تقارير

«الفيروس».. بعبع المزارع وخسائر فادحة

كتب: د.محمد علي فهيم  أسوء ما قد يسمعه المزارع هو جملة، زرعك اتفيرس يا معلم … يعني جاله فيرس!!. وفي الحقيقة ان الكلام ده مأساة كبيرة للمزارع ان يصاب المحصول بـالفيروس … عشان معناه ان فيه انهاء مبكر للموسم وبالحد الاقصى للخسائر .. المتراكمة على “دماغ” المزارع أصلاً.

وطبعاً دي فرصة لبعض الشركات او الافراد انها تروج لبعض المركبات اللى “بتعالج” الفيروس تحت اى مسمي .. تعالو نشوف هل فيه مركب ممكن يعالج الفيرس فى النبات بجد؟

البداية خلينا نعرف بعض المعلومات عن الفيروس النباتي ده … ايه حكايته معانا …

ـ أولاً: لا توجد مواد كيماوية إلى الآن يمكن استخدامها كمبيدات فيروسية viricides لمقاومة أمراض النبات الفيروسية.. يعني مفيش مصطلح اسمه viricides.

ـ ثانياً: ما الفيروسات؟ وكيف تتكون داخل الخلية النباتية؟
الفيروسات عبارة عن أجسام حية ودقيقة لا ترى إلا بالميكروسكوب الإلكترونى وتعد من المسببات المرضية الإجبارية لكثير من النباتات، ويصعب الشفاء من الأمراض الفيروسية التي تصيب النبات خاصة إذا انتشر الفيروس في أنسجته مسبباً إصابة عامة (بالإنجليزية: Systemic Infection).

وتتكون هذه الأجسام الغريبة (الفيروسات) داخل الخلية النباتية:

1- تتصاعف ذاتيا داخل الخلايا النباتية وتسبب خلل انزيمى وبروتينى فى الخلية؛ كل ذلك يؤثر فى العمليات الحيوية داخل النبات وبدلا من أن تتكون البروتينات الخلوية السليمة والتى تدخل فى تكوين النبات تتكون بروتينات شاذة ومرضيه هى ما يطلق عليها بــ(الفيروسات) فتتكون الفيروسات ومجاميعها وتتكاثر داخل الخلية وتحضن مسببة الأمراض الفيرسية داخل النسيج النباتى ومن ثم ظهور أعراضها على النبات ومن ثم تنطلق إلى نبات اخر.

2- الانتقال من النباتات المصابة الى النباتات السليمة من خلال عدة طرق منها (الانتقال الميكانيكى – والحشرات والفطريات والبكتريا والنيماتودا) وكذلك ايضا من خلال التربة ومياة الرى والحشائش وحركة الجذور وتشابكها والتطعيم والتكاثر الخضرى فى النباتات (الشتلات).

أعراض الإصابة بالفيرس

كقاعدة علمة عامة ((لا تظهر اعراض الفيرس الا اذا وصل تعداد جزئيات الفيرس داخل الخلايا لحد معين)).
1- اعراض داخلية: وتنشا داخل الانسجة النباتية وتغير لونها تقريبا الى اللون البنى او الاسود وتكوين اورام تظهر فى اللحاء وتدمر البلاستيدات وموت الخلايا. وهى اعراض متقدمة ؛حيث تظهر هذه الاعراض بعد “تحضير وتحضين” الفيرس داخل النسيج النباتى .فعلى سبيل المثال تصل فترة التحضين الى 40 يوم فى الخضار تقريبا؛ وقد تصل الى اكثر من 4 – 8 سنوات دون ان يتعرف على هذه الاعراض احد فى الموالح؛ وبعدها تظهر الكارثة الا وهى…
2- الاعراض الخارجية: وهى ضعف عام و تشوه فى الاوراق بالاصفرار والتجعيد والالتفاف وتكوين اوراق ابرية والتبرقش ونقاط بنية واصفرارعام وتورم العروق الوسطى وضعف التزهير وتشوه بالثمار وقلتها . و تقزم عام بالنباتات او الاشجار المصابة تموت بعدها.

بعض الأمراض الفيروسية ذات الأهمية

• فيرس التجعد الاصفر فى الطماطم (بالإنجليزية: Tomato yellow leaf curl virus).
• فيروسات البطاطس (بالإنجليزية: Potato Viruses).
• فيروس إصفرار الخوخ (بالإنجليزية: Peach Yellows Viruses).
• فيروس تبرقش التبغ (بالإنجليزية: Tobacco Mosaic Viruses)
• فيروس تجعد قمة بنجر السكر (بالإنجليزية: Sugar beet curly top viruses).
• فيروس تبرقش الفول والبسلة وافاصوليا (بالإنجليزية: Pea mosaic virus).
• فيروس تريستيزا الحمضيات (بالإنجليزية: Citrus tristeza virus).
• فيروس تورد القمة فى الموز (بالإنجليزية: Banana bunchy top virus).

أنواع الإصابة بالفيروسات النباتية

ينشأ عن دخول الفيروسات إلى الأنسجة النباتية وتضاعفها داخل هذه الأنسجة نوعان من الإصابات:
1. الإصابة المحلية أو الموضعية (بالإنجليزية: Local infection). يصيب الفيروس مجموعة محدودة من الخلايا وتظهر الإصابة في مساحات محدودة ولا ينتشر الفيروس في النبات ويبقى انتشاره محدودا في موضع الإصابة.
2. الإصابة العامة أو الجهازية أو الكيانية (بالإنجليزية: Systemic infection). في هذا النوع من الإصابة ينتشر الفيروس في أنسجة وأعضاء النبات المختلفة وتظهر الأعراض المرضية منتشرة على أجزاء مختلفة من النبات.

كيفية حـدوث الإصابة

لا تحدث إصابة النبات بـالفيروسات إلا عند حدوث الجروح في النبات. يمكن للفيروس أن يصل إلى المادة الحية للخلية ثم يبدأ نشاطه بالتضاعف. لا تمتلك الفيروسات القدرة على اختراق الجدر السيليلوزية للخلايا. تحدث الجروح نتيجة لأضرار ميكانيكية متعددة أو نتيجة لتغذية الحشرات أو الإصابة بالنباتات المتطفلة باستثناء انتقال الفيروسات النباتية عن طريق البذور لبعض المحاصيل أو عن طريق الحبوب اللقاح فان الجروح تعتبر بالضرورة أساساً لحدوث إصابة النبات بـالفيروسات. وعند دخول الفيروس إلى خلايا العائل واستقراره داخلها تنشأ الأعراض الفيروسية نتيجة لتفاعل الفيروس مع خلايا العائل.

عوامل تساعد على ظهور او اختفاء أعراض الفيرس

تؤثر الظروف البيئية التي تنمو تحتها النباتات على مظاهر الإصابة الخارجية فمثلاً تؤثر الحرارة تأثيراً واضحاً على المظاهر الخارجية للإصابة فنجد أن أعراض التبرقش (الموزيك) تشتد خصوصاً في أشهر الشتاء عنها في أشهر الصيف. كما في حالة الإصابة بـفيروس TMV، كما أن أعراض إصابة نباتات البطاطس بـفيروس X الذي يسبب تبرقشاً خفيفاً على الأوراق تختفي تماماً عندما ترتفع درجات الحرارة إلى 27°م بينما تظهر بوضوح عند 16°م.

بالاضافة الى معاملات معروفة من زمان تسبب خفض الاصابة الاولية زي المعاملات الحرارية thermotherapy او الكهروحيوية electrotherapy .. وكمان استخدام مزارع الأنسجة المرستيمية الطرفية culture – Meristem tip اللى هي اعلى حتة فى قمة النبات واللى غالبا الفيرس موصلشي ليها لانها ببساطة “سريعة” النمو.

والكلام ده ليه؟

هقولكم .. اعراض الاصابة الفيرسية تظهر نتيجة علاقات عدة عوامل مع بعضها. منها على سبيل المثال لا الحصر علاقة التسميد بالظروف البيئية وعلاقتهما معا أو بإنفراد بالعمليات الحيوية فى وقت ما؛ حيث قد تكون الظروف البيئية غير مناسبة من ارتفاع او انخفاض لدرجة الحرارة أثناء إجراء عملية التسميد والتغذية للنبات.

الخلاصة

1ـ قد يصاب النبات بـالفيرس وتظهر بعض الاعراض وبسبب زيادة او تسريع فى نمو النبات (لأى سبب) يحدث ان النمو يكون اسرع من انتقال الفيرس بين الخلايا والانسجة او اسرع من ان الفيرس يتضاعف ويزيد عدده اللى هتعمل الاعراض، فيهرب النبات من ظهور الاعراض او يتجاوزها، لكن فى الحقيقة ما زال الفيرس موجود داخل النبات ولم يختفى او يموت.

2ـ وده اللى ممكن بعض المركبات (سريعة المفعول) تعمله فى النبات وتساعده على تجاوز سريع لحدوث الاعراض .. واللى بيطلق عليها مجازاً مركبات “علاج الفيرس” وهي فى الاصل ليس لها علاقة بجزئيات الفيرس من بعيد او قريب.

3ـ عشان كده فان التغذية المتوازنة ونوعية العناصر والمركبات اللى تخلي النمو مستقر وسريع بتكون عامل مهم جداً اما فى الوقاية من “اعراض” الفيرس او احيانا خفض حدة هذه الاعراض، يعني ممكن تقلل من تركيز الفيروس إلا أن النباتات المعاملة قد ترجع إلى حالتها الأصلية بعد نهاية المعاملة لاى سبب.

4ـ يعني المعاملات أو المواد التي تعمل على زيادة تمثيل البروتين والأحماض النووية وكذلك على زيادة الكلوروفيل في خلية العائل تعمل أيضا على تقليل الاصابة.

واهم هذه المركبات هي كبريتات الزنك، وأخضر الملاكيت (كربونات النحاس المائية) وبعض محفزات النمو (الطحالب + الاحماض الامينية الحرة (الفولفيك، البرولين) + الفيتامينات + عالى الفسفور + عالى البوتاسيوم + عالي الكالسيوم + بعض العناصر الصغرى زي البورون موليبيدنيوم ..).

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى