“الحرّ قادم بقوة”.. مُنخفض الهند الموسمي يُشعل صيف مصر وتهديدات لمحاصيل الفاكهة والخضر

الجمعية الوطنية لمنتجي الجوجوبا

كتب: د.محمد فهيم مع اقتراب حلول الصيف الفلكي رسميًا، تستعد مصر لاستقبال موجات حر شديدة خاصة في مناطق جنوب الصعيد وجنوب شرق البلاد (قنا، الأقصر، أسوان)، حيث تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع المتتالي بفعل تمدد منخفض الهند الموسمي شمالًا وغربًا، وفقًا لما رصدته النماذج المناخية وتحليلات الأرصاد الجوية.

ويعد “منخفض الهند الموسمي” أحد أبرز الظواهر المناخية في فصل الصيف، وهو منخفض حراري ضخم يؤثر سنويًا على ثلاث قارات: آسيا، إفريقيا، وأوروبا، وتبدأ نشأته من الأراضي الهندية في أبريل، ليبلغ ذروته في يونيو ويوليو، ثم يبدأ بالتراجع تدريجيًا في سبتمبر ويختفي في أكتوبر.

ويمتد تأثير هذا المنخفض إلى شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام ومصر، ويصل تأثيره إلى جنوب أوروبا، مما يؤدي إلى ارتفاع قياسي في درجات الحرارة قد يتجاوز 50 درجة مئوية في بعض مناطق العراق وإيران، ويُسجل ضغطًا جويًا منخفضًا قد يصل إلى أقل من 995 ملليبار خلال ذروة الصيف.

مصر تتأثر… ولكن بشكل مختلف

ورغم أن موقع مصر الجغرافي ومرور الكتلة الهوائية عبر البحر المتوسط يساعد على تعديل درجات الحرارة شمالًا، إلا أن نسب الرطوبة تزداد بشكل كبير، ما يزيد الإحساس بالحرارة في الدلتا والسواحل الشمالية. أما جنوب الصعيد، فتنتقل إليه الكتلة الهوائية مباشرة من شبه الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر، ما يؤدي إلى طقس شديد الحرارة تتجاوز فيه درجات الحرارة حاجز 44 درجة مئوية معظم أيام الصيف.

ويصاحب “منخفض الهند” تأثير منخفض السودان الموسمي الذي يتمركز جنوبًا ويؤثر بدوره على المناطق الجنوبية من مصر، وقد يمتد تأثيره أحيانًا إلى مناطق أوسع من الجمهورية.

مخاطر على الزراعة والإنتاج الغذائي

من الناحية الزراعية، يؤدي هذا المنخفض دورًا كبيرًا في التأثير على الإنتاج الزراعي، خاصة محاصيل الفاكهة الصيفية مثل المانجو، الزيتون، التمور، والرمان. وتشمل الأضرار:

ـ ضعف التحجيم في المانجو والزيتون والبلح.

ـ لسعات الشمس التي تصيب ثمار الرمان والمانجو.

ـ انخفاض نسبة الزيت في الزيتون نتيجة الحرارة العالية.

ـ تراجع إنتاجية محاصيل الخضر مثل الطماطم والخيار، ما قد يؤدي إلى فجوة إنتاجية وارتفاع في الأسعار.

ـ تأثر المحاصيل الحقلية مثل الأرز والذرة والقطن والصويا بدرجات متفاوتة.

ضرورة الاستعداد المبكر

وفي ظل هذه الظروف المناخية المتوقعة، ينصح الخبراء باتخاذ إجراءات استباقية للحد من تأثير الموجات الحارة، سواء على الصحة العامة أو القطاع الزراعي، وتشمل:

ـ تقليل التعرض لأشعة الشمس المباشرة خلال أوقات الذروة.

ـ توفير التهوية الجيدة والري المنتظم للمحاصيل.

ـ زيادة التوعية الزراعية لمواجهة تقلبات الطقس.

*المادة العلمية: رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.