حوار

مدير مركز معلومات تغير المناخ: “من الصعب حصر خسائر التقلبات الجوية على القطاع الزراعي”

■ التغيرات المناخية ستؤدي لخفض إنتاجية معظم المحاصيل الرئيسية بحلول 2050

 القطاع الزراعي يستعد على صعيده الرسمي والفلاحي للتغيرات المناخية

■ التقلبات المناخية لها منافع علي الزراعة

حوار أجرته: جيهان رفاعي

قال الدكتور فضل هاشم، المدير التنفيذي لـمركز معلومات تغير المناخ التابع لـمركز البحوث الزراعية، أنه من الصعب حصر خسائر تغير المناخ على القطاع الزراعى المصري فى كل موسم، مشيرا إلى وجود العديد من المشكلات التى تواجه القطاع الزراعى لعل أهمها العمليات المزرعية غير الجيدة التى يقوم بها المزارع.

وأضاف هاشم، فى حوار مع “الفلاح اليوم“، أن اختيار المزارع لأنواع بذور غير جيدة، والتأخير أو التبكير فى الزراعة، ونقص مياه الرى، واختيار مواعيد رى تخالف التوصيات الفنية، وعدم كفاءة الأرض الزراعية، وأنواع الأسمدة والمبيدات وطرق المكافحة للأمراض والآفات، جميعها أسباب تؤثر جنبا إلى جنب مع تغير المناخ وتؤدى حتما لنقص الإنتاج الزراعى.

وأكد المدير التنفيذي لـمركز معلومات تغير المناخ، على أن التقلبات الجوية لها تأثيرات ضارة على نمو وإنتاجية المحاصيل الزراعية، لافتا إلى اختلاف شدة التأثر من محصول لآخر حسب عمر النبات وطول فترة الموجة الجوية وشدتها.

وإلى نص الحوار..

س: البعض يقول أن “التغيرات المناخية” تعد كارثة كبرى على سكان كوكب الأرض فيما يخص الأمن الغذائى، هل من تعليق؟

اصبحت قضايا تغير المناخ تفرض نفسها دوما على طاولة المباحثات، سابقاً اختلف العلماء بين انه سيحدث تغير المناخ، وانه لن يحدث تغير المناخ، ومع الوقت اصبحت معظم الشواهد تميل نحو تأكيد حدوث تغير المناخ والذى اثبتت الدراسات انه سوف سيتسبب فى العديد من المشاكل لسكان العالم فيما يخص الأمن الغذائي، وحيث ان عدد سكان العالم يتضاعف طوال الوقت ومن المتوقع بحلول عام ٢٠٥٠ أن يزداد عدد سكان العالم بنسبة الثُّلث، وستكون أعلى نسبة زيادة فى دول العالم النامي والذى قدرت منظمة الاغذية والزراعة الفاو ان الزيادة التى تكون مناسبة لسد هذا الاحتياج هى ان يزيد معدل انتاج القطاع الزراعى حوالى 60% من انتاجه الحالى فقط لتلبية الاحتياجات المطلوبة من الاغذية والاعلاف، والذى يعد من المستحيل حدوثه فى ظل ظاهره تغير المناخ التى اصبحت تقلل من انتاج المحاصيل بسبب ارتفاع درجات الحرارة والظواهر المناخية الأشدّ قسوة المصاحبة لظاهرة تغير المناخ مما أدّى إلى انخفاض الإنتاج وتراجُع الدخول في المناطق المعرَّضة للضرر.

س: هل استعد القطاع الزراعي على صعيده الرسمي والفلاحي للتغيرات المناخية؟… كيف؟

نعم يستعد القطاع الزراعى على صعيده الرسمى والفلاحى للتغيرات المناخية.

سيحتاج القطاع الزراعى إلی الانتقال إلی نُظم تعمل بكفاءة اعلى حيث يصبح القطاع أکثر إنتاجية، وتستخدم جميع المدخَلات بشكل أکثر کفاءةً، ايضاً القيام بالعديد من الدراسات الخاصة بانتاج المحاصيل المتحملة للملوحة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وايضاً الدراسات الخاصة برفع كفاءة التربة، حيث ان هذه الدراسات هى التى تساعد على جعل القطاع الزراعى اكثر استقراراً وتقلبات أقلّ ونواتج اعلى، تجعل ايضاً القطاع الزراعى أکثر مرونةً إزاء المخاطر والصدمات وتقلُّب المناخ علی المدى الطويل.

ويجب أن يتحقق هذا التحول للقطاع الزراعى دون ان يتم استنفاذ الموارد الطبيعية الاصلية فى المناطق المستهدفة والمتوقع تأثرها داخل القطاع الزراعى. ومن الضرورى ان يتبع ذلك انخفاضٌ في انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، والذى بدوره سيسهم إسهاماً كبيراً في التخفيف من آثار تغير المناخ، من الضروري اتخاذ إجراءات وتنفيذ برامج زراعية تتماشى مع تلك الآثار المتوقعة، التى تترك آثارا سلبية على إنتاجية المحاصيل الرئيسية في مصر.

ولمواجهة هذه التداعيات، تقوم وزارة الزراعة بمجهودات كبيرة في هذا المجال حيث قام مركز البحوث الزراعية بإنشاء وحدة بحوث الأرصاد الجوية الزراعية التابعة لـمعهد بحوث الاراضى والمياه والبيئة، والمعمل المركزى للمناخ الزراعى، ومركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة، لتعمل هذه الجهات على توفير الدراسات والسياسات المعنية بتغير المناخ، ويتم الأن تحت رعاية معالى وزير الزراعة تطوير هذه المؤسسات لتكون هى الجهات المنوط بها، وضع السياسات والإجراءت التي تقلل من مخاطر التغيرات المناخية في القطاع الزراعي وإدماج تغير المناخ في برامج التنمية المستدامة واستراتيجيات الحد من الفقر، ومساعدة متخذى القرار والمزارعين على تجنب مخاطر التغيرات المناخية. والحد من آثار تغير المناخ السلبية على الصحة والاقتصاد والبيئة وزيادة الوعي العام، وتقييم الأثار من خلال وضع سيناريوهات للتأثير على إتاحة المياه، والتبخر، وآثار ذلك على كل قطاع، ودعم إجراء البحوث ذات الصلة، وتكون بمثابة غرفة مقاصة للمعلومات المناخية الحرجة.

س: ما دور مركز معلومات تغير المناخ في تنمية القطاع الزراعى؟

ان لـمركز معلومات تغير المناخ دوراً هاماً فى تنمية قطاع الزراعة فى مصر، حيث أن المركز يشارك مع الجهات المعنية بتغير المناخ فى توفير المعلومات الخاصة بتغير المناخ والعمل على سهولة تدفقها، حيث أن توفير وتدفق المعلومات هى من أكبر وأهم العقبات التى تواجه الحد من اثار تغير المناخ أو محاولات التكيف معه فى القطاع الزراعى.

ايضاً يقوم مركز معلومات تغير المناخ بالعمل على ادراج قضايا تغير المناخ عامة والخاصة بـالقطاع الزراعى خاصة فى السياسات الحكومية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، كما يقوم المركز بعمل دورات تدريبية وورش عمل وندوات ارشادية فى القاهرة والمحافظات المتأثرة جراء ظاهره تغير المناخ فى محاولة لرفع وعى العاملين فى شتى المجالات فى القطاع الزراعى تجاه ضرورة مواجهة هذه الظواهر فى محاولة لتقليل من الاثار الضارة بها.

كما يقوم المركز بإنشاء قاعدة بيانات زراعية التي من شأنها أن تؤدي إلى تبادل المعلومات والمعرفة ومنع الإزدواجية فى العمل، وتقوم بتجميع وتداول البيانات اللازمة لدراسة العلاقة بين تغير المناخ وقطاع الزراعة‏،‏ وتعزز التعاون وتبادل المعلومات والمعرفة بين مختلف الوزارات والجهات البحثية والجامعات بخصوص التغيرات المناخية‏ والمعرفة الزراعية، وبناء نماذج إلكترونية لحصر غازات الاحتباس الحرارى في القطاع الزراعي، يقوم المركز بتقديم الدعم الفني والتقني من أجل خطط المرونة والتكيف مع قضايا تغير المناخ في قطاع الزراعة مع وزارة البيئة، كما يتم التنسيق بشكل تام وكامل بين وزارة الزراعة والمجلس الوطنى للتغيرات المناخية من خلال ممثل وزارة الزراعة بالمجلس الوطنى للتغيرات المناخية.

س: كيف تؤثر التقلبات المناخية على إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية؟ وما تداعيات تغير المناخ على الزراعة المصرية؟

تؤثر التقلبات الجوية تأثيراً ضار على نمو وانتاجية المحاصيل الزراعية وتختلف شدة التأثر من محصول لآخر حسب عمر النبات وطول فترة الموجة الجوية وشدتها، وقد أظهرت النتائج التى أجريت فى مركز البحوث الزراعية من خلال هذه الكيانات بالتعاون مع الجهات المختلفة المعنية بـتغير المناخ أن نتائج التنبؤ بعيد المدى باستخدام نماذج المحاكاة وسيناريوهات تغير المناخ المختلفة أن التغيرات المناخية وما تسببه من ارتفاع فى درجة حرارة سطح الأرض سوف تؤثر سلبيا على إنتاجية العديد من المحاصيل الزراعية المصرية حيث تسبب نقص شديد فى إنتاجية معظم محاصيل الغذاء الرئيسية فى مصر.

وأساس هذه النتائج تجارب حقلية اجريت فى الحقل لتجميع البيانات الخاصة بالنماذج المختلفة وذلك لاجراء عملية معايرة وتأييد للنماذج قبل استخدامها للتأكد من امكانية تنبؤها بدقة تحت ظروفنا المصرية. وقد اجريت دراسات المحاكاه على المناطق المناخية الزراعية المختلفة، وقد أوضحت نتائج هذه الدراسات في حالة ارتفاع درجات الحرارة من 2 : 4°م مايلى:

انتاجية محصول القمح سوف تقل بنسبة تتراوح من 10 : 18% وانتاجية محصول الذرة الشامية سوف تقل حوالى 15 : 19%. اما بالنسبة لمحصول القطن سوف تؤثر التغيرات المناخية تأثيرا ايجابيا على إنتاجية محصول القطن، وسوف يزداد  إنتاجيته حوالى 15 : 17%، محصول الذرة الرفيعة سوف ينخفض حوالى 18 : 19%، الشعير: انتاجية محصول الشعير سوف تنخفض حوالى 16 : 18%، اما بالنسبة لمحصول الأرز انتاجيته سوف تنخفض حوالى 11% مقارنة بانتاجيته تحت الظروف الجوية الحالية، انتاجية محصول فول الصويا سوف تتأثر سلبيا بشدة تحت ظروف التغيرات المناخية وسوف يصل متوسط معدل النقص على مستوى الجمهورية بحلول منتصف هذا القرن حوالى 25 :28%، محصول عباد الشمس من المحاصيل الحساسة لارتفاع درجة الحرارة وسوف تنخفض انتاجيته حوالى 21% فى شمال الدلتا، 27% فى مصر الوسطى، 38% فى مصر العليا بمتوسط نقص على مستوى الجمهورية حوالى 29%. محصول الطماطم من المحاصيل الحساسة جدا لارتفاع درجة الحرارة وسوف تنخفض انتاجيتها حوالى 14 : 51% تشير نتائج دراسات أثر التغيرات المناخية على انتاجية السكر من محصول قصب السكر أن هذه التغيرات سوف تسبب نقص الانتاجية 19 : 21%، ومن خلال نتائج هذه الدرسات والبحوث يمكن القول أن التغيرات المناخية بحلول عام 2050 سوف تؤدى إلى خفض إنتاجية معظم المحاصيل الرئيسية فى مصر.

س: ما أهم الأمراض والآفات التي تصيب الزراعات بسبب التقلبات المناخية؟ وأهم طرق المكافحة؟

مما لاشك فيه ان تغير المناخ سوف يؤثر على انتشار وتوزيع الامراض والآفات التى يمكن ان تصيب الزراعات بسبب التقلبات المناخية فمنها على سبيل المثال لا الحصر ظهور حشرة التوتا ابسليوتا التى تصيب محصول الطماطم والتى لم تكن موجودة فى مصر ثم ظهرت وتسببت فى خسائر كبيرة على محصول الطماطم، وايضاً ظهور حشرة الحشد الخريفي حالياً على محصول الذرة، وهناك جهات معنية فى وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية للدراسات الخاصة بالامراض والافات والتى منها وحدة الانذار المبكر للامراض التابعه لـمعهد بحوث الامراض.

س: كيف يمكن للمزارع أن يتوافق مع التقلبات المناخية الحادة والسريعة؟

يمكن للمزارعين بمساعدة وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية من خلال معاهده ومعامله المختلفة، تحويل وإعادة توجيه النظم الزراعية لضمان الأمن الغذائي ودعم التنمية الريفية في مناخ متغير. وهنا يجب التركيز على ثلاث فئات من المزارعين الذين يعملون فى المجال الزراعى، وذلك بهدف زيادة الإنتاجية الزراعية على نحو مستدام، وتحسين دخل المزارعين، وبناء قدرة المزارعين على التكيف مع تغير المناخ ومساعدتهم على إيجاد طرق للتكيف؛ والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فيصبح من الضرورى ان يقوم المزارعين ومربي المواشي والصيادين استخدام احدث التكنولوجيات فى التعامل مع الانذار المبكر بـالتقلبات الجوية والتى تعد من أهم مظاهر تغير المناخ، ثم زراعة المحاصيل فى وقت ابكر من المعتاد عليه فى السنين السابقة ويحدد ذلك بناء على التوصيات المقدمة من المركز، التعامل مع زراعة اصناف من المحاصيل تتحمل الحرارة والجفاف، استخدام الانفاق والتغطية فى حالة البرودة وموجات الصقيع، التغيير فى انماط الري ومعدلاته ومواعيده، تعديل طرق ومواعيد المكافحة، ونوعيه المبيدات المستخدمه وطرق الاستخدام، وايضاً طرق التعامل مع الماشية، حيث يجب مراجعة مواعيد التحصينات وتغيير نمط التربية وانشاء الغرف ووسائل وتكنولوجيات الحلب والحفظ للمنتجات، وايضاً نمط التربية ونوعية العليقة والاعلاف، ونماذج السكن والمبيت ومواعيد الرعى، ايضاً فى الصيد هناك تعديل فى مواعيد واماكن الصيد وكميات وانواع الاسماك التى يجب ان يراعيها الصيادين ويكونوا على معرفة جيدة بها.

س: ما أهم آليات مركز معلومات تغير المناخ فى التعامل مع المزارعين لتجنب أضرار تقلبات الطقس على الزراعات؟

يستخدم مركز معلومات تغير المناخ عدد من الآليات كنماذج التنبؤ والانذار المبكر والتى يمكن التنبؤ بما يحدث من خلال استخدام سيناريوهات التغير فى المناخ وضبط عملية نمو المسبب المرضى وحدوث الاصابة وتجنب العديد من الآثار السيئة أو الخسائر المتوقعة، ثم تصل نتيجة كل ذلك للمزارع من خلال القنوات الرسمية لـوزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية، فى عدة اشكال منها المقال المقروء والرسائل القصيرة بواسطة المحمول، ايميلات بالبريد الالكترونى، او برامج تلفزيونية، أو اذاعية، واحيانا مدارس وايام حقلية تقام فى القرى والمحافظات، وتقوم وزارة الزراعة باتباع بعض طرق التاقلم مع التغيرات المناخية كي تساعد المزارعين للتوصل الى افضل طرق لجنب الخسائر مثل:

ـ استنباط أصناف جديدة تتحمل الحرارة العالية والملوحة والجفاف وهى الظروف التى سوف تكون سائدة تحت ظروف التغيرات المناخية مثل استنباط صنف “جيزة 168 ومصر 1” في القمح لتحمله الظروف المناخية المغايرة مقارنة بالاصناف الاخرى. وزراعة الاصناف الذرة الشامية المتحملة للاجهاد الحراري مثل الهجين فردي البيضاء “هجين فردي 10، 128 ، 131” والهجين الثلاثي 323.

ـ استنباط أصناف جديدة موسم نموها قصير لتقليل الاحتياجات المائية اللازمة لها كذا في محصول الارز حيث تم استنباط اصناف لها القدرة على تحمل الملوحة ونقص المياه والجفاف وتعمل على مقاومة الأمراض، وغير المستهلكة للمياه والتى تزيد الإنتاجية مثل سخا 101و104. و107و108 جيزة 178. و,179، هجين مصر 1وسخا سوبر 300.

ـ تغيير مواعيد الزراعة بما يلائم الظروف الجوية الجديدة، وكذلك زراعة الأصناف المناسبة فى المناطق المناخية المناسبة لها لزيادة العائد المحصولى من وحدة المياه لكل محصول.

ـ تقليل مساحة المحاصيل المسرفة فى الاستهلاك المائى لها أو على الأقل عدم زيادة المساحة المقررة لها (مثل الأرز وقصب السكر).

ـ زراعة محاصيل بديلة تعطى نفس الغرض ويكون استهلاكها المائى وموسم نموها أقل مثل زراعة بنجر السكر بدلا من قصب.

ـ الرى فى المواعيد المناسبة وبكمية المياه المناسبة فى كل رية حفاظا على كل قطرة مياه والتى سوف نكون فى أمس الحاجة إليها تحت ظروف التغيرات المناخية.

ـ تقديم الوزارة بعمل توصيات دورية فنية بالتنسيق مع المراكز البحثية والإرشادية لتقديم التوعية للمزارعين للتعامل السريع مع موجات الطقس غير المستقرة.

س: هل للتقلبات المناخية منافع على الزراعات؟

نعم فى بعض الحالات تكون التقلبات المناخية لها منافع على الزراعة، حيث فى بعض المناطق التى تعانى من الجفاف يكون تساقط الامطار مسألة جيدة للارض والنبات والانسان والحيوانات المزرعية، ايضاً موجات الحرارة العالية والصقيع يكونوا مفيدين فى حالة التعامل الحكيم معهم، حيث يمكن للمزارع فى حالة معرفته بمواعيد حدوثهم تلك الموجات وعمل التدابير الاحترازية اللازمة يمكن الحفاظ على المحصول والتسريع فى نموه فى بعض المحاصيل، ايضا بعض المحاصيل تحتاج الى وحدات برودة او حرارة اعلى من المعتاد لذلك تصبح فى حالة جيدة اثناء موجات الحر او الصقيع.

س: كيف يمكن التنبؤ بالمناخ الزراعي فى ظل إمكانات المركز؟ وكيف تصل المعلومات للمزارعين فى الوقت والمكان المناسب؟

يقوم المركز بتجميع وتوثيق المعلومات من الدراسات والبحوث ونتائج المشاريع التى أجريت حول التغيرات المناخية الرئيسية بالاضافة الى انشاء ونشر قاعدة بيانات معلوماتية عن:

ـ دراسات حول طبيعة التغيرات المناخية.

ـ دراسات بشأن تقييم الأثر، ودرجة التأثير والتكيف مع النظم المختلفة لمواجهة تغير المناخ.

ـ دراسات انبعاث غازات الاحتباس الحراري من الأنشطة المختلفة للإنسان وتقييم وسائل خفض هذه الانبعاثات.

ـ ربط المعاهد والمعامل المركزى بقواعد البيانات كلاً فى تخصصه فى ما يخص قضايا ومشكلات تغير المناخ.

ـ استخدام نماذج التنبؤ والانذار المبكر.

ـ استخدام سيناريوهات تغير المناخ.

س: كم تبلغ خسائر الزراعة المصرية جراء التغيرات المناخية خلال الموسم الزراعي الشتوي الماضي ومؤشرات الصيفي؟

من الصعب حصر خسائر تغير المناخ على القطاع الزراعى المصري فى كل موسم لكل عام على حدا، نظراً لوجود العديد من المشكلات التى تواجه القطاع الزراعى والتى يعد من اهمها العمليات المزرعية غير الجيدة التى يتعامل من خلالها المزارع، والتى يمكن أن نعطى عليها العديد من الامثلة كاختياره لانواع بذور غير جيدة أو غير جيدة التخزين، التأخير أو التبكير فى الزراعة عن الموعد المحدد، والذى قد يكون مخالف لنشرة المعلومات الخاصة بنا، نقص المياه، واختيار مواعيد رى مخالفة عن ما جاء فى النشرات والتوصيات الخاصة بنا، عدم كفاءة الارض الزراعية أو اهمال المزارع لعمليات الحرث والتقليب والتهوية قبل الزراعة، عدم خدمة المحصول اثناء الزراعة، ايضاً الاسمدة والمبيدات والمكافحة انواعها وكمياتها وطرق استخدامها، ثم ياتى نقص العمالة او عدم كفاءة الايدي العاملة المدربة جيدا على التعامل مع انواع محاصيل مختلفة، وهنا يجب ان نشير الى ان كل هذه الاسباب تؤثر جنبا الى جنب مع تغير المناخ فى مشكلات نقص الانتاج.

 س: هل من بعض النصائح الهامة للمزارعين لوقاية الزراعات من أضرار التقلبات المناخية؟

نعم هناك عدد من التوصيات التى يجب ان يهتم بها المزارعين لوقاية من اضرار التقلبات المناخية وهى:

ضرورة اضافة الاسمدة الفوسفاتية والبوتاسية قبل حلول موسم الصقيع لأنها تعمل على زيادة تغلظ جدار الخلايا ومقاومتها لدرجات الحرارة المنخفضة.

عدم الاسراف فى التسميد الازوتى لانزيادته تسبب كبر حجم الخلايا ورقة جدرها مما يسه تهتكها وسرعة تاثرها بـالصقيع.

تحميل محاصيل شتوية قائمة تزرع على الريشة البطالة مثل الفول الرومى أو الشعير مما يساهم فى كسر حدة الرياح الباردة بالاضافة الى تدفئة الخضر.

التذريب بعيدان الذرة الجافة او البوص لعمل ساتر للهواء من الجهة البحرية على ان يكون على عدة مصاطب أو خطوط لكسر حدة الهواء البارد.

التغطية بالاقبية البلاستيكية مع تجنب التغطية بقش الارز حتى نمنع انتشار الامراض الفطرية.

اطلاق بخار الماء فى الجو المحيط بالنباتات بعمل ضباب صناعى حوله.

التدخين بحرق الاعشاب حيث ان وجود ذرات الدخان يمنع تكوين الصقيع.

تغطية وتكييب النباتات.

تدفئة الجو المحيط بالنبات باستخدام سخانات الغاز او المواقد الساخنة.

10ـ تحريك الهواء المحيط بالنباتات باستخدام المراوح.

11ـ يمكن استخدام الرى بالرش كاحد الوسائل لتقليل او تلافى ضرر الصقيع.

12ـ زراعة الاصناف النباتية والشتلات السليمة فى التوقيت المناسب بحيث تكون ملائمة لدرجات الحرارة ومقاومة للآفات بجانب.

13ـ يجب رفع نسبة التظليل علي جميع الزراعات المحمية إلي ما يقارب من 60% لكسر درجة الحرارة داخل البيت المحمي.

14ـ بالنسبة للصوب البلاستيكية يجب زيادة التهوية، وإن لزم الأمر رفع كمر الصوب.

15ـ ضرورة توزيع عمليات الري علي مدار اليوم ، علي أن يكون الري من 2-3 مرات يومياً حسب نوع التربة.

16ـ يجب الرش بأسمدة تساعد النبات علي مواجهة الإجهاد البيئي.

17ـ عدم تأخير الحصاد علي بعض الزراعات مثل الخيار حتي لا يتعرض النبات للإجهاد.

18ـ الرش بـالمبيدات الموصي بها وعدم الإفراط في رش المبيدات الحشرية والفطريه إلا للضروره في هذا الفترة الصعبة.

19ـ تجنب الرش بـالمبيدات النحاسية والزيوت المعدنية وإن لزم الأمر نستخدم البدائل مثل الزيوت النباتية.

20ـ الاهتمام بمنشطات الجذور وبالأخص الهيوميك أسيد، وذلك للحفاظ علي تماسك حبيبات التربة.

21ـ الاهتمام بتوازن نوعية الاعمدة المستخدمة لان زيادة الاسمدة الازوتية تودى الى زيادة رقة جدر الخلايا النباتية وليونة وهياج النباتات مما يجعلها اكثر تاثرا بـالصقيع.

22ـ عنصر الكاليسيوم يزيد من سمك جدر الخلايا والتسميد البوتاسى والفوسفاتى حيث يعمل على زيادة جدر الخلايا وتقوية الاوراق والسيقان.

23ـ استخدام مصدات الرياح كمانع الهواء من الجهة البحرية لتقليل تاثير الصقيع على محاصيل الخضر.

24ـ تغطية نباتات الطماطم والفاصوليا الصغيرة فى العروة الشتوية بطبقة رقيقة من القش للوقاية من البرد.

س: ما أهم المحددات المرتبطة بالمناخ التي يمكن لمخطط السياسة الزراعية أن يسترشد بها حال تحديد المساحات المزروعة من المحاصيل الاستراتيجية؟

تتميز مصر باقاليم مناخية متعددة ومختلفة، والاستخدام الامثل لتلك الاقاليم يساعد  القطاع الزراعى فى رفع كفاءة انتاج المحاصيل والحفاظ على الاستخدام الامثل للمياه والتربة فى ظل المحافظة الكاملة على المواد البيئية دون استنذاف، كما انه يساعد على عمليات التكيف مع الظواهر المناخية المتطرفة، فعلى سبيل المثال يتم زراعة محصول القصب فى وجه قبلى لانتاجه العالى وجودته فى هذه الظروف المناخية، ويزرع الارز فى الوجه البحرى لانه يجيد فى هذه المناطق مع استخدام اقل فى المياه وفى حالى التبديل بين هذه المحاصيل سوف ينتج محاصل ذات كفاءة انتاجية اقل جودة.

 س: ما مقترحات تفعيل نظم وآليات العمل بالمركز في التواصل مع الباحثين والمرشدين والمزارعين للتكيف مع التقلبات المناخية؟

من خلال عمل نقاط اتصال بجميع الادارات بـوزارة الزراعة واستصلاح الاراضى والمعاهد والمعامل المركزية فى مركز البحوث الزراعية مع الحرص على تواجد ممثلين للجهات المعنية بقضايا تغير المناخ، للمشاركه فى اعداد توصيات للمزارعين فى حالة وجود ظروف مناخية مغايرة فى الوقت المناسي لتفادى وقوع خسائر فى الانتاج الزراعى لدى المزارعين.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى