيره، بينما الشعب هو السند الحقيقى لكل الحكومات المصرية المتتابعة وليس بين الشعب والحكومات صراعات بينما الصراع بين الشعب والحكومات من جهة وأعداء مصر من جهة أخرى، ولو بذلت الحكومات نفس المجهود المبذول للسيطرة على الشعوب فى اتجاه تحقيق مصالح البلاد ومحاربة أعداء البلاد لكان أوفر وأفضل لصالح البلاد والشعوب والحكومات أنفسها.

هل سد النهضة مشكلة فعلا؟

بالتأكيد .. مائيا وسياسيا، وهل يمكن حلها؟

بالتأكيد .. نحن تأخرنا فى التفكير فى الحلول الجذرية القابلة للتطبيق أو إعلانها أو إتخاذ خطوات جادة بشأنها، وتأخرنا فى المفاوضات بشكل غير منطقى وبلا داعى حقيقى اللهم إلا الشبهات وبما يضر المفاوضات ذاتها ويؤثر على نتائجها، وعلى كل فإنه لا توجد مشكلة بلا حلول .. فقط إرادة وعقول متفتحة تقود تنفيذ خطة الدولة الطموحة على المستوى السياسى والعسكرى والاقتصادى.

هل هذه ظروف متوفرة؟

المفترض ذلك وإذا لم تكن متوفرة فيجب توفيرها.

ما المشكلة إذن؟

المشكلة أن الجميع .. كل المصريين .. يحتاج أن ينزل إلى الشوارع وقت المطر الغزير فيغسل نفسه وقلبه وعقله حتى يفيض الله علينا برحماته وفضله. المشكلة أن الجميع يحتاج إلى صفاء نفسه ونقاء قلبه وإتقاد عقله .. نحن نريد المطر ليس لنملأ نهر النيل ولا مخزون المياه الجوفية ولا الأراضى المنزرعة ولا المخرات وغيرها من وسائل التخزين، ولكن نريد المطر فقط لنغتسل ونصبح على قلب رجل واحد.

*مُعد التقرير: وزير الزراعة واستصلاح الأراضى الأسبق.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى