تقارير

الأسمدة العضوية والحيوية: سر التربة الخصبة والنبات القوي بلا كيماويات

كتبت: د.شكرية المراكشي تُعد الأسمدة العضوية من مصادر التغذية الطبيعية المهمة للتربة والنباتات، إذ تعتمد في تكوينها على بقايا الكائنات الحية، ويُفضّلها كثير من المزارعين كبديل للأسمدة الكيميائية التي قد تُجهد التربة على المدى الطويل. وتُضاف عادة ميكروبات نافعة إلى التربة لتُساعد على تحلل المواد العضوية وتحويل العناصر الغذائية إلى صورة معدنية يسهل امتصاصها من قبل النبات، بخلاف الأسمدة الكيميائية التي توصل المغذيات مباشرة إلى جذور النباتات، ما قد يؤدي إلى امتصاص مفرط أو اختلال في التوازن الغذائي.

يُجهَّز السماد العضوي للاستخدام من خلال السماح للبكتيريا بتكسير الروابط العضوية، وعقب انتهاء وظيفتها تموت، ثم يُجفف السماد تمهيدًا لاستعماله. ويتميّز هذا السماد بغناه بعناصر أساسية مثل: النيتروجين، الفوسفور، البوتاسيوم، الكالسيوم، الفوسفات، المنغنيز، والكبريت، وهي جميعها ضرورية لصحة التربة ونمو النبات. وتُنتج الأسمدة العضوية عادةً من روث الحيوانات، وبقايا الدم والعظام، كما تسهم بقايا النباتات والأعشاب البحرية في تعزيز قيمتها الغذائية بفضل محتواها من المعادن والأحماض الأمينية.

أما السماد الحيوي، فهو منتج بيولوجي قائم على سلالات من البكتيريا والفطريات والطحالب وأكتينوميسيتس، تعيش في بيئة طبيعية خاصة تُعرف باسم “ميديا”. وتتمثل مهمتها الأولى في تحليل الأملاح الضارة في التربة، ككلوريد الصوديوم وكبريتات الصوديوم، والتي تنتج عادةً عن الاستخدام الخاطئ لحمض الكبريتيك في الأراضي الصحراوية.

بعد تكسير الملوحة، تبدأ السلالات البكتيرية المتخصصة في أداء أدوارها:

ـ تقوم إحداها بتثبيت الآزوت الجوي في التربة.

ـ بينما تعمل سلالة أخرى على تيسير امتصاص الفوسفور المعقّد الناتج عن التراكم الزائد للأسمدة الفوسفاتية في الأراضي الطينية أو الصحراوية،

ـ فيما تتخصص سلالة ثالثة في تيسير البوتاسيوم المضاف على هيئة فلسبار خام أو سلفات البوتاسيوم.

تُضاف إلى السماد الحيوي عناصر كبرى مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، إلى جانب عناصر صغرى كالحديد والزنك والمنجنيز، لضمان بقاء ونشاط هذه الكائنات الحية الدقيقة داخل العبوات، ولتمكينها من أداء وظيفتها فور نزولها إلى التربة، حيث تبدأ في تكسير الأملاح وتحفيز النبات على إفراز مركبات حيوية طبيعية مثل الأحماض العضوية والكربوكسيلية، والهرمونات النباتية كالسيتوكينينات والأوكسينات.

وبالتالي، فإن السماد الحيوي يتميّز بوظيفتين رئيسيتين:

1ـ وظيفة تغذوية: حيث يُوفر العناصر الغذائية للنبات بشكل تدريجي وآمن.

2ـ وظيفة تحفيزية: إذ يُعزز نمو الجذور وانتشارها بقوة، مما يزيد من قدرتها على امتصاص الماء والغذاء.

وقد أثبتت التجارب أيضًا أن السماد الحيوي يُساعد النبات في مقاومة أعفان الجذور، ما يجعله مفيدًا في مكافحة بعض الآفات والأمراض.

فوائد الأسمدة العضوية للنبات والتربة:

1ـ تحسين نمو النبات: لا يُمتص السماد العضوي مباشرة، بل يتم تحليله ببطء من قِبل كائنات التربة، مما يتيح تغذية مستمرة وآمنة للنبات، ويُجنّبه مخاطر فرط الامتصاص أو التلف الكيميائي الناتج عن الأسمدة الكيميائية.

2ـ تحسين بنية التربة: تُعزز الأسمدة العضوية من خصوبة التربة وتحافظ على رطوبتها، كما تُضيف إليها ميكروبات نافعة، بعكس الأسمدة الكيميائية التي تُذوب سريعًا في المياه وقد تُسبب تلوثًا للمياه الجوفية، وتُفقِد التربة حيويتها على المدى البعيد.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى