ارتفاع الإيجارات الزراعية يضغط على الفلاح ويؤثر على قدرته على الاستمرار

كتبت: هند النعماني يشهد قطاع الزراعة في مصر حالة من التوتر المتصاعد، وسط شكاوى متكررة من الفلاحين بشأن الارتفاع الكبير في إيجارات الأراضي الزراعية، وهو ما أصبح يشكل عبئًا يفوق قدرتهم على التحمل، ويهدد استمرارهم في ممارسة نشاطهم الزراعي. ويؤكد العديد من المزارعين أن تكلفة الإيجار الحالية باتت لا تتناسب مطلقًا مع العائد الاقتصادي للمحاصيل، الأمر الذي يجعلهم يدخلون الموسم الزراعي وهم على يقين بأن الخسارة شبه مؤكدة.
وتفاقمت الأزمة خلال الفترة الأخيرة مع الارتفاع الحاد في أسعار مستلزمات الإنتاج، وعلى رأسها الأسمدة والتقاوي والديزل، حيث يصف الفلاحون هذه الزيادات بأنها «نار»، بينما لا تغطي عوائد المحاصيل في نهاية الموسم نصف ما ينفقونه من تكاليف التشغيل، ما يضعهم أمام معادلة مالية مستحيلة.
الفلاحون يتساءلون: كيف يمكنهم الاستمرار في ظل هذه الظروف؟ ومن أين سيأتون برأس المال اللازم للزراعة في المواسم المقبلة؟ وفي ظل هذا المشهد الضاغط، تتعالى المطالب بضرورة خفض إيجارات الأراضي وإعادتها إلى مستويات معقولة تضمن للفلاح القدرة على الصمود والاستمرار، خصوصًا أن الزراعة تمثل أحد الأعمدة الأساسية للأمن الغذائي الوطني.
ويحذر المزارعون من أن استمرار تجاهل هذه الأزمة قد يؤدي إلى نتائج خطيرة، فالفلاح ـ كما يؤكدون ـ ليس مجرد مستأجر أرض، بل هو الضامن الأول لاستمرار الإنتاج الزراعي. وعندما يعجز الفلاح عن الوقوف على قدميه، فإن المنظومة الزراعية بكاملها ستكون معرضة للاهتزاز.
ويؤكد الفلاحون في رسائلهم المتكررة أن مطالبهم ليست مبالغ فيها، ولا تهدف إلى تحقيق مكاسب إضافية، بل تقتصر على مطلب واحد: «التخفيف عن كاهل الفلاح» وتمكينه من الحياة الكريمة والاستمرار في خدمة الأرض التي تمثل مصدر رزقه ومصدر غذاء الوطن.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.



