رأى

مأساة فلاح 9 سبتمبر

د.صلاح يوسف، وزير الزراعة الأسبق

بقلم: د.صلاح يوسف

حاولنا بعد ثورة يناير إحياء عيد الفلاح فى 9 سبتمبر 2011 ووقتها قام البعض بإنتقادنا بشدة لقيامنا بإحياء يوم عيد الفلاح حيث إحتفلنا به فى إستاد القاهرة معلنين عن منهاجنا فى تحقيق الحياة الكريمة للفلاح التى ننشدها له قبله بينما هناك متظاهرون بـميدان التحرير .. وقلنا وقتها أن هذا يوم حدد منذ ما يقرب من خمسين سنة قبل أن يعرف أحد أنه سيكون هناك متظاهرون بـميدان التحرير والذين كان بعضهم فى ذلك اليوم تحديدا موجه أسوأ توجيه لإستغلال تلك الثورة بينما بعضهم الآخر ربما له رؤية وطنية .. فى هذا الإحتفال زرت قبر الرئيسين الراحلين عبد الناصر والسادات رحمهما الله، وزرت كذلك قبر الجندى المجهول الذى هو ربما جندى فى ميدان معركة مجهول أو ربما مزارع فى حقل مجهول بمصرنا الغالية .. مضت الأيام وقد أصاب بعض المنتقدين وربما أكثرهم الصمم والبكم وربما العمى .. فلم يحافظوا على رؤية وطنية أو تمسك بحياة كريمة للفلاح ..

والفلاح رمز لأرض مصر السمراء الواهبة الحياة للبشرية بإذن الله بتقديم أقدم حضارة فى التاريخ .. الفلاح رمز النماء فى مصر بزرعه .. الفلاح رمز الحفاظ على صحة المواطن المصرى بتوفير غذائه وملبسه قبل أمنه النسبى المنسى .. الفلاح رمز الجد والإجتهاد يوم بطر فيه الكثيرون عيشتهم .. الفلاح رمز العطاء فى وقت ساد فيه السلب .. الفلاح .. هو المزارع البسيط وهو المنتج الكبير .. هو الباحث فى مراكز البحث العلمى الزراعى .. وهو الأستاذ بكليات الزراعة والبيطرة .. الفلاح هو رجل الصناعة الذى تقوم صناعته أساسا على الزراعة ومنتجاتها .. الفلاح هو السياسى الذى كثيرا ما استغل الفلاح ليعتلى به مقاعد البرلمان أو كراسى السلطة .. الفلاح هو الذى حكم عليه فى حادث دنشواى وإستمر محكوم عليه دهورا ودهور ..

وإذا كان الفلاح كذلك .. فما هو حال الفلاح الآن .. كيف وفرنا له مستلزمات إنتاجه ومياهه .. كيف وفرنا له مهندسه وإرشاده .. كيف وفرنا له باحثه ذو حياة علمية كريمة ومعيشة كريمة .. كيف وفرنا له تسويقا يسد رمق من يعول .. الفلاح لم يعد .. مثلما ذهب الباحث ومثلما لم يعد كل أطراف النبت .. وذهب عيد الفلاح بعيدا يبحث عن فلاح آخر فى مكان آخر .. فى هذا الزمان.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى