رئيس التحرير

«أسامة بدير» وزيراً للزراعة

بقلم: د.أسامة بدير

دق جرس هاتفي منتصف نهار السبت، وإذا بشخص يُبلغني أنه من رئاسة الجمهورية وتم تحديد موعد غدا لمقابلة أحد الشخصيات لعقد اجتماع ثنائي والمناقشة في بعض قضايا وملفات القطاع الزراعي، مر الوقت سريعا وفي نهاية الاجتماع كُلفت بحقيبة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.

وفي صباح اليوم التالي ذهبت لحلف اليمين أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبعدها توجهت لديوان عام الوزارة الكائن بحي الدقي بالجيزة، وعندما دخلت المكتب أفكار كثيرة اختلطت بمشاعر وأحاسيس دارت بخاطري، وفي لحظة عاجلة طلبت من مدير المكتب عدم السماح بدخول أحد لأني أرغب في الجلوس بمفردي لبضع دقائق.

الوقت يمر سريعا والأحداث تتلاحق، وها أنا صرت وزيرا للزراعة وباتت كل الموضوعات التي كنت أفكر في تنفيذها لتحقيق نهضة الزراعة المصرية بإمكاني تحقيقها على أرض الواقع لأني أصبحت الرجل الأول المنوط له إدارة الملف الزراعي للدولة المصرية الحديثة.

رؤى متعددة للتطوير والتحديث مرت أمام عيني استرجعها عقلي أملا في تحويلها إلى واقع ملموس يشعر به الفلاح البسيط والمواطن البسيط، فضلا عن تنمية الاقتصاد الوطني.

كان قراري الأول، تشكيل هيئة معاونة من خيرة علماء «مركز البحوث الزراعية» للمشاركة بشكل حقيقي في إدارة كافة ملفات الزراعة بشكل علمي يتسم بالنزاهة والشفافية المطلقة، دعما للقطاع الزراعي وتحقيق أفضل النتائج التي تساهم في زيادة دخول الأسر الريفية وتنمية الصادرات الزراعية إلى جميع أسواق العالم دعما للاقتصاد الوطني.

وقراري الثاني، وقف كافة أشكال إهدار أصول «مركز البحوث الزراعية» سواء بالبيع بزريعة عدم استغلالها بالشكل الاقتصادي أو تركها بدون تحقيق أي منافع أو عوائد للمركز، وتبع ذلك ضخ الموارد المالية العاجلة واللازمة التي تم تدبيرها من الصناديق الخاصة إلى جميع محطات البحوث الزراعية سواء كانت خاصة بالإنتاج النباتي أو الحيواني أو الداجني أو السمكي من أجل استمرار البحوث العلمية وزيادة الإنتاج.

تواصلت مع البنك الزراعي المصري من أجل إبرام بروتوكول شراكة مع «مركز البحوث الزراعية» لتمويل الأنشطة البحثية في جميع معاهد ومعامل المركز من أجل تحقيق دفعة قوية جادة وحقيقة للبحث العلمي الزراعي، الذي يعد الحل الوحيد لكافة مشاكل الزراعة والفلاح والتقدم الاقتصادي والحضاري.

كانت تنمية العنصر البشري أحد أهم الملفات التي لابد من فتحها والعمل على تذليل كافة العقبات التي تواجه شباب الباحثين في أكبر وأعظم مركز بحثي زراعي بمنطقة الشرق الأوسط، حيث تمثلت أهم هذه المشاكل في نقص التدريب وإعداد الكوادر المتميزة في مختلف التخصصات، كما أنني لابد أن أتبنى سياسات من شأنها الدفع بالقيادات الشابة في صناعة واتخاذ القرار، فضلا عن توفير الدرجات البحثية اللازمة لإنهاء قوائم انتظار التعيين لضمان تواصل الأجيال.

ولـمركز بحوث الصحراء دوره الحيوي والمؤثر فيما يخص تنمية المجتمعات الصحراوية والتعامل مع تلك البيئة بكل مشتملاتها حتى تساهم بشكل كبير في عمليات التنمية الشاملة والمستدامة دعما للاقتصاد الوطني، وفي هذا السياق تم وضع خطة تنفيذية عاجلة لحل جميع المشاكل الخاصة بشئون الباحثين، فضلا عن توفير الموارد المالية والدعم اللوجستي لتحقيق انطلاقة قوية لكافة الأنشطة البحثية التي تتم على أرض الواقع.

فجاءة، وأثناء التفكير في كل هذه القضايا التي تهم القطاع الزراعي ولابد من اتخاذ خطوات عاجلة لتحقيق طفرة كبيرة نحو انطلاق هذا القطاع الحيوي، دخل مدير مكتبي ليقطع كل الأفكار التي كانت تمر أمام عيني بواقع مزدهر للزراعة المصرية وتحقيق الأمن الغذائي للمحاصيل التي تمثل بعدا استراتيجيا للوطن، ليبلغني بأن طابور من المهنئين بانتظار الدخول.

وسط زحام المهنئين من علماء وباحثي «مركز البحوث الزراعية» كانت البداية الفعلية التي يجب أن تكون هى نقطة الحسم، وعندها دق جرس المنبه قائلا: “حان الآن موعد صلاة الفجر”.

حقيقة القول، كان حلما جميلا تعايشت معه لبضع دقائق مارست فيه صلاحية عملي كوزير ومسئول عن الزراعة المصرية تطويرها وتحديثها وتحقيق الحد الأدني من الأمن الغذائي لملايين المصريين بسواعد الفلاحين شرف مصر وعزها، وبعلم خير وفخر من أنجبت مصر وهم علماء وباحثي «مركز البحوث الزراعية».

وأخيرا، وجب التأكيد على أن سطور هذا المقال ليست موجهه ضد أحد أو تسيء لأحد أو تنتقد سياسة أحد، فكل فرد ينبغي أن تكون له رؤية مُحددة وتطلعات مستنيرة يجتهد ويسعى لتطبيقها أملا في تحقيق النهضة الكبرى، ربما ينجح أو يحقق بعض النجاح أو قد يتعثر، فلسنا جميعا نسخا بالكربون من بعضنا البعض، إنما فقط أردت الإشارة إلى قناعتي الشخصية من خلال روشتة الحل لبعض الأمراض المزمنة للزراعة المصرية، والتي حتما ستحسن من الوضع كثيرا وتكون بمثابة نقطة انطلاق الدولة المصرية الحديثة نحو مصاف الدول المتقدمة.

أيضا أنا لا أزايد على أحد أو أشكك في فكر وخطط أحد، لكني فقط أطرح رؤيتي من خلال اتخاذ قرارات عاجلة يحتاجها القطاع الزراعي لو كنت مسئولا، وهى بالتأكيد رؤية قابلة للنقاش.

للتواصل مع الكاتب
[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. ولية لا
    ان شاء الله تكون وزير الزراعة القادم
    وفى حينها تتذكر العناصر الشابة التى لم تلقى الفرصة
    لتاخذ دورها فى نهضة مصرنا الحبيبة
    وفقك الله لما فية الخير
    اخوك دكتور / محروس عبدالباسط عطيه سليم الشريف

  2. وأنا كفاح أرحب برنامجك الذى كان يجب أن يشمل ربط باحثى مركز البحوث الزراعية وبحوثهم بالزراعة والفلاحين من خلال الرابط الفعلى الاتحاد التعاونى الزراعى وجمعياته النوعية وتشكيل جمعية مزارعى القمح وجمعية لمزارعى القطن وجمعية لمزارعى الأرز وكذلك الخضروات أسوة بمزارعى القصب والبنجر والبطاطس. وإعادة الدورة الزراعية فورا وانشاء صندوق دعم المحاصيل الاستراتيجية وتفعيل مشروع صندوق التأمين على الماشية والسعى للتأمين الاجتماعى للفلاحين. واعادة الإرشاد الزراعى بواسطة الباحثين الزراعيين. الف مبروك ووفقكم الله يامعالى الوزير قبل الفجر مايدن.

  3. وأنا كفلاح أرحب ببرنامجك الذى كان يجب أن يشمل ربط باحثى مركز البحوث الزراعية وبحوثهم بالزراعة والفلاحين من خلال الرابط الفعلى الاتحاد التعاونى الزراعى وجمعياته النوعية وتشكيل جمعية مزارعى القمح وجمعية لمزارعى القطن وجمعية لمزارعى الأرز وكذلك الخضروات أسوة بمزارعى القصب والبنجر والبطاطس. وإعادة الدورة الزراعية فورا وانشاء صندوق دعم المحاصيل الاستراتيجية وتفعيل مشروع صندوق التأمين على الماشية والسعى للتأمين الاجتماعى للفلاحين. واعادة الإرشاد الزراعى بواسطة الباحثين الزراعيين. الف مبروك ووفقكم الله يامعالى الوزير قبل الفجر مايدن.

  4. ولما لا ؟؟؟

    كل ما طرحته من أفكار تحتاج إلى جهد رجل فاهم ، وها أنت فاهم من أين تبدا ضربة البداية…..تحياتى على هذا الحلم الحقيقى …… وهذه هى الإمباثية العالية…تحياتى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى