رأى

الطبيب البيطري .. أهم ثروة مصر البشرية

أحمد إبراهيم

بقلم: أحمد إبراهيم

قرأت خبرا حول اعتداء جزار على طبيب بيطري في أحد مجازر محافظة البحيرة، بسبب رفض الطبيب ذبح ماشية مصابة بالأمراض، ثم قرأت خبرا آخر عن تعرض أحد الأطباء البيطريين لإصابة شديدة، وكسر أحد ساقيه أثناء قيامه بحملة التطعيم ضد الحمى القلاعية في محافظة الفيوم، وفي الحالتين وزارة الزراعة تحركت سريعا وبقوة وساندت الطبيبين في محنتهما.

بعد قراءة هذه الأخبار وغيرها قررت معرفة المزيد عن الطبيب البيطري، وفوجئت بأنه يحظى باحترام كبير جدا في الدول المتقدمة، فهو من الفئات التي تحصل على رواتب مجزية، وتقدير معنوي وأدبي ربما أكبر من زميله الطبيب البشري وبعض الفئات الأخرى في القضاء والجيش والشرطة والخارحية والجامعات وغيرهم.

والسبب الأساسي لاحترام وتقدير الطبيب البيطري أنه خط الدفاع الأول عن صحة الإنسان قبل الحيوان، ومسئوليته علاج الأمراض التي تصيب الحيوانات والدواجن والأسماك التي هي الغذاء الأساسي للإنسان، كما أن من مهامه التفتيش على محال بيع الأغذية والمطاعم والتأكد من سلامة الغذاء.

أيضا من مهام الطبيب البيطري الإشراف على المذابح والمجازر، وعدم السماح بذبح أي ماشية أو دواجن مصابة بالأمراض، ليس هذا فقط بل قد لا يعلم الكثيرون أن نحو 80% من الأمراض مشتركة بين الحيوان والإنسان، وعلاجها عند الحيوان يسهم في الوقاية منها عند الإنسان.

الطبيب البيطري مسئول أيضا عن الحفاظ على الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، بل وتنميتها وزيادتها من أجل توفير غذاء آمن وصحي ورخيص للمواطنين، كما أنه مسئول أيضا عن سلامة الغذاء المستورد، ولا يسمح بدخوله البلاد إلا بعد موافقته بل ويسافر للخارج لفحصه وهو ما زال في بلد المنشأ.

ليس هذا فقط بل أن الطبيب البيطري مطلوب منه التعامل مع الحيوانات الأليفة والمفترسة وحماية الإنسان منها، وتتعرض حياته للخطر في سبيل ذلك.

الخلاصة، أن دور الأطباء البيطريين محوري بالنسبة لاستمرار الحياة وللصحة البشرية، وذلك لتحكمهم بالأمراض المتنقلة إلى الإنسان بصفة مباشرة أو غير مباشرة، والتي يمكن أن تكون خطيرة جدا، على سبيل المثال داء الكلب، البروسيلا، السل، أنفلونزا الطيور،… إلخ.

وكذا بمراقبة المواد الغدائية ذات المنشئ الحيواني والتي تدخل في غذاء الإنسان، وهم السباقون والمختصون في مراقبة الأغدية حيوانية المنشأ (عسل، حليب، بيض، لحم…)

الطبيب البيطري في مصر يعمل في ظروف بيئية صعبة صيفا وشتاءا، وفي الطقس شديد الحرارة وقارس البرودة تحت الأمطار والثلوج شيئ يدعو للفخر والاحترام، خاصة عندما تشاهد الطبيبة البيطرية حديثة التخرج وهي تتعامل مع الماشية في الحقول والحظائر المنزلية، وأيضا المزارع الكبيرة وفي حملات التحصين ضد الأمراض.

ونظرا لغياب الوعي وعدم إدراك أهمية الطبيب البيطري المصري فإنه لا يحظى بالتقدير الواجب خاصة في وسائل الإعلام والفن والدراما، بل أحيانا يكون مادة للسخرية، وهذه كانت نظرتنا ونحن صغار للطبيب البيطري، نظرا للجهل الذي كنا نعيش فيه، وتأثرنا بالدراما الفاسدة.

أما بخصوص التقدير المادي وهذا هو الأهم بالنسبة للطبيب فإن هناك محاولات جادة من الدولة لتحسين رواتبهم، وأتمنى الإسراع بذلك، فهولاء ثروة قومية ويجب أن نوفر لهم سبل الحياة الكريمة سواء المادية والأدبية، حتى لا يفكروا في الهجرة إلى دول تقدم لهم إغراءات لا تقاوم.

كل التحية والتقدير ووسام الاحترام للطبيب البيطري المصري الذي يعمل في ظروف صعبة، ويقدم خدمات جليلة لوطنه ومواطنيه من أجل توفير غذاء رخيص صحي وآمن.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى