رأى

الغربة بين معاناة وإنجاز (3)

د.وحيد محمد

بقلم: د.وحيد محمد عبدالصادق

باحث بمعهد الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية – مركز البحوث الزراعية

نستكمل ما سبق فى الجزء الثاني وفى أحد أيام المرور على العيادات البيطرية مع المدير العام جاء مربي وقال أنا لم استفيد من الزراعة أو العيادة البيطرية بأى شئ وكل احتياجاتي من العيادات الخاصة ولكن طبيب العيادة أقر أنه يتردد على العيادة دائما ويأخذ الأدوية اللازمة لعلاج حيواناته فطلبنا من الطبيب أحضار سجل تدوين صرف الأدوية وجلسنا أكثر من نصف الساعة نبحث عن اسم المواطن حتى وجدناه.

من هنا جاءتني فكرة عمل بطاقة علاجية الكترونية على جهاز الكمبيوتر بكل عيادة من خلالها يتم تسجيل بيانات كل مواطن (مربي) وعدد الحيوانات والتحصين والأدوية التى يتحصل عليها كل مرة بالتاريخ والمرض الذى أصاب الحيوانات ومن خلال هذه البطاقة يمكن التعرف على الأمراض المنتشرة بالمنطقة وكميات الأدوية المنصرفة خلال الشهر والعام ومعرفة عدد المترددين على العيادة خلال أى مدة نحتاج لها.

البطاقة حلت مشكلة كانت تواجهنا وهو أن المربي كان يأخذ العلاج من عيادة ويذهب يأخذ العلاج مرة ثانية من عيادة أخرى وتم القضاء على هذه المشكلة وهذه البطاقة كانت مفيدة جدا لنا وللأطباء البيطريين وأتمني أن تطبق هذه البطاقة العلاجية ببلدي الحبيبة مصر لما ستحققه من فوائد كبيرة.

أثناء وجودي فى شهر مايو عام 2018 حدث إعصار مكونو وهو إعصار من الدرجة الخامسة مدمر واستمر ثلاثة أيام وكان له تأثير كبير على الزراعة والثروة الحيوانية وهذا فيما يخصني أما آثاره الأخرى فكانت كثيرة ومنها تدمير المرافق العامة وقطع الكهرباء والمياه وموت عدد من السكان والمقمين ودخول المياه إلى الشقق وتدمير أثاث هذه الشقق وقطع الطرق والمواصلات العامة والاتصالات مما صعب وصول الأغذية والأدوية إلى سكان الولايات وتم تعطيل العمل لمدة ثلاثة أيام.

نعود إلى ما يخص الزراعة هذا الاعصار كان يوم الجمعة 26ـ5ـ2018 من شهر رمضان المبارك مساءاً تم تشكيل لجنة طوارئ كنت من ضمن هذه اللجنة وبدأنا العمل من صباح يوم السبت الموافق 27ـ5ـ2018 ورغم الأجواء شديدة الأمطار والعواصف قمنا بالمرور على جميع الولايات من شرقها إلى غربها ولا تتخيلوا صعوبة الطرق التى دمرت معظمها والكباري التى دمرت أيضا.

كنا نسير وسط الجبال غير الممهدة حتى نصل إلى هذه الولايات وخاصة ولاية رخيوت وضلكوت التى بدون إعصار، طرقها صعبة .. تخيلوا كيف كانت بعد الإعصار .. كنا نسير على ارتفاعات كبيرة جدا وطرق ضيقة بمعنى لو سقطت السيارة من هذا الارتفاع الذى يصل احيانا إلى أكثر من 1000 متر حتى نقدم المساعدة لمزارعي ومربي هذه الولايات.

كان يرافقنا فريق من الأطباء البيطريين ومعهم الأدوية اللازمة حتى يمكن انقاذ ما يمكننا انقاذه، واستمرت هذه اللجنة لمدة أسبوع حتى بعد انتهاء الإعصار لم أرى أعصاراً قبل هذا .. المياه دخلت مكاتبنا، الاسقف وجميع الأرضيات دمرت، لكن نحمد الله أننا قمنا بواجبنا نحو المواطنين والمقيمين.

تلاحظ أن المدير العام يضمني فى أى لجنة يتم تشكيلها مع العلم أن هذه اللجان كانت بدون مقابل مادي بسبب الأزمة المالية التى تمر بها البلاد والتى لم تنتهي حتى الآن وضمي لهذه اللجان ذلك لثقة المدير العام لشخصي وقدرتي على إنهاء أعمال اللجنة المكلفة بها فى أسرع وقت واستيفاء المطلوب منها وهذا ليس انتقاص من الأخوة العمانيين ولكن كنت دؤب فى طلب أى شئ يخص اللجنة وأيضا الردود المطلوبة من المختصين، وقد لاحظت أن وجودي فى جميع اللجان يسبب ضيق لبعض الموظفين سواء العمانيين أو المصريين، ولكن الشكر فى النهاية كان للجميع وليس لشخصي فقط ولا أتذكر عدد اللجان التى اشتركت فيها فإنها قد تزيد على 50 لجنة.

وللحديث بقية فى المقال القادم.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى