رأى

أمريكا وعصير الليمون

د.صلاح يوسف، وزير الزراعة الأسبق
د.صلاح يوسف، وزير الزراعة الأسبق

بقلم: د.صلاح يوسف
ربما يرى البعض أن التنافس بين هيلارى وترامب كان بمثابة عصير الليمون على النفس نتيجة عدم إرتقاء المتنافسين لطموحات البعض مثلما رأى هذا البعض سابقا في مصر ..
وربما رأى البعض أن السيدة هيلارى كلينتون ليست هي النموذج الذى يمثل أمريكا خاصة وأنها أصبحت وجها مألوفا لسنوات طويلة أكثر مما ينبغي وهذ البعض ربما يميل إلى شخصية جديدة ربما تأتى بالجديد .. أما البعض الأخر فهو مقتنع بالتأكيد بالرئيس المنتخب القوى والذى تبدو قوته تطرفا للآخرين أو حماقة من غيرهم أو تسرعا أو عنصرية واضحة أحيانا ..
وفسر البعض فوز ترامب بأنه تعبير عن عنصرية أو تطرفا لدى كثير من الناخبين أنفسهم ..
وتفسيرات كثيرة هنا وهناك .. وتخوف من جهات كثيرة ودول كثيرة من الصفات التي أظهرها ترامب نفسه بأحاديثه وآرائه .. بينما جهات أخرى كثيرة ودول كثيرة تطمح إلى فرصة علاقة جديدة أو علاقة خاصة مفيدة .. بينما دول هناك تكسب مع كل الشخصيات ومع تغير الوجوه أيا كانت هذه الشخصيات وهذه الوجوه ..
وربما أرى أن كل مجتمع هو الذى يصنع طموحاته وهو فقط الذى يحققها .. من يعتمد على غيره من دون الله فهو واهم بل قاصر أصلا .. ولا يذهب إلى بعيد .. أما التخوف من دول كبيرة أوربية فلأنهم يعلمون جيدا تبعات القرارات المتسرعة او المتطرفة .. وبالتالي تتحول مسؤولياتهم إلى قلق والقلق إلى تنبيهات وتحذيرات ومواءمات وغيره من العلاقات السياسية ..
وأعتقد شخصيا أن الفوضى الخلاقة التي رأتها ونشرتها أمريكا كفكرة وتطبيق منذ حوالى 15 سنة في منطقة الشرق الأوسط قد إنتقلت من هذا الشرق لتصل إلى ذاك الغرب المدعو أمريكا نفسها بشكل أو بآخر ..
وبالرغم من مختلف الأراء فهناك نقاط هامة رئيسية ..
• أمريكا لا يقود قراراتها رجل أو فرد مهما كان شأنه .. ولكنها مؤسسات .. وبالتالي ربما لا يحدث تغييرات جوهرية في السياسات الأمريكية.
• شخصية الرئيس الأمريكي تؤدى بإسراع أو إبطاء سياسات ما بالتأكيد.
السياسةالأمريكية العامة تسير عامة في إتجاه واحد في الأمور مختلفة.
• أي رئيس أمريكى لا يحقق النمو الداخلى وتوفير فرص عمل وتقليل البطالة وتطوير نظم التأمينات وتطور النشاط الإقتصادى لا يستمر مهما كانت إنجازاته الخارجية. فالمواطن الأمريكي أو الناخب الأمريكي لا يعنيه في النهاية إلا نفسه.
• التكتلات السياسية تساعد في مواجهة قوى دولية باطشه أو على الأقل تحملها.
• الدول التي تطمح إلى إستقلالية قراراتها تلاقى العنت بالتأكيد ولكنها تنجح مع الإصرار والإرادة وحسن الإدارة.
• السياسات العامة للدول ربما يعبر عنها فترات سياسية قصيرة تعبيرا صادقا أو خاطئا حسب المتلقى لهذه السياسات ولكن بالتأكيد السياسات العامة هي محصلة سياسات دولية وليس فقط دولة تجاه دولة ولفترات طويلة وليس فترة محدودة.
وأخيرا .. لأمريكا أن تنعم بمن تختار فهو يعبر عن توجه وإرادة الشعب الأمريكي .. ولا يستطيع أحد أن يغير هذا الإختيار أو هذه الإرادة إلا سلوك المنتخب نفسه مثلما حدث مع ريتشارد نيكسون في فضيحة ووترجيت.

(نقلا عن صفحة د.صلاح على الفيس بوك).

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى