تقارير

“الزراعة الذكية” أمل مصر في المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية

كتبت: هيام عبدالفتاح تعتبر الزراعة الذكية مناخيا، هى منهج يستخدم فى الزراعة بهدف الوصول لأعلى إنتاجية زراعية من المحاصيل البستانية والحقلية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

وتعمل الزراعة الذكية على تقليل الإنبعاثات الغازية الضارة بـالبيئة الى أقل حد ممكن والتكيف مع التغيرات المناخية المستقبلية، وبالتالى فإن الهدف الأساسى من تطبيق نهج الزراعة الذكية مناخيا هو تحسين منظومة الزراعة فى البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء.

أهمية الزراعة الذكية

إن تطبيق الزراعة الذكية مناخيا على المستوى العالمى يضمن تحقيق عدة أهداف هامة منها تعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية وتحسين الإنتاجية والجودة للمحاصيل البستانية والحقلية، والحصول على ثمار جيدة آمنة صحية ونظيفة للإنتاج المحلى والتصدير للأسواق الخارجية، كما أن تطبيق نظام الزراعة الذكية مناخيا يقلل الى أكبر حد إنبعاثات الغازات مثل ثانى أكسيد الكربون والميثان وغيرهما ويحقق الاستدامة للمنظومة البيئية الزراعية.

ومصر كدولة زراعية رائدة، حيث تعتبر الزراعة ومنتجاتها أحد مصادر الدخل القومى المصرى لما تمثلة الزيادة السكانية والتغيرات المناخية من تحديات تستلزم إدخال النظم التكنولوجية الحديثة فى منظومة الزراعة المصرية للمحافظة على الموارد الطبيعية وتعظيم الإنتاجية الزراعية، والحصول على محاصيل صحية وآمنة للسوق المحلى وللتصدير للأسواق الخارجية.

مقومات تطبيق الزراعة الذكية

الزراعة الذكية مناخيا، عبارة عن نهج يهدف الى تحسين منظومة الزراعة، ولذلك فإن الزراعة الذكية مناخيا هى الزراعة التقليدية العادية بعد استبعاد الطرق التى تؤدى الى استنزاف الموارد الطبيعية، وكذلك تجنب الممارسات الخاطئة مثل الأسراف فى استخدام المبيدات الحشرية أو الأسمدة الكيماوية المختلفة.

والزراعة الذكية مناخيا تعتمد الوسائل والنظم الزراعية الجيدة التى من شأنها زيادة الانتاجية والجودة دون إستنزاف الموارد الطبيعية مثل نظام الممارسات الزراعية الجيدة، ونظم الزراعة الحيوية، والعضوية والتى بدورها تعتمد على التسميد الحيوى والعضوى لزيادة تحسين الأراضى الزراعية والموارد الطبيعية للأراضى، وكذلك تحسين جودة المنتج الزراعى النهائى.

النظم الزراعية والتغيرات المناخية

التغيرات المناخية لها دور هام فى منظومة الزراعة العالمية، وللأسف فإن معظم سيناريوهات التغير المناخى توصلت فى نهاية الأمر الى دور سلبى على المنظومة الزراعية وقلة الانتاجية لمعظم المحاصيل الزراعية اذا ما زادت درجات الحرارة من 2 الى 4 درجة مئوية، وعلية فإن الإنبعاثات ايضا سيحدث لها زيادة كبيرة تضر المنظومة البيئية، وبالتالى فإن الإبتكار والحلول غير التقليدية فى مجال الزراعة أصبح من الأهمية بمكان للمحافظة على المنظومة الزراعية بكل جوانبها وللوصول الى الأمن الغذائى وسلامة الغذاء فى ذات الوقت، ويجب العمل على تحقيق التكيف والتخفيف من أثار التغيرات المناخية المستقبلية.

والزراعة الذكية مناخيا، تعمل فى هذا السياق ليس فقط فى زيادة الإنتاجية والجودة للمحاصيل الزراعية بل الى التقليل من إنبعاث غازات الاحتباس الحرارى وإيضا الى التكيف والتخفيف من آثار التغير المناخى.

ومن ضمن الأمثلة للحلول غير التقليدية، زراعة محصولى الكسافا والكينوا كبديل جزئى لدقيق القمح حيث يمكن إضافة دقيق الكسافا والكينوا الى دقيق القمح بنسب من 10 الى 20% لتصنيع رغيف الخبز والعديد من المعجنات الأخرى ذات القيمة الغذائية العالية.

وتعد الكسافا والكينوا من المحاصيل الهامة عالميا وتتم زراعتهم فى العديد من مناطق العالم للحصول على غذاء عالى القيمة الغذائية وتدخل تلك المحاصيل فى صناعات إستخراج النشا والدقيق.

وفى مصر تعتبر من محاصيل الخضر غير التقليدية حتى الأن رغم ان هناك العديد من الأبحاث والمشاريع المنجزة فى هذا المجال.

الزراعة الذكية والأنماط والعادات الغذائية

ستؤدى الزراعة الذكية مناخيا إلى زيادة فى إنتاجية وجودة المحاصيل الزراعية مع المحافظة على الموارد الطبيعية وتقليل غازات الاحتباس الحرارى، أما بالنسبة للتغير فى الأنماط والعادات الغذائية – فقد يحدث هذا ولكن بصورة نهائية إيجابية مثل إدخال بعض المحاصيل الجديدة الهامة فى منظومة الزراعة المصرية مثل الكسافا والكينوا وغيرهما وعند استخدام منتجات تلك المحاصيل أو دمج وإضافة جزء من دقيق الكسافا او الكينوا الى دقيق القمح، قد يكون الطعم غيرمقبول فى بداية الأمر لكن سرعان ما يمكن تقبلة وأستساغتة.

الجدوى الاقتصادية لتطبيق الزراعة الذكية

تطبيق الزراعة الذكية مناخيا سوف يحقق الكثير من المنافع للمنظومة الزراعية من تحسين الإنتاحية البستانية الزراعية والحصول على منتجات زراعية أمنة و الية القيمة الغذائية وسوف يقلل من المدخلات الزراعية مثل المبيدات والأسمدة الكيماوية، التى تعتبر عبئا على البيئة من خلال تلوثها والحد من الإنبعاثات الضارة.

وعلية فإن استخدام الزراعة الذكية مناخيا سوف يحقق نهضة زراعية و إضافة أقتصادية زراعية كبيرة، وبالتالى لن يترتب علية أى أعباء إقتصادية إضافية بل على العكس سيحقق عائدا إقتصاديا عاليا على المدى القصير و الطويل.

تجارب ناجحة فى الزراعة الذكية

هناك العديد من الدول المتقدمة والنامية التى قامت بالانضمام للتحالف العالمى للزراعة الذكية مناخيا بمنظمة الأغذية و الزراعة “الفاو، ويعقد الملتقى الدولى السنوى للتحالف فى روما بإيطاليا، وفية تقوم الدول الأعضاء بإستعراض التجارب الناجحة وقصص النجاح فى تطبيق منظومة الزراعة الذكية مناخيا”.

وقد دخلت مصر فى هذا التحالف منذ عام 2016 من خلال شعبة البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومى للبحوث، لتعظيم الاستفادة من خبرات الدول الأخرى المتقدمة والنامية على حد سواء.

خطوات تطبيق الزراعة الذكية

1ـ نشر الزراعة الذكية مناخيا فى مصر هو توصيل مفهوم الزراعة الذكية مناخيا للمنتجين والمزارعين من خلال التوعية والإرشاد الزراعى والإعلام وغيرها من وسائل التواصل.

2ـ الاستفادة من خبرات الدول التى سبقتنا فى الانضمام الى التحالف العالمى للزراعة الذكية مناخيا ومن قصص النجاح فى الدول المختلفة.

3ـ الاستمرار فى الحضور والمشاركة فى المؤتمرات والمنتديات العالمية فيما يتعلق بـالزراعة الذكية مناخيا وخاصة الملتقى السنوى للتحالف العالمى للزراعة الذكية مناخيا.

4ـ تقييم الأداء و إدارة تطبيق الزراعة الذكية مناخيا فى مصر.

الزراعة الذكية والتصدير

يعتمد تطبيق الزراعة الذكية مناخيا على بعض المعاملات التى من شأنها تنهى أو تقلل الى أكبر حد غازات الإنبعاث الحرارى، والبصمة الكربونية تعنى التعرف على كمية الإنبعاثات لأى منتج خلال العملية الإنتاجية لهذا المنتج فى مراحلة المختلفة.

وعلية فإن البصمة الكربونية للمنتجات الزراعية تعنى كمية الإنبعاثات الكلية الناتجة خلال مراحل الإنتاج ابتداء من عمليات الحرث والعزيق والرى والحصاد.. الخ، وهذا أمر هام جدا خاصة فى مجال تصدير الحاصلات البستانية ولما كانت الزراعة الذكية مناخيا تقلل لأكبر حد تلك الإنبعاثات فهى تعتبر وسيلة ناجحة فى عملية رصد وتحديد البصمة الكربونية مما يعزز الفرص التصديرية للمنتجات الغذائية الزراعية المصرية للأسواق العالمية.

الزراعة الذكية والموارد الطبيعية

للتغيرات المناخية المستقبلية أثارا ضارة بالبيئة والمنظومة الزراعية، ومن ضمن أهم الأثار السلبية الضارة النقص الكبير فى إنتاجية وجودة العديد من المحاصيل، وأيضا زيادة الإنبعاثات الغازية الضارة وخاصة ثانى أكسيد الكربون والميثان وغيرهما.

وزيادة درجات الحرارة خلال سيناريوهات التغيرات المناخية سوف يزيد من الاحتياجات المائية للمحاصيل الزراعية، وبالنظر الى محدودية المياه الصالحة للاعتماد عليها فى الزراعة فهذا سوف يؤدى بطبيعة الحال الى تقلص المساحات الصالحة للزراعة والى التصحر فى نهاية الأمر مما يؤدى الى قلة المنتجات الزراعية وقلة الاكتفاء الذاتى بالتدريج.

وبالتالى يجب أن نعظم الاستفادة من مواردنا المائية الحالية لتأمين كميات المياه اللازمة للتوسع الأفقى الزراعى، وأيضا أستنباط سلالات وأصناف نباتية للمحاصيل الحقلية والبستانية مقاومة أو متحملة للجفاف ودرجات الحرارة العالية تكيفا وتخفيفا من أثار التغيرات المناخية المتوقعة.

وفى ختام التقرير، يمكن القول أن الزراعة الذكية مناخيا تهدف الى الاستفادة من الموارد الطبيعية ومنها المياه والأراضى، والمحافظة عليهما وأيضا فى نفس الوقت تقليل الكميات المنبعثة للغازات، التى تؤدى بطبيعة الحال الى تلوث البيئة والموارد الطبيعية، فلذا يجب علينا أن نبدأ على نشر مفهوم الزراعة الذكية مناخيا فى منظومة الزراعة المصرية لضمان إستدامة التنمية الزراعية الشاملة لنا وللأجيال القادمة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى