دعوة لتعاون مركز البحوث الزراعية مع جهات دولية في تعليم اللغة الإنجليزية
بقلم: د.أسامة بدير
في عصر يشهد انفجاراً معرفياً مُتسارعاً وتزايداً في الاعتماد على التكنولوجيا والبيانات العالمية، لم تعد اللغة مجرد وسيلة للتواصل، بل أصبحت أداة للارتقاء المهني والعلمي والانفتاح على العالم. وفي هذا السياق، تبرز الحاجة الملحة إلى تمكين شباب الباحثين في مركز البحوث الزراعية من إتقان اللغة الإنجليزية، لا سيما أنها أصبحت اليوم اللغة العالمية الأولى، المُعتمدة في الأبحاث الدولية، والمنظمات العالمية، وأغلب المنتديات العلمية ذات الصلة بالقطاع الزراعي.
ومن هنا، اقترح أن يُبادر مركز البحوث الزراعية بإبرام بروتوكول تعاون رسمي مع جهات تعليمية دولية مرموقة، مثل الجامعة الأمريكية بالقاهرة أو المعهد البريطاني أو أي مؤسسة مُعتمدة تُعنى بتعليم اللغة الإنجليزية بإتقان، وذلك لتصميم برامج تدريبية متخصصة لشباب الباحثين بالمركز، تهدف إلى تطوير قدراتهم اللغوية في القراءة والكتابة والمحادثة العلمية، مما يُسهم في إعداد جيل جديد من الباحثين القادرين على التواصل مع العالم بفاعلية.
إن إتقان الباحث الزراعي للغة الإنجليزية يتيح له الوصول المباشر إلى أحدث الأبحاث والدراسات العالمية دون الاعتماد على ترجمات قد تكون منقوصة أو غير محدثة، كما يمكنه من نشر أبحاثه في مجلات دولية مُحكمة، بما يعزز من سمعته العلمية ويدعم مكانة المركز في الأوساط البحثية العالمية. كما تفتح اللغة الإنجليزية الباب أمامه للمشاركة الفاعلة في المؤتمرات والندوات الدولية، والتواصل المباشر مع الخبراء والمنظمات العالمية العاملة في الزراعة، إضافة إلى فرص الحصول على تمويل أو بعثات بحثية من جهات أجنبية مانحة. وبالطبع، فإن كل هذه المهارات تسهم في تحسين تمثيل مصر العلمي والزراعي دولياً، وإيصال صوت باحثيها وأفكارهم إلى العالم.
ولا شك أن الاستثمار في هذا المجال ستكون له آثار إيجابية واسعة على مركز البحوث الزراعية نفسه، حيث سيُسهم في تعزيز قدرته على التعاون الدولي، وجذب الشراكات البحثية، ورفع جودة مخرجاته العلمية، وهو ما سينعكس بدوره على تطوير الزراعة المصرية، وزيادة الإنتاج، ورفع جودة الصادرات الزراعية، وتحقيق مردود اقتصادي حقيقي يخدم الأمن الغذائي الوطني.
وفي ختام هذا المقترح، أتوجه بنداء صادق إلى القائد الأعلى لمركز البحوث الزراعية، الدكتور عادل عبدالعظيم، ذلك الذي يحمل قضايا الباحثين في قلبه ويسعى جاهداً لتحقيق طفرة نوعية في إعداد كوادر شبابية مُؤهلة علمياً واحترافياً، بأن يتبنى هذه المبادرة الاستراتيجية. فبناء جيل من الباحثين المُتقنين للغة العلم هو حجر الأساس في نهضة زراعية شاملة، تليق بمكانة مصر وريادتها في المنطقة.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.