كل عام وأنتِ الأجمل يا «إنجي».. عيد ميلادك فرحة عمري

بقلم: د.أسامة بدير
اليوم ليس يوماً عادياً… إنه الخميس، 17 يوليو 2025، اليوم الذي وُلدت فيه فلذة كبدي وروح قلبي، ابنتي العزيزة «إنجي»، في مثل هذا التاريخ من عام 2008. ها هي اليوم تُكمل عامها السابع عشر، بينما لا تزال في عيني طفلتي الصغيرة التي أنارت حياتي منذ لحظة قدومها. سبعة عشر عاماً مضت كلمح البصر، حملت بين طياتها كل معاني الحب والفرح والفخر… وكلما نظرت إليها، أدركت كم أنا محظوظ لأنني والد هذه الفتاة الاستثنائية.
«إنجي» بالنسبة لي ليست مجرد ابنة، بل هي امتداد لقلبي ونبضي ووجداني. حين أنظر في عينيها أجد نفسي، وأستعيد كل ما بذلته من تعب وسهر وحلم… فأراها تكبر أمامي وتصير أجمل مما تمنيت. كانت دوماً سنداً لي، طفلة تفهم أباها قبل أن يتكلم، وتشعر به إن تألم، وتفرح لفرحه كأنها قلبه الثاني. لم أكن أتصور أن تكون العلاقة بين أب وابنته بهذا العمق، لكن «إنجي» جعلتها واقعاً نعيشه كل يوم.
وفي كل لحظة ضعف أمر بها، أجد في صوتها دفئاً يشبه حضن الحياة، وفي ضحكتها نوراً يُبدد كل ما هو ثقيل. كانت ولا تزال دافعي الأول للاستمرار، وسندي الذي لا يخون، ومصدر طاقتي حين يخذلني العالم. كم أنا مدين لها بالكثير، وكم أشكر الله في كل صلاة أنها وُهبت لي.
«إنجي»، ابنتي، صديقتي، وكل ما لا يمكن وصفه بكلمات… هي الفتاة التي أحببت أن أكون لها أباً يُفتخر به، وسأظل دائماً أعمل من أجل أن تظل فخورة بأني والدها.
أما عنكِ يا إنجي… يا من تحملين في عينيك بريق حلم لا ينطفئ، وفي قلبك طموح لا يعرف التراجع… فأنتِ فتاة من طراز نادر. شخصيتك القوية، وثقتك في نفسك، وقدرتك على مُواجهة التحديات تجعلك تقفين بثبات رغم كل ما تمرين به. لا تُهزمين بسهولة، ولا تسمحين لليأس أن يتسلل إلى قلبك… وهذا هو سر إعجابي الدائم بك.
أعرف تماماً أن لديكِ تطلعات كبيرة لا تعرف السقف، وأحلاماً لا تنتهي عند حدود، وطريقاً اخترتِ أن تسلكيه بكل ما فيكِ من شغف وإصرار. ورغم صغر سنك، إلا أن نضجك العقلي والعاطفي يُدهش كل من يقترب منك. تحلين مشاكل من هم أكبر منك، وتفكرين بروح قائد يعرف ماذا يريد.
وما زادني فخراً وحباً، هو ذلك العشق النقي الذي تحملينه لي، وتلك الرابطة النفسية العميقة التي تشدنا إلى بعضنا بلا قيد. لم أكن فقط والدك، بل كنت وطنكِ وسندكِ ومأمنكِ في الحياة، كما كنتِ لي راحتي وسلامي. وكم هو جميل أن أرى هذا الحب المتبادل يكبر معنا.
ارتباطكِ بي لم يكن فقط عاطفياً، بل إنسانياً وفكرياً أيضاً، وهذا ما يجعلني أعتز بكِ أكثر من أي شيء. علاقتنا ليست تقليدية… بل هي قصة حب خالصة بين أب وابنته، تعكس معنى الحياة حين تُبنى على الحب والصدق والدعم المتبادل.
والآن يا «إنجي»، وأنتِ مُقبلة على سنة فاصلة في حياتك… سنة الثانوية العامة التي ينتظرها كل بيت مصري بتوتر وأمل… أعرف كم تعني لكِ هذه المرحلة، وكم تحلمين بأن تصبحي طبيبة أمراض نساء. وقد لمست بنفسي كم أن هذا الحلم نابع من إحساسك العميق بالمسؤولية، ومن رغبتك الصادقة في أن تكوني يد عون لكل امرأة تحتاج الرعاية.
أتمنى من كل قلبي أن يوفقكِ الله في هذه الخطوة الكبرى، وأن يرزقكِ القوة والهدوء وصفاء الذهن، لتجتازي هذا العام كما عهدتك دوماً… مُتفوقة، مُبدعة، ومُشرقة كعادتك.
ثقِي يا صغيرتي أنني سأكون دائماً خلفك، أدعو لك، وأدعمك، وأفرح بنجاحك كما لو كان نجاحي أنا.
وكل عام وأنتِ لقلبي النبض، ولحياتي المعنى، ولروحي الأمل.
عيد ميلاد سعيد يا «إنجي»… ابنتي، حبيبتي، وكل عمري.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.



