تقارير

«حشيشة الحامول» في زراعات المحاصيل الحقلية والبستانية ونباتات الزينة

كتب: د.عبده عبيد إسماعيل يعتبر الحامول من الحشائش المتطفلة تطفل كامل (كليا) وهو من أهم وأخطر الحشائش المتطفلة، حيث يسبب خسائر مادية كبيرة للمزارعين نظرا لتدهور إنتاجية المحاصيل الزراعية المختلفة التي يتطفل عليها وهو يتكاثر بسرعة كبيرة جدا وله قدرة مميزة على تكوين مستعمرات كثيفة تعمل على استنزاف المادة الغذائية من النبات العائل.

أ.د/عبده عبيد، مدير المعمل المركزي لبحوث الحشائش بمركز البحوث الزراعية

الإسم العلمي: Cuscuta spp

Dodder الإسم الإنجليزي

عائلة: Cuscutaceae

وتنتشر حشيشة الحامول بصورة عامة في المنطقة الحارة والمعتدلة ويسبب مشكلة في حوض البحر المتوسط، يتطفل على العديد من المحاصيل الحقلية وأشجار الفاكهة ونباتات الأسوار والزينة، حيث يتغذى عليها ويضعف إنتاجها. یوجد أكثر من 170 نوع من الحامول منھم 14 نوع تسبب خسارة اقتصادية للمحاصيل المهمة في مختلف أنحاء العالم.

في مصر يسبب الحامول مشكلة كبيرة في عديد من المحاصيل مسببا خفضا في إنتاجية المحاصيل الحقلية والبستانية ونباتات الزينة والأشجار غير المثمرة، ومن أمثلة هذه المحاصيل الكتان، البرسيم المصري، البرسيم الحجازي، البسلة، البصل، الخضروات، الفاكهة.

يتكون الحامول من ساق خيطية الشكل خالية من الكلوروفيل ذات لون أصفر مشوب بخضرة فتقوم بالتطفل على العائل وتعتمد عليه اعتماد كلى فى غذائها.

أنواع الحامول المنتشرة في مصر

يوجد أربعة أنواع من الحامول تتطفل على 24 نوع من النباتات التى تنتمى الى تسعة فصائل مختلفة نتيجة عمل حصر لأنواع الحامول فى  النوبارية ومنطقة الدلتا.

1- C. planiflora وهذا النوع يسبب مشاكل كبيرة فى البرسيم المصرى والبرسيم الحجازى (ويطلق عليه حامول البرسيم).

2- C. epilinum وهذا النوع يسبب خسائر عظيمة جدا فى زراعات الكتان (ويطلق عليه حامول الكتان).

3- C. Chinensis من أهم عوائله البرسيم المصرى والبرسيم الحجازى  – فول الصويا – الحشائش – الشعير البرى.

4- C. Pedicellata من أهم عوائله البقوليات ويسبب خسائر كبيرة فى البرسيم المصرى – البرسيم الحجازى – العدس – الكمون.

التكاثر

يتكاثر الحامول بطريقتين:

أ‌- التكاثر الجنسي: يتم التكاثر الجنسى بواسطة البذور، وهي ذات قوة إنباتية فائقة بحيث يمكنها أن تبقى كامنة في التربة دون أن تتلف مدة 3-4 سنوات، خلالها تنبت البذرة إذا وجدت ظروف الإنبات الملائمة والعائل المناسب.

أن كل نبات من الحامول يمكن أن يعطي يقارب من 3000 بذرة.

ب‌- التكاثر اللاجنسي: حفظاً للبقاء ومقاومة للظروف البيئية القاسية، يترك الحامول على عنق النبات العائل، عقداً خضراء وهي تمثل جراثيم حية تبقى كامنة طيلة فصل الشتاء مقاومة برده القارس، وفي الربيع تنبت وتعطي خيوط الحامول، التي يمكنها أن تتابع نموها، بإرسال ممصاتها في سوق العائل، وبالتالي غزو حقل بكامله.

طرق انتشار الحامول

– يتكاثر الحامول عن طريق البذور وينتج النبات الواحدة آلاف البذور والتى تظل ساكنة بالتربة الى عدة سنوات حتى تتوافر الظروف البيئية المناسبة للنمو.

وقد تكون متواجدة في التربة أو السماد أو مخلفات الحيوان أو المياه وتتوسع فى النمو والإنتشار بانتقالها من مكان إلى آخر.

– تنمو فى بقعة محدودة سرعان ما تنتشر وتتكاثر وتتوسع رقعة الإصابة.

– تنتشر عن طريق نقل مخلفات التقليم للنباتات المصابة من مكان إلى آخر.

– تنتشر عن طريق تقاوى البذور أو السماد العضوى غير التام التحلل أو مخلفات الحيوانات أو المياه المختلطة ببذور الحامول ومعدات الزراعة.

ميكانيكية حدوث الإصابة

– تنبت بذور الحامول عند توافر الظروف البيئية المناسبة وخاصة درجات الحرارة والرطوبة. تنمو البادرة معتمدة على الغذاء المخزون فى البذور.

– تخترق البادرة سطح التربة وبمجرد ملامستها للعائل تقوم بإختراقه عن طريق الممصات التى تصل الى الخلايا الوعائية حيث تقوم بالحصول على احتياجاتها الغذائية. وفى حالة عدم العثور على العائل تموت البادرة خلال أيام قليلة.

– تستمر الساق فى الإستطالة مع الالتفاف حول العائل مكونة خيوط شبكية صفراء كثيفة وتكوين الممصات التى تقوم باختراق انسجة ساق وأفرع وأوراق العائل.

– عادة ما يموت الجزء السفلى من ساق الحامول (أشباه الجذور) ويصبح غير متصل بالتربة بمجرد أن يتم اختراق ممصات الحامول للنبات العائل.

– تنتج البذرة الواحدة عدة آلاف من البذور التي تنتشر وتسبب إصابات جديدة.

– فى حالة عدم العثور على العائل تموت البادرة خلال أيام قليلة بمجرد انتهاء الغذاء المخزن فى البذرة.

بذلك يتضح أن الحامول من الحشائش الخطيرة والضارة للمحاصيل الزراعية المختلفة والتى يجب القضاء عليه باتباع اسلوب المكافحة المتكاملة للحشائش المتطفلة.

العوائل النباتية

توجد عديد من الأنواع النباتية من المحاصيل والحشائش وخاصة ذوات الفلقتين التي تعتبر عوائل رئيسية للحامول ويلاحظ أن الحامول يفضل نباتات ذات الفلقتين عن ذوات الفلقة الواحدة وذلك لسهولة اختراق انسجتها.

تقسم عوائل الحامول إلي ثلاث مجاميع:

1ـ المجموعة الأولي والتي تزود الحامول بالغذاء (عوائل رئيسية مفضلة).

2ـ المجموعة الثانية والتي يمكن أن تجعل الحامول حيا عليها (تقضي عليها فترة مؤقتة).

3ـ المجموعة الثالثة الحامول وهي النباتات التي يتخذها الحامول كدعامة للوصول النباتات العائلة المفضلة.

أضرار الحامول

يعتبر الحامول من الأعشاب الضارة المتطفلة، فهو يهدد المحاصيل الاقتصادية ويقلل  صفاتها الكمية والنوعية، نظراً لسرعة تكاثره بالبذور والخيوط ويشاركها الغذاء بامتصاص محلولها المغذي وبالوقت نفسه يفرز فيها مواد ضارة غير معروفة من شأنها تخريب الجهاز الخضري كما يحرمها الضوء والهواء بتشابك سواقه فيما بينها ومع العائل، بالإضافة إلى عدم تخصصه التطفلي وفي مرحلة تكوين البذور فهو ينتج أعداد فائقة من البذور.

المكافحة المتكاملة للحامول

التغلب على مشكلة الحامول أمر بالغ الصعوبة لاعتبارات شتى هى:

– تنوع الحامول.

– تنوع العوائل الخاصة بـالحامول.

– دقة حجم البذرة.

– طول فترة حيوية بذور الحامول فى التربة.

يجب إتباع الخطوات التالية بالترتيب لضمان مكافحة الحامول مع مراعاة عدم إهمال أي خطوة من الخطوات التالية:

1ـ نظافة التقاوي من بذور الحامول: وذلك باستخدام التقاوى الخالية من بذور الحامول حيث تعتبر هذه الطريقة فعاله جدا فى منع انتشار الحامول.

2ـ سرعة التخلص من البقع المصابة فور ظهورها: وذلك باقتلاع الحامول ونباتات العائل من جذورها ونقلها خارج حدود الحقل حتى لا تنتشر بذورها ثم التخلص منها بالحرق وذلك لمنع تلوث التربة مرة أخري.

3ـ طرق زراعية:

ـ حرث وعزيق التربة لأكثر من مرة لتعريض بذور الحامول المدفونة بالتربة للشمس وبالتالي يتم القضاء عليها.

ـ التخلص من الحشائش المصاحبة للمحصول وخاصة عريضة الاوراق والتى تساعد على انتشار الإصابة.

ـ الاھتمام بعزیق المشاتل یؤدى الى القضاء على الممصات.

ـ الدورة الزراعية: عدم زراعة المحاصيل التى تصاب بشدة بـالحامول لمدة سنتين او اكثر لتقليل مخزون بذرة الحامول فى التربة المصابة مثل البرسيم والكتان.

ـ التقليم: التقليم الجيد لأفرع الاشجار القريبة من سطح التربة فى الوقت المناسب.

ـ استخدام اسمدة عضوية قديمة تامة التحلل حتى لا تكون مصدرا للإصابة الجديدة.

4ـ تغطية التربة المصابة بالأغطية البلاستيكية: تغطى التربة المصابة بالأغطية البلاستيكية بعد ريها لتتم عملية التعقيم الشمسي للتربة  لمدة من 6-8 أسابيع.

5ـ الطرق الميكانيكية:

ـ الفصل الميكانيكى بين بذور الحامول والبرسيم بالغرابيل.

ـ توجد بعض محطات الغربلة يمكنها الفصل بينهما باستخدام برادة الحديد أو القطيفة معتمدة على اختلاف السطح الخارج لبذور الحامول عن البرسيم.

6ـ المقاومة الكيماوية: يستخدام مبید الجلیفوسیت (راوند آب 48 %) في أشجار الموالح والبرسيم الحجازى بمعدل 100- 150 سم3/ فدان وذلك بعد 15 يوم من الحش (أو عندما يكون ارتفاع البرسيم حوالى 20سم)، ويراعي عدم رش الحش الحديث (الكرسى) لأنه يتأثر بالمبيد بشدة.

طرق الوقاية من تكرار الإصابة بالحامول بعد إجراء عملية المكافحة وكذلك وقاية الأراضي غير الموبوءة من حدوث الإصابة

1ـ استخدام التقاوي الخالية من بذور الحامول حيث تعتبر هذه الطريقة فعالة جداً فى منع انتشار الحامول.

2ـ منع استيراد تقاوي تحتوى على بذور الحامول (الحجر الزراعي).

3ـ منع انتقال الحيوانات من المواقع المصابة إلى المواقع الخالية من الإصابة.

4ـ يراعي تنظيف الآلات الزراعية والتأكد من عدم وجود بذور حامول بها.

5ـ الحرث العميق لأكثر من مرة قبل الزراعة.

6ـ تكرار حش البقع المصابة كلما عاودت الظهور.

7ـ التخلص من الحشائش باستمرار حتى لا يتخذها الحامول عوائل ثانوية ويكمل دورة حياته وتكوين ونضج البذور وتنتشر بالتربة مرة أخرى أوأستخدام الحشائش كدعامات للإنتقال إلي نباتات العائل الرئيسي حيث أن للحامول القدرة علي الإنبات في عدم وجود العائل متي توافرت الظروف المناسبة للإنبات.

8ـ نظرا لصعوبة الفصل الميكانيكى بالغرابيل بين بذور الحامول والبرسيم، توجد محطات غربلة متخصصة يمكنها الفصل بينهما باستخدام برادة الحديد او القطيفة معتمدة على أختلاف السطح الخارجى لبذرة الحامول عن البرسيم.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى