حوار

باحثو “الفاو” يُحاربون زراعة الجوجوبا فى مصر

زراعة الجوجوبا
زراعة الجوجوبا

الفلاح اليوم ـ هيثم خيرى قال الدكتور محرم فؤاد عطية، أستاذ خصوبة التربة وتغذية النبات، والمشرف على مشروع تثبيت الكثبان الرملية ومشروع إنتاج الكومبوست بمحطة بحوث سيوة، إن مركز بحوث الصحراء يملك مزرعتين نموذجيتين في منطقتي خميسة وتجزرت، وهما يعتبران نموذجان إرشاديان للمزارعين، ويدعو جميع الفلاحين لزيارة المركز للتعرف عن قرب على المشروعات الزراعية المتاحة هناك.

وأضاف عطية، الري في سيوة يعتمد على نموذجين فقط هما: الري السطحي عبر المياه الجوفية والري بالتنقيط في الأراضي الجديدة، مشيرا إلى أن أهم التحديات التي تواجه الباحثين في سيوة هو تعظيم استغلال المياه وزيادة الإنتاجية واستغلال الأراضي في الزراعات المناسبة.

وتابع: تتميز الأراضي في سيوة بإمكانية استصلاح الأراضي للزراعات الموسمية والحولية، أما الأراضي الرملية فأراضيها تفتقر للعناصر الغذائية والمواد العضوية فضلا عن مسامية التربة، ولذا فلابد من التغلب عليها عن طريق التسميد بالكومبوست والسماد العضوي، بشرط عدم نقله من محافظات الدلتا والصعيد حتى لا تجلب معها الأمراض الفطرية والنيماتودا والحشائش، خاصة وأن سيوة تعتبر محمية طبيعية، كما يجب التركيز على زراعة نباتات تتحمل الملوحة والجفاف وبامتداد جذورها سطحيا وأفقيا، خاصة وأن الماء الأرضي يعتبر قريبا جدا من التربة حتى إنها تصل في بعض الأحيان لمتر واحد تحت سطح الأرض.

ويُعدد عطية، المحاصيل التي تصلح للزراعة، ويأتي في مقدمتها النخيل والزيتون باعتبارهما محصولان يميزان الواحة، كما نسعى لإكثار بعض أنواع النخيل النادرة التي توشك على الانقراض، مثل الغزال ولكراميت وتطجت، وهي أنواع لا ينافسنا فيها دولة أخرى، ونجري لها عمليات إكثار عن طريق زراعة الأنسجة بإكثار فسائل النخيل وزيادة إنتاجيتها ونشر ثقافة الزراعة بها.

وأوضح الدكتور محرم فؤاد عطية – المشرف على مشروع إنتاج الكومبوست بمحطة بحوث سيوة، أن المزارعين السيويين فيما مضى كانوا يستغلون كل منتجات النخيل، من الجريد والسعف وحتى النوى، والآن أصبحت حرف صناعة الكراسي والسلال والمنتجات التقليدية على وشك الانقراض، مما زاد من أزمة مخلفات النخيل سنويا، وحدوث حرائق في الغابات السيوية المتجاورة، لذا أنشأنا وحدة إنتاج كمبوست عالي الجودة من مخلفات تقليم النخيل والزيتون وتفلة الزيتون (ناتج عصر الثمار) والحشائش على حواف المصارف وفي الأراضي، واستغلالها بعد فرمها في إنتاج الكمبوست.

وأفاد عطية، أن متر مكعب الكمبوست في الدلتا يصل إلى 1100 كيلو في المتر المكعب الواحد، وهو ما يعني زيادة نسبة الرطوبة في السماد، بينما يصل متر مكعب الكمبوست الذي ننتجه في المركز 650 كجم فقط، ويباع بمتوسط سعر 200 جنيه للمتر المكعب.

وتابع: تجود في سيوة زراعة النباتات الطبية والعطرية بكافة أنواعها، والجوجوبا والجيتروفا والمورينجا، وهي نباتات تصلح كوقود حيوي، حيث تتراوح نسبة الزيوت فيها بين 30% إلى 50%، وهي نباتات متعددة الأغراض ما بين الغذائية والصناعات التجميلية.

وأكد عطية، أن  الجوجوبا تجود زراعتها في سيوة بكميات كبيرة ونسعى لنشر زراعتها وإكثارها في الأراضي المصرية، حيث إن موطنها الأصلي صحراء أريزونا.

وكشف عطية، عن أن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” اختارت مصر وإسرائيل لزراعة الجوجوبا، بعد أن وجد باحثو المنظمة أن زراعتها نجحت في مصر بطريقة ملفتة للنظر، فحجبوا التمويل عن مصر بينما اهتموا بإكثارها في إسرائيل رغم محدودية المساحة وزيادة ملوحة التربة والمياه، والآن طور العلماء الإسرائيليون في زراعتها وأصبحت تحتل المرتبة الأولى من حيث الجودة، ولكن ينقصهم المساحات.

وأشار عطية، إلى أن الجوجوبا تتحمل الملوحة حتى 12 ألف جزء في المليون، وبالتالي يمكن زراعتها في أي بيئة صحراوية مصرية، كما يمكن زراعتها بمياه الصرف الزراعي وحتى الصرف الصحي، كما أن خواصها الكيميائية تتشابه بنسبة 95% مع زيت كبد الحوت، ويمكن استخدامه في مقاومة السرطانات، حيث أن الزيت الناتج عن الجوجوبا يشبه في خواصه جلد البشر، حيث يخترق البشرة بسهولة ويستخدم في الكثير من العلاجات. مضيفا أن هذا الزيت النباتي نقاوته عالية ويتحمل الحرارة حتى 300 درجة مئوية، ولذا يستخدم كزيت تشحيم في الطائرات ومحركات المواتير الضخمة، ويعطي في السنة الثالثة من إنتاجه صافي ربح 18 ألف جنيه.

وطالب عطية، بزيادة الاهتمام بمحصول الجوجوبا في التركيب المحصولي لمشروع المليون ونصف المليون فدان، مؤكدا أن الكثير من دول العالم تتهافت على بذور الجوجوبا، حيث يتم تصديره إلى الخارج، بينما يجب الاهتمام به في الداخل وإكثاره بدلا من تصدير البذور. مشددا على أن مركز بحوث الصحراء بصدد البدء في إجراء مشروع ضخم على مستوى الأراضي السيوية باستغلال مياه الصرف الزراعي في زراعة الأراضي بمحصول الجوجوبا، مضيفا أن جميع أنواع النباتات الطبية والعطرية تجود أيضا في أراضي سيوة.

ويدعو عطية، إلى تزويد مركز بحوث الصحراء بمزرعة نموذجية في كل مناطق سيوة، بما في ذلك بهي الدين وأغورمي وأبو شروف والشحايم والزيتون والجارة وأم الصغير.

وبالنسبة لمشكلة زحف الرمال الجوفية على مستوى الواحة، أكد الدكتور محرم فؤاد عطية – المشرف على مشروع تثبيت الكثبان الرملية، أن المشروع الذي يجريه المركز يقوم على استغلال مياه المصارف وسحبها ومدها لعمل خطوط دفاعية مائية على الكثبان لمقاومة زحف المياه من المناطق، فضلا عن إدخال تراكيب نباتية مختلفة تعمل كحزام محصولي لحماية الواحة من الكثبان الرملية، في مقدمتها أشجار الجازورين والكانوكاربس والرمان والجوجوبا.

وبالنسبة لمشكلة الصرف الزراعي المزمنة في الواحة، يؤكد الدكتور محرم فؤاد أن مركز بحوث الصحراء نجح في القضاء عليها، حيث يقوم خبراء المركز بسحب مياه الصرف الزراعي وتصريفه في منطقة تبغبغ، واستغلال مياه الصرف في زراعة محاصيل أخرى تتحمل ملوحة المياه والحرارة العالية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى