رئيس التحرير

«الباحثون» وفرح العمدة

بقلم: د.أسامة بدير

ظاهرة غريبة انتشرت خلال الفترة الاخيرة بين الأوساط العلمية فى كثير من المؤتمرات والندوات، ألا وهى “فرح العمدة“، حالة من الفوضى تحدث خلال الفاعليات العلمية بسبب أنصار أصحاب الصور السلفى والتصوير العشوائى بشكل أشبه بالجنون، خاصة خلال الجلسات الافتتاحية فى المؤتمرات والندوات، ومزاحمة الصحفيين فى أداء دورهم المهنى.

كما يحدث هذا السلوك الغريب أثناء عرض المحاضرين أوراقهم العلمية وملخصات بحوثهم، وحتى عندما تبدأ المداخلات والمناقشات بين المشاركين والمحاضرين، أجد سباق محموم من أجل التقاط الصور بالهواتف المحمولة.

قامات علمية لها ثقلها على الصعيد المحلى والإقليمى والدولى تجلس على المنصة لنقل خبراتها وخلاصة أفكارها للحاضرين، لكن يبدو لى أن بعض الحاضرين أصبح له اهتمامات اخرى غير البحث والتحصيل العلمى، فصب جم تركيزه على التقاط الصور بشكل هيستيرى من أجل نشرها على مواقع التواصل الاجتماعى ظنا أنه بنشر تلك الصور على صفحاتهم الشخصية سيحقق لهم انجاز تاريخى ودليل على المشاركة فى تلك الفاعلية العلمية.

بالبحث على صفحات هؤلاء المهوسين بالتصوير فى المؤتمرات والندوات العلمية أجدهم ينشروا عشرات الصور، وبالنظر إلى تلك الصور ألاحظ أن أغلبها لشخصوهم فضلا عن أشخاص تصادف وجودهم بجوارهم من غير مبالاه لوضعهم الجسمانى أو حالتهم.

يقينى، أن الظاهرة تنتشر بشكل سريع وسط غياب تام من اللجنة المنوط لها تنظيم أعمال تلك الفاعليات العلمية، والتأكيد على دور كل شخص يحضر مثل هذه الأنشطة العلمية.

كنت ولازلت داعما قويا للباحثين على جميع الأصعدة، لكن عندما يتطلب الأمر تسليط الضوء على بعض السلوكيات الخاطئة التى تصدر من بعض الأساتذة أو الباحثين بجهل لا يليق بمكانتهم العلمية والأدبية، فلابد أن يكون لى موقف رافض تماما لمثل هذا السلوك دفاعا عن الكرامة والمكانة الاجتماعية لهذه الشريحة المنوط لها تطوير وتحديث واستنارة المجتمع.

أعتقد أن الذى أوصل مصر إلى حالتها المتردية على الصعيد الاقتصادى والأمراض المزمنة التى يعانى منها القطاع الزراعى أمثال هؤلاء وغيرهم من المهوسين بالتصوير العشوائى من غير مبرر، تركوا دورها فى معركة العمل والبحث الجاد وانشغلوا بما لا ينفع، يل يضر أنفسهم ويسىء لجميع أعضاء الهيئة العلمية – جامعات ومراكز بحثية – بالإضافة إلى إهدار الوقت والجهد والمال والفوضى التى يضع معها المضمون.

أناشد القلة من المهوسين بالتصوير فى المؤتمرات والندوات العلمية، من فضلكم اتركوا هذا الأمر واجلسوا فى أماكنكم للاستماع الجيد لما يقال، وناقشوا فى اطار من الحوار العلمى الراقى لان هذا هو دوركم الحقيقى، وصولا لمنتج علمى يستفيد منه المجتمع بالشكل الذى يعود على جميع أفراده بـالرفاه الاجتماعى الاقتصادى.

وأخيرا، أقول لهولاء المهوسين، أنتم لستم صحفيين ولا علاقة لكم بالعمل الصحفى، أنتم باحثين.. تشاركون فى المؤتمرات والندوات من أجل الإفادة والاستفادة فى تخصصكم، فهذا هو الأولى لكم والأنفع لمستقبل مصر وأمنها الغذائى، وناقشوا خلاصة هذه الفاعليات على مواقع التواصل الاجتماعى لتعم الفائدة ويرتفع الوعى بقضايا الزراعة والرى والغذاء بدلا من نشر صور “فرح العمدة” التى أضحت تسيء للجميع.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الزميل الفاضل الدكتور / أســـامه بــديـــر ….
    – لك منى ألف تحية على شجاعتك التى أمتلك مثلها ولكنى لاأمتلك أدوات التعبير عنها …خوفاً من اللوم والزعل والعتاب من الزملاء.
    – أصبت كبد الحقيقة ، وصدقنى أنا لم أعد أهتمك بحضور مثل هذه الفعاليات رغم حبى لها وللقائمين عليها ، بسبب هذه السلوكيات وأشباهها من زملاء يفترض فيهم سلوك العلماء وليس سلوك الحاضرين حفل زفاف أو عقد قران أو عيد ميلاد المنظمين لهذه اللقاءات .
    – صور للذكرى والظهور فى شكل لايليق بالفخر والتباهى لبعض أصحاب المنظرة الصورية والتقاط الصور … طبل أجوف … …حاجه تكسف … عيب عليكم أنشروا مالديكم من علم ” إن وجد” لأن الصور والتصوير… لن تحل محل المناشير
    – للمرة التانية تحياتى للطرح الصحفى الذى جاء فى موقعه وتوقيته من الزميل المبجل دز أسامة بدير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى