الأجندة الحيوانية

بالتفصيل كيف تزرع الأسماك؟

كتب: د.صفوت كمال يمكن أن نعرف الاستزراع السمكى أو زراعة الأسماك بأنه الفن التطبيقى الذى يتناول تنمية منظمة للأسماك فى بيئة مائية محصورة تحت سيطرة الإنسان من أجل منفعته ـ لذلك فلابد من توافر عدة اشتراطات أساسية لكى تعتبر عملية تربية الأسماك أو استزراعها تتم بطريقة علمية سليمة من أهمها.

الأسماك المستزرعة فليست كل الأسماك صالحة للاستزراع ـ بل هناك شروط معينة يجب توافرها فى الأسماك التى سيتم استزراعها.

البيئة المائية: أن تكون البيئة المائية صالحة للتربية ومحصورة داخل حيز محدود ليكون تحت السيطرة.

فالواقع أن اختيار وتحديد أنواع الأسماك المستزرعة يتوقف على خواص البيئة المائية من حيث ملوحتها ودرجة حرارتها فلكل نوع من الأسماك مدى معين نت الملوحة ودرجة الحرارة التى يتم تربيته فيها وكذلك تبعا للظروف المناخية السائدة ـ وطبيعى أن يراعى فى الأسماك التى يتم إختيارها سرعة نموها وكفاءتها العالية فى تحويل الغذاء والإستفادة منه ومقاومة الأمراض وتوفر مصدر زريعة لهذه الأسماك.

أهداف الإستزراع السمكي

  • توفير الأسماك للإستهلاك المحلى.
  • تربية الأسماك من أجل إنتاج زريعة.
  • تربية وإنتاج أسماك الزينة.
  • تربية الأسماك من أجل مقاومة الحشرات والقواقع المائية.
  • تربية الأسماك من أجل مكتفحة الحشائش المائية.
  • تربية الأسماك فى أحواض معالجة المخلفات بغرض تحسين عملية المعالجة.
  • تحسين المخزون السمكى فى المسطحات المائية.
  • إنتاج طعم للصيد.
  • يمكننا الاستزراع السمكى من إستغلال الموارد المعطلةـ كالأراضى البور الغير صالحة للزراعة، وكذلك البرك والمستنقعات لتحصل منها فى النهاية على إنتاج سمكى يساهم فى تحقيق الإكتفاء الذاتى من هذا المصدر البروتينى الهام.

مميزات الاستزراع السمكي

  • يمكن التنبوء مسبقا بمايتوقع حصاده.
  • يمكن التحكم فى عدد ونوع الناتج.
  • يمكن التحكم فى نمو الأسماك عن طريق الإدارة والأساليب والتكنولوجيات التى تستخدمها.
  • الناتج من وحدة المساحة أكبر كثيراً من التاتج فى الطبيعة.
  • توفير الأسماك الطازجة فى المناطق المنعزلة.
  • يمكن حصاد المحصول جزئيا أوكليا بسهولة وفى وقت قصير.
  • يمكن الإثلال من الوفيات بالتحكم فى الأعداء الطبيعية والأمراض.

مستويات الإستزراع السمكي

تنقسم مستويات الاستزراع السمكى إلى عدة طرق منها:

ـ استزراع غير مكثف.

ـ استزراع مكثف.

ـ استزراع شبه مكثف.

وهذه الطرق تختلف فى عدد الأسماك المرباه ومدى التحكم فى الظروف البيئية المحيطة بها واستخدام التسميد والتغذية الصتاعية.

ففى الاستزراع غير مكثف تخزن الأسماك فى أحواض التربية بأعداد تبدأ من 4000 حتى 8000 إصبعية للفدان مع إضافة التسميد العضوى والكيماوى وتعويض النقص فى الغذاء باستخدام التغذية الصناعية إذا لزم الأمر، ويعتمد هذا النظام على استزراع الأسماك فى أحواض التربية المحاطة بجسور بسيطة وبمساحات كبيرة وتغمر بالمياه بطرق بدائية.

وفى الاستزراع الشئبه مكثف (نصف مكثف) تخزن الأسماك بمعدلات تبدأ من 8000 حتى 24000 إصبعية للفدان مع الاهتمام بالتسميد وتالتغذية وجودة المياه استخدام التهوية الصناعية عند الضرورة. ولذلك فإن هذا النظام يعتمد على استزراع الأسماك فى أحواض تربية أصغر حجماً يراعى فيها إمكانية التغذية بالمياه والصرف لتجديد جزء منها وتزيد فيه كثافة الأسماك مما يقلل من تأثير الغذاء الطبيعى وضرورة وضع أغذية تكميلية تعتمد كميتها ونوعها على كثافة الأسماك.

وفى الاستزراع المكثف تخزن الأسماك بمعدلات تبدأ 24000 حتى 50000 إصبعيه فأكثر للفدان مع تقديم العليقة المتزنة والاهتمام بمراقبة جودة المياه واستخدام التهوية الصناعية ـ ولضمان ذلك تستخدم البدالات الهوائية للحفاظ على تركيز الأكسيجين الذائب من 7-8 ملجم / لتر.

ويفضل استخدام هذه البدالات بعد غروب الشمس حيث يبدأ منحنى الأكسيجين الذائب فى الأنخفاض مما يستلزم تعويض الأسماك هذا النقص فى الأكسيجين، ويفضل أن توضع الهواية فى المكان الذى يمكن أن يعطى أعلى تقليب لمياه الحوض وليؤدى إلى التجانس الكامل لمياه الحوض، وإذا إستلزم الأمر تركيب بدالتين فيراعى أن يكون دورانهما فى أتجاه واحد لتقليل نسبة العكارة فى الحوض.

أصناف الأسماك التى يمكن إستزراعها 

ـ البلطى ـ منه النيلى والجلبلى والأريا.

ـ العائلة البورية ـ ومنه البورى والطوبارة.

ـ المبروك ـ منه المبروك العادى والفضى والأسود والحشائشى.

ـ أسماك المياه المالحة ـ ومنها الدنيس والقاروص.

ـ جمبرى المياه العذبة وجمبرى المياه المالحة.

ـ أسماك مفترسة أخرى ـ ومنها القراميط وقشر البياض والقاروص واللوت والحنشان.

وفيما يلى سنتعرف على أهم وأكثر أسماك الاستزراع إنتشاراً فى مصر ـ وهى البلطى والبورى والمبروك.

أولاً:- أسماك البلطى 

وهى من أهم أسماك المياه العذبة الدافئة ـ حيث تعتبر درجة الحرارة أكثر من 20O م هى الأنسب لنموها وتكاثرها، كما أنها تتحمل الملوحة بدرحجات منخفضة، كما أنها قادرة على التاقلم مع البيئة المصرية وتتحمل الكثير من الظروف المعاكسة.

هذا وقد تم تربية هذه الأسماك فى مصر من الآف السنين حتى صارت أكثر الأنواع شعبية وقبولا من المستهلك المصرى ـ فلحمها طرى ولذيذ ومابه من أشواك سهلة الفرز والإستبعاد أثناء الأكل.

ويلاحظ أن لكل نوع من أسماك البلطى ميزة يمتاز بها فالبلطى النيلى يمتاز بسرعة نموه ـ بينما يمتاز الأوربا بتحمله لدرجات حرارة منخفضة عن باقى أنواع البلطى لذلك يفضل فى المناطق الصحراوية حيث تنخفضبها درجات الحرارة خاصة أثناء الليل.

كذلك فى حالة إرتفاع ملوحة المياه كما فى بعض المناطق الصحراوية يفضل استخدام ناتج التهجين من البلطى النيلى مع الموزنبيقى الذى يمتاز بتحمله لدرجات عالية من الملوحة أو تستخدم بعض أنواع البلطى الأحمر التى تمتاز بتحمل درجات الملوحة العالية.

ثانياً: العائلة البورية

وهى من الأسماك البحرية ولكن من الممكن أقلمتها على المياه شبه المالحة أى المياه الخليط من العذبة والمالحة (مياه الشروب)، ويمكنها أن نعيش فى المياه العذبة ولكنها تتكاثر فى فصل التزاوج فى المياه المالحة بالبحار. ومن ناحية أخرى فإن مدى تحملها لدرجات الحرارة واسع ولذلك فهى تنتشر فى البلاد ذات الجو البارد وفى الدول الأفريقية حيث درجات الحرارة المرتفعة ـ كما وأن تربيتها غير مكلفة إلى حد ما لأنها تتغذى على الأشياء المتحللة بالقاع فضلا عن تميزها بمعدلات نمو سريعة ـ أضف إلى ذلك فإن لحومها تمتاز بالمذاق والطعم الطيب حيث يقبل عليها المستهلك وهى طازجة أو مملحة ( فسيخ) يقترب سعره من سعر اللحم الحمر البلدى وقد يزيد.

ثالثاً: أسماك المبروك

وهى من أول الأسماك التى أمكن تفريخها صناعيا ، وتتميز بسرعة نموها فضلا عن أنها تربى بسهولة فى المزارع السمكية وسواء كان الإسلوب المتبع هو الاستزراع مكثف أو غير مكثف ومن مزاياها أنها تتغذى على قواقع البلهارسيا وبالتالى فهى تحد من إنتشار المرض، كما تتغذى على الطحالب والحشائش ولذلك فهى تعتبر من الأسماك الكانسة (الرمية) حيث تعمل التخلص من جميع البقايا بالمزرعة. وهذا فضلا عن قدرتها على تحمل التغيير فى درجة الحرارة وتأقلمها بسرعة، كما أن قدرتها على مقاومة الكثير من الأمراض عالية نسبيا.

مصادر الزريعة 

يمكن للمربين الحصول على الزريعة من المصادر التالية:

ـ بالنسبة لزريعة أسماك المياه العذبة وأهمها البلطى ـ يمكن الحصول عليها من المفرخات الحكومية أو الأهلية .

ـ بالنسبة لزريعة المبروك بمختلف أنواعه يتم الحصول عليه من المفرخات الحكومية.

ـ أما بالنسبة للأسماك البحرية ونظراً لصعوبة تفريخها فيمكن الحصول عليها من مصادرها الطبيعية سواء من مراكز تجميع الزريعة التابعة للجهات الرسمية أو من الصيادين مباشرة . علما بأن موسم تجميع زريعة البورى يبدأ من شهر سبتمبر وحتى نوفمبر ، بينما الطوبارة يبدأمن شهر يناير وحتى مارس، وموسم زريعة القاروص خلال شهر أبريل.

محددات الاستزراع السمكي

إن نشاط الاستزراع السمكى شأنه فى ذلك شأن أى نشاط إنتاجى أخر تتباين فيه الظروف التى تشجع أو تحد من تطوره . فمنها ما هو فنى أو اقتصادى أو مؤسسى، وفيما يلى إيجاز لطبيعة هذه المحدات .

أولا- المحدادت الفنية

ـ نقص الزريعة سواء المجمعة من المصادر الطبيعية نظراً لتذبذب أعدادها وأنواعها كل عام وما يعتربها من نقص نتيجة التجمع والنقل والتداول أو العجز فى إنتاج زريعة بعض الأنواع المرغوبة من الأسماك مثل أسماك الدنيس واللوت والبورى.

ـ محدودية إنتاج علائق الأسماك المناسبة لكل نوع ولكل نمو فى الأسماك المختلفة وذلك نظراً لحداثه صناعة أعلاف الأسماك فى مصر.

ـ عدم الخبرة فى اختيار المواقع التى ستقام عليها مشروعات الاستزراع السمكى، وقلة الخبرة فى التصميمات الهندسية لإنشاء هذه المشروعات.

ـ الإفتقار إلى وجود دراسة جدوى فنية واقتصادية لتشجيع المستثمرين للعمل فى هذا المجال.

ـ عدم وجود آلية لمساهمة البحث العلمى فى تطور الاستزراع السمكى.

ـ عدم حرص غالبية المستثمرون على مراجعة الجهات المتخصصة فى هذا الشأن والإستفادة بتوجيهاتها وإرشاداتها.

ثانياً: المحددات الاقتصادية

ـ إرتفاع التكاليف الاستثمارية التى تحتاجها مشاريع الاستزراع السمكى خاصة المكثف منها.

ـ عدم كفاية مصادر التمويل، وعدم توافر الضمانات وزيادة الفوائد على القروض، وعدم تدفق التمويل فى الوقت المناسب لمراحل الإنتاج.

ـ ارتفاع تكاليف الإنتاج فى ظل الظروف التى يتم فيها إستيراد الكثير من مستلزمات الإنتاج ومنها المعدات وبعض مكونات العلائق، وغير ذلك.

ثالثاً- المحددات التشريعية والقانونية

ـ هناك صعوبات كبيرة فى الحصول على أراضى الدولة التى يمكن استثمارها فى هذا المجال سواء كان بتأجيرها لمدد طويلة أو تمليكها لمن يرغبها بأسعار مقبولة ومشجعة، ثم أن هناك تنافس كبير فى سبيل الحصول على هذه الأراضى من قبل القطاع السياحى والبترولى والبيئة والآثار والصناعة.

ـ وجود تعارض واضح بين أهداف وإستراتيجيات الأجهزة المسئولة عن الاستزراع السمكى وأهمها الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية وبعض المحافظات ـ وقد ظهر بوضوح  أخيراً فى معارضة بعض محافظى السواحل الشمالية لمشروعات الاستزراع السمكى فى أفقاص بحجة أنها تعمل على تلوث البيئة ـ تلك التهمة يستنكرها الكثير من الخبراء والمتخصصين فى هذا المجال.

*معد المادة العلمية: استاذ الميكروبيولوجي بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى