رأى

مصنع الأحذية ومشروع النباتات الطبية!

د.أحمد إبراهيم

بقلم: د.أحمد إبراهيم

المستشار الإعلامي لوزير الزراعة

فى المقال قبل الماضى كتبت عن دور الجهاز الإدارى فى إعاقة الاستثمار، وذكرت بعض الأمثلة لمشروعات معطَّلة بالمليارات (مشروع النباتات الطبية، ومصنع الأحذية الرياضية، ومشروعات الدواجن، وأزمة جامعة الدلتا مع محافظ الدقهلية)، وذلك بسبب ضيق الأفق، وفساد بعض القيادات وصغار الموظفين فى الجهاز الإدارى، الذين لا يقدّرون الظرف الاستثنائى الاقتصادى الأصعب الذى تعيشه البلاد، والذى لن يُجدى معه سوى حل مشكلات المستثمرين، وتشجيع الاستثمار، وإقامة مشروعات إنتاجية كبيرة كثيفة العمالة.

هؤلاء المسئولون لا يدركون أيضاً حجم المخاطر التى تعيشها منطقتنا العربية، وآخرها الأحداث فى سوريا وليبيا والجزائر والسودان، وتأثير ذلك علينا من الناحية الاقتصادية، الأمر الذى يتطلب الإسراع بعملية التنمية، وتذليل كل العقبات أمام الاستثمار.

تلقيت اتصالاً من د. محيى حافظ، عضو اتحاد المستثمرين، حول المشروع الضخم لإنتاج المادة الفعَّالة من النباتات الطبية والعطرية، الذى ينقل مصر للمستوى الثانى عالمياً والأول إقليمياً، ويعظم الاستهلاك المحلى من 250 مليون جنيه إلى 3 مليارات، وتوفير الخامات الفعالة للأدوية والمكملات الغذائية ومستحضرات التجميل، بالإضافة إلى توفير 30 ألف فرصة عمل.

المشروع على مساحة 50 ألف فدان بمحافظة الأقصر، ويحقق التنمية المستدامة التى تنشدها الدولة لإقليم الصعيد.

اتحاد المستثمرين (صاحب المشروع) أجرى دراسة جدوى اقتصادية بواسطة أكبر المكاتب الاستشارية المحلية والدولية، وجاءت مبشِّرة بالخير، وأكدت أنه نقلة كبيرة لمصر فى مجال صناعة الدواء والغذاء، بالإضافة إلى إنشاء مراكز أبحاث لتطوير الزراعة والصناعة، وإضافة حقيقية للناتج القومى.

د. حافظ يضيف أن د. محمد بدر، محافظ الأقصر السابق، كان متحمساً للمشروع، وأعطاه دفعة قوية هدأت بعد رحيله، ودخل دهاليز الجهاز الإدارى وربما لن يخرج، وتم تقليص مساحة الأرض من 50 ألف فدان إلى 11 ألفاً إلى 3000، ورغم موافقتنا على ذلك، فإننا فوجئنا بالمحافظة تضع عقبات تقتله قبل ولادته، حيث اشترطت الأرض بحق الانتفاع 20 عاماً فقط ثم تستردها بكل ما عليها من منشآت!! فهل يعقل إنفاق مليار جنيه على مشروع يعطى عائداً بعد 12 عاماً ثم يتنازل عنه المستثمرون بعد 8 سنوات؟! ملف المشروع تخلصت منه محافظة الأقصر، وأرسلته إلى هيئة الاستثمار التى أرسلته إلى وزارة التنمية المحلية.

أما مصنع الأحذية الرياضية بالمنطقة الحرة بمدينة نصر فيقول صاحبه هانى قسيس إنه تصدى لإنشائه بدافع وطنى بحت بعد عرضه على فيتنام والصين ورفضتا، المصنع على مساحة 75 ألف متر (حق انتفاع) ويعتبر الأضخم فى العالم (بعد نايك وأديداس) وأنشئ فى وقت قياسى، ويسهم فى توفير 10 آلاف فرصة عمل كمرحلة أولى تصل إلى 50 ألفاً، ويصنع الحذاء فى مصر من الألف إلى الياء، والمصنع جاهز للتشغيل، ولكنه يحتاج كهرباء، هذان المشروعان يوفران 80 ألف فرصة عمل حقيقية ودائمة، وبحسبة بسيطة الفرصة تتكلف مليون جنيه، أى 8 مليارات جنيه يوفرها المستثمرون على الدولة، وينتجون سلعاً تحتاجها السوق المحلية بشدة، وبدلاً من استنزافها للاحتياطى النقدى سوف تجلب لنا الخبرة والدولارات من الخارج.

بلادنا تحتاج الكلمة المخلصة وهذا دورنا فى الصحافة الوطنية، ولن نحبط من ضعف الاستجابة لدى بعض المسئولين، لأننى أعلم يقيناً أن مؤسسة الرئاسة تتحرك طالما كانت النصيحة من أجل الوطن والمواطن، وليست لمصلحة شخصية.. وتحيا مصر.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى