“الفلاح اليوم”.. نافذة إعلامية مُتخصصة تُسابق الزمن من أجل وعي زراعي شامل
بقلم: د.شكرية المراكشي
الخبير الدولي في الزراعات البديلة ورئيس مجلس إدارة شركة مصر تونس للتنمية الزراعية
رغم الطفرة التكنولوجية وتعدد المنصات الإلكترونية التي تغطي مختلف القطاعات العلمية والاقتصادية والصحية والاجتماعية، لا تزال هناك فجوة واضحة في الإعلام المتخصص، لا سيما في المجال الزراعي بمفهومه الشامل والمتكامل. كثيراً ما نصادف مواقع إلكترونية تتناول مواضيع عامة تتسم بالتكرار والسطحية، أو تركز على جانب واحد من جوانب التنمية دون النظر إلى الارتباط العميق بين القطاعات الإنتاجية والخدمية. لكن وسط هذا الزخم، يظهر موقع “الفلاح اليوم” كاستثناء نادر، بل كنموذج رائد للإعلام المهني المتكامل.
منذ الوهلة الأولى لتصفح هذا الموقع، يدرك الزائر أنه أمام منصة متخصصة ذات بنية تحريرية محكمة، تجمع بين الدقة العلمية، والتنوع الموضوعي، والطرح المهني الرفيع، بعيداً عن المجاملة أو الترويج الدعائي الذي بات سمة الكثير من المواقع المعاصرة. يقدم “الفلاح اليوم” محتوى لا يقتصر فقط على الزراعة بمفهومها التقليدي، بل يتجاوز ذلك إلى القطاعات الحيوانية والداجنة والسمكية، إضافة إلى تحليلات بيئية، وقراءات اجتماعية، وحتى أبعاد سياسية ذات صلة مباشرة بالتنمية الريفية والأمن الغذائي.
قيادة تحريرية تواكب نبض الواقع
التميز لا يأتي صدفة، بل هو ثمرة عمل مؤسسي واعٍ يقوده الدكتور أسامة بدير، رئيس التحرير، الذي استطاع أن يصيغ رؤية تحريرية متكاملة تقوم على المهنية والموضوعية والشمول. الدكتور بدير، بخبرته الأكاديمية والميدانية، أعاد تعريف الدور الذي يمكن أن تؤديه الصحافة المتخصصة في تشكيل الوعي الجمعي، حيث اختار أن يكون “الفلاح اليوم” منبراً للفلاح الحقيقي، ولمشكلات الريف المصري والعربي، ولهموم الباحثين والمربين والمنتجين على حد سواء.
وراء هذا الإنجاز، تقف فرق تحريرية متعددة التخصصات، تتعاون بشكل متناغم في جمع وتحليل وعرض المعلومات، مع التركيز على التجديد والاستقصاء والمتابعة الدقيقة. واللافت في هذا النموذج الإعلامي أنه لا يتوقف عند نشر الخبر، بل يقدمه في سياق متكامل، مزوّداً بتحليل علمي ورؤية مستقبلية.
موقع يُعلّم ويواكب ويقود
“الفلاح اليوم” ليس مجرد منصة لنقل الأخبار أو عرض المعلومات، بل هو أداة تثقيفية وتوعوية بامتياز، تسهم في رفع الوعي الزراعي لدى كل فئات المجتمع، من الفلاح البسيط وحتى صانع القرار. تنوع محتوياته يجعله مرجعاً للطلاب، والباحثين، والمزارعين، والمستثمرين، والمهتمين بالبيئة والاقتصاد الريفي، فهو يتعامل مع الزراعة بوصفها ركيزة للأمن القومي، لا مجرد نشاط اقتصادي.
هذا الطرح المتكامل لا يمكن أن يُنجز بمعزل عن دعم مؤسسي حقيقي. فمثل هذا العمل الجاد والضخم، الذي يُعد من “العيون اليقظة” للمجتمع، يستحق أن يكون محل احتضان من قبل المؤسسات الرسمية، والجمعيات التنموية، وحتى الحكومات، لأن دعم هذا النوع من الإعلام هو استثمار مباشر في الأمن الغذائي والمعرفي والاقتصادي للدولة.
دعوة للمؤسسات: آن الأوان للدعم
إن استمرار موقع “الفلاح اليوم” في تقديم هذا المحتوى الرائد يتطلب بيئة داعمة ومساندة، تضمن له الاستمرارية والتوسع والتحديث. فالرسالة التي يحملها هذا الموقع ليست مجرد خدمة معلوماتية، بل رسالة وطنية وتنموية من الطراز الأول، تستحق أن تكون على أجندة أولويات الوزارات المعنية، والمؤسسات البحثية، والهيئات الدولية المهتمة بالتنمية المستدامة.
ختاماً
“الفلاح اليوم” ليس مجرد موقع، بل حالة إعلامية متفردة، أثبتت أن الإعلام الزراعي يمكن أن يكون عميقاً، راقياً، ومؤثراً، إذا توفرت له الرؤية، والقيادة، والكفاءات. هو تجربة تستحق أن تُدرس، وأن تُدعم، وأن تُعمم في أرجاء الوطن العربي. ومن هنا، فإننا أمام منبر إعلامي لا يراقب الواقع فقط، بل يصنعه… ومن لا يزوره، فقد غابت عنه نافذة من أنقى نوافذ الحقيقة.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.
هذا المقال في وجهه نظري ليس مقال رأى بل يتعدى ذلك ليبرز ويبرهن على ان العمل الجاد المرتبط بالواقع يؤدي إلى نتائج وتاثيرات إيجابية في مسيرة البناء الحقيقية للمجتمع إذ يرتبط موقع الفلاح اليوم بأحد الأبعاد الرئيسية لأمان المجتمع وهو الأمن الغذائي الذي يمثل احد الركائز الرئيسية لتنمية المجتمع لذلك ومن أجل ذلك نجح الفلاح اليوم.
فمزيد من النجاح والتقدم والازدهار