رأى

رسالة إلى أهلي مزارعي الأرض الطيبة الطيبين

الجمعية الوطنية لمنتجي الجوجوبا

بقلم: أ.د.محمد علي فهيم

مستشار وزير الزراعة ورئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية

كلنا أو معظمنا اما مزارعين وفلاحين بالأصل – والفلاح أو المتأصل هو من يعلم جيداً يعني ايه “وطن وموطن”، ولان كل شبر عاش فيه ما زال فى وجدانه ويزيده الحنان كلما ذكر اسم موطنه او سار وسط غيطه.

الريف عكس المدينة لا تتغير معالمه فمدقات الطرق وجسور الترع والمساقي ورأس الغيط وشجرة التوت او السيسبان وشجرة النخيل ما زالت فى موضعها تذكرك بالأيام الخوالى وتساهم فى استرجاع شريط الذكريات للماضي الجميل فى وجود اجدادك واباءك واعمامك وابناءهم وجيرانك من رحل منهم ومن كان منهم طفلا  وصبيا مثلك.

من عاش فى هكذا زمن وهكذا مكان.. فالأرض والوطن والموطن عنده يعني الكثير والكثير.. وهم من يحبون هذا الوطن ويعشقون ترابه ويبذلون الغالي والنفيس من اجل اعلاء كلمته واسترداد كرامته.. وفي سبيل ذلك لا ينامون ولا يغمض لهم جفن طالما كان فى ايديهم ما يقدمونه.

لا يزايد احد مهما كان نفوذ “كلماته” على مثلنا أبداً.. فنحن ملح هذه الارض وعمود خيمتها.. ان تعصبنا للوطن فهذا قمة الاخلاص وان ارتفع صوتنا لاظهار مواطن الخلل والتقصير والإهمال.. فهذا قمة الضمير.

فى الجانب الآخر.. غير مسموح تماما “للمتصيدين” من أعداء هذا الوطن ان يستغلوا عثراته ابداً.. فالأوطان لا تباع ولا تشترى ولن تكون ابدا رهان لمساومات ومواءمات.

عودة لأهلي وتاج رأسي مزارعي الارض الطيبة.. انا اعلم ان الامور اصبحت اكثر صعوبة.. لذلك افعل ما افعله لعله يكون في رصيد حبنا لهذا الوطن.. فالأوطان هي وديعة الله في أرضه.. وهي “أصلك وفصلك”.. وتاريخك وقديمك.. “ومن ساب قديمة تاه”.

اخر كلماتي اوجهها للمخلصين في هذا الوطن.. تذكر شجرتي التوت والسيسبان كانتا فرع صغير اقصر منك.. والنخلة اللي عراجينها كانت في متناول يدك.. كبرت التوتة وطالت فروعها وغطت قيراط أرض وطالت النخلة لفوق.. لكنهم ما زالوا في أماكنهم وفي أوج عطاءهم.

اجتهدوا وابذلوا ما تستطيعون فلابد ان يعوض الله تعبكم واخلاصكم خيراً.. وهذا ديدنه فى ارضه وتصرفه فى ملكوته إلى ابد الابدين.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى