تقارير

التين الشوكي.. فاكهة تنمو في المناطق الجافة وتستخدم صناعياً وتجارياً

كتب: د.أياد هاني يعتبر التين الشوكي نبتة من الصبار وتنمو في الأماكن الجافة وهي معمرة كثيراً ولها قدرة عجيبة على مقاومة الجفاف نظراً لسيقانها المليئة بالماء لذلك تعتبر سوق هذه النبتة الطعام المفضل للإبل في المناطق الصحراوية على الرغم من أشواكها الحادة المنتشرة على سطح النبتة فيستطيع الجمال والإبل أكلها.

يشار أيضا أن السكان في بعض المناطق يزرعون هذه النبتة كسور حماية حول ممتلكاتهم وفي ذات الوقت للاستفادة من ثمرها الشهي الذي ينضج عادة في أوائل الصيف، وتجدر الإشارة هنا أنه لا يوصى بأكل كميات من الثمرة قبل الفطور لأن ذلك يؤدي إلى إمساك شديد. وقد جرت العادة على شرب كأس من الماء عقب أكل الثمار لتجنب حدوث الإمساك.

التاريخ والانتشار

الموطن الأصلي للتين الشوكي هو جنوب أمريكا الشمالية، ومنها انتشر إلى العالم القديم في القرن السادس عشر، ومن أوروبا انتقل إلى الكثير من المناطق. ينتشر النبات في مناطق كثيرة في شمال إفريقيا والمشرق العربي. ويزرع بكثرة في المزارع الجبلية في مرتفعات جبال الحجاز بالمملكة العربية السعودية ويسمى البرشومي التي تمتاز ثماره بجودتها وحجمها. وكذلك يتواجد بكثرة في اليمن.

الوصف النباتي

يبلغ ارتفاع نبات التين الشوكي حوالي مترين ونصف وقد يصل إلى أكثر من ذلك. ويتكون النبات من ساق قصيرة تحمل عدداً من الألواح المتصلة بعضها ببعض وهي سوق متحورة عليها العديد من الأشواك، ويبلغ طول كل لوح من هذه الألواح حوالي 40 سم وعرضه من 15-25 سم وسمكه من 2-3 سم، والأوراق الحقيقية صغيرة ومستديرة الشكل وتوجد على حواف الألواح صغيرة العمر، وبعد ذلك تتساقط، أما الأزهار فهي صفراء اللون وتحمل على أطراف الألواح، ويتراوح وزن الثمرة من 80-120 غرام ونسبة اللب بها من 34-42% من وزن الثمرة، واللب أصفر أو أحمر اللون ويحتوي على عدد كبير من البذور الصلبة التي تقلل من جودة الثمار بدرجة كبيرة، وتتكون الثمار من 83-87% ماء، و6-14% سكريات.

التكاثر

يتكاثر التين الشوكي بواسطة الألواح حيث تغرس في التربة إلى قرب منتصفها تقريباً. كما يمكن استخدام البذور في التكاثر. وتثمر أشجار التين الشوكي بعد 2-3 سنوات من الزراعة. وتظهر الثمار في الأسواق خلال أشهر الصيف وبالذات في شهري يوليو وأغسطس.

استخدامات التين الشوكي

تمت الاستفادة صناعياً وتجارياً من ثمرة الصبار إذ تتم في بعض المناطق لا سيما في المغرب صناعة المربى واستخراج زيت الصبار من بذور النبتة. تستخدم أزهار النبات كمادة قابضة وتخفض النزف وتستخدم لمشكلات المعدة والأمعاء لا سيما الإسهال والتهاب القولون ومتلازمة الإمعاء الهيوجية. كما تستخدم الأزهار أيضاً لعلاج تضخم البروستاتا وتعتبر الثمرة من الفواكه المغذية.

تؤخذ ثمرة التين الشوكي كبديل للعقاقير الملينة ويمكن أخذه صباحاً على الريق إما إذا أخذ بعد الطعام فإنه فعلاً هاضماً ممتازاً. تستخدم أزهار النبات معجونة مع العسل لعلاج الربو. يمكن إزالة أشواك الثمرة من اليد عند تقشير التين الشوكي بدهن الأصابع بزيت السمسم.

التلقيح والإثمار

تبدأ الأشجار فى التزهير والإثمار من السنة الثالثة بعد الزراعة وتستمر فى الإثمار لفترة طويلة تصل إلى 20 سنة والتلقيح خلطى بالحشرات حيث يفرز رحيق من غدد عند قواعد الأسدية تجذب الحشرات التى تقوم بعملية التلقيح حيث يصعب انتقال حبوب اللقاح بالرياح وذلك لكبر حجمها ولزوجتها.

فوائد التين الشوكي

أثبتت الدراسات الحديثة أن ثمار الصبر أو التين الشوكي كما يسمّيه البعض، هو الفاكهة الوحيدة التي لها فاعلية حقيقية في مساعدتنا على هضم المواد الدهنية، ووجبات الطعام الدسمة، وينصح خبراء التغذية بتناولها عقب الوجبات الدسمة، بالإضافة لقدرتها على القضاء على رائحة الفم غير المستحبة . والسرّ يكمن في البذور السوداء بداخل ثمرة الصبر، والتي تتمتّع بتأثيرات إيجابية فعالة في التنشيط الطبيعي لجدران المعدة والأمعاء، إضافة إلى فعاليتها في مقاومة حالات التشنجات، وعسر البول، والإسهال.

تتمتّع محتويات ثمار الصبر أيضًا بقدرات مليّنة، ومنظفة فائقة الجودة للجهاز الهضمي لدرجة لا يمكن مقارنتها بأعظم العقاقير الطبيّة في العالم، ما يضع الصبر في مصاف أفضل المواد الوقائيّة والعلاجيّة لحالات عسر الهضم والإمساك. ولذا ينصح بتناول حبّة صبر صباحًا على الريق من أجل تنظيف محتويات الجهاز الهضمي من الفضلات الضارة المتجمعة في الأمعاء.

تتمتّع ثمرة الصبر بمذاق سكّري لذيذ ورطب، وتكمن أعجوبة هذه الفاكهة في أنّها تنمو ذاتيّا في المناطق الصحراوية، والجبلية شديدة الحرارة، مكتفية بالنذر اليسير من مياه الأمطار أو قطرات الندى لتبقى حيّة وتنمو وتنضج.

كما أن ثمار الصبر مغذيّة جدًا، وتحتوي على نسب عالية من المواد الغذائيّة التي يحتاجها الجسم. ويشتمل محتوى ثمرة الصبر الناضجة على 14% سكريّات، 1,5% بروتينات، بالإضافة إلى نسب عالية جدًا من فيتامينات “أ” و”ج”، وكميات متنوعة وكافية لاحتياجات الجسم اليومية من حامض جلوتانيك وحامض أوكزاليك. إضافة أنه يحتوي على كميّات جيّدة من الأملاح المعدنية المختلفة، وبخاصة الفسفور والكالسيوم، ويحتوي أيضًا على مواد نادرة مضادّة للأكسدة تساعد في الوقاية من الإلتهابات.

*معد التقرير: أستاذ بقسم البستنة وهندسة الحدائق، كلية الزراعة والغابات بجامعة الموصل.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى