رأى

ابتزاز مصابي الكورونا!

أحمد إبراهيم

بقلم: أحمد إبراهيم

إذاعي وكاتب صحفي

المقال هو أعلى مراتب الكتابة الصحفية وكتابته تأخذ وقتا ومجهودا ذهنيا كبيرا، لأن مطلوب من الكاتب توصيل الفكرة في أقل عدد من الكلمات (المختصر المفيد)، وفكرت كثيرا في الاكتفاء بعملي الاذاعي والاستراحة من كتابة المقالات التي بدأتها منذ 12 عاما، وكلما قررت الاستغناء عن هذا العمل المرهق جدا والذي أقوم بتأديته متطوعا بدون أجر طوال هذه السنوات الطويلة.

ولكني أتراجع عن قراري وأشعر بالضعف الشديد أمام استغاثة مواطن مجبرا على دفع 25 ألف جنيه في الليلة الواحدة لمستشفى خاص بالمهندسين مقابل علاج والدته المصابة بفيروس كورونا.

ومن خلال المحترم الدكتور طارق الرفاعي مدير منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة بمجلس الوزراء تم مساعدة الحالة ونقلها إلى أحد المستشفيات الحكومية وإنقاذ المريضة من الموت ليس بسبب الفيروس ولكن من فاتورة العلاج.

ثم فوجئت باستغاثات أخرى لمواطنين من مستشفى خاص في منطقة النزهة تتقاضى 35 ألف جنيه في الليلة، وأخرى في المعادى ضربت الرقم القياسي حيث وصلت الليلة فيها 50 ألفا.

نحن في حالة حرب واستغلال المواطنين فيها للتربح يعتبر خيانة عظمى، وحسنا فعلت الحكومة بوضع حد أقصى لأسعار علاج مصابي الكورونا في المستشفيات الخاصة، ولكن هل سوف تلتزم بذلك، أتمنى هذا كما أتمنى أن تكون هناك عقوبة صارمة للمخالفين تصل لدرجة إلغاء الترخيص لان جشع بعض المستشفيات الخاصة واستغلالها للازمة قد يشوه المجهودات الكبيرة التى تبذلها الدولة لمواجهة هذا الفيروس الجائح.

قبل أزمة كورونا كتبت كثيرا عن استغلال المستشفيات الخاصة للمواطنين والمغالاة في تقديم الخدمات الطبية وحذرت وما زالت أحذر من احتكار الخدمة الطبية، وقيام مجموعة مستثمرين أجانب بشراء المستشفيات الخاصة ومعامل التحاليل ومراكز الاشعة.

من حق المستشفيات الخاصة أن تربح لأنها مشروع استثماري ولكن لا يمكن السكوت على ابتزازها للمواطنين والمتاجرة في حياتهم. وأتوقع بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا أمورا كثيرة فوضوية سوف يتم ضبطها ومنها منظومة العلاج بالقطاع الخاص.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى