تقارير

أثر الاحتياجات الحرارية المتراكمة على دودة ورق القطن

كتب: د.محمد علي بناءاً على أحدث حسابات برامج التنبؤ بانتشار الآفات الحشرية على محصول القطن والمحاصيل الصيفية الاخرى بتاريخ 6 مايو 2019، يتوقع ظهور مبكر للجيل الاول من دودة ورق القطن على كل من البرسيم والقطن والمحاصيل الحقلية (الذرة – فول الصويا – عباد الشمس – فول الصويا -البامية ..الخ) ومحاصيل الخضر الصيفية (الطماطم – الخيار – البطيخ … الخ) والنباتات الطبية العطرية (الريحان – البردقوش – العتتر – النعناع … الخ).

والخريطة المرفقة توضح زيادة في الاحتياجات الحرارية المتراكمة للحشرات (خصوصاً دودة ورق القطن) على كثير من مناطق الزراعة في مصر.

بخصوص دودة ورق القطن توضح الخريطة المرفقة زيادة فى الاحتياجات الحرارية فى محافظات مصر الوسطى (المنيا – بني سويف – الفيوم) ومحافظات شرق الدلتا (الشرقية – الدقهلية – الاسماعيلية)، مما تعد مناطق “ساخنة” للظهور الاول لجيل ورق القطن الاول.

كما يتوقع ان تسبب الظروف المناخية المناسبة إلى التبكير فى ظهور الجيل “الثاني” لـدودة ورق قطن (بحوالى 20 -30 يوم من التوقيت المعتاد. حيث تميزت الفترة الانتقالية الحالية ما بين المواسم المناخية (نهاية ابريل وحتى منتصف مايو وامتداداً لاواخر مايو 2019 ) بوجود تذبذبات Fluctuations (احيانا حادة) فى درجات الحرارة اليومية (او ما بين العظمى والصغرى) والتى تناسب (جداً) زيادة تعداد كثير من الآفات الحشرية (خصوصا حرشفيات الاجنحة مثل ديدان الاوراق وديدان اللوز وديدان الثمار لمعظم الخضر).

الاحتياجات الحرارية المتراكمة

الوحدات الحرارية عبارة عن تداخل درجة الحرارة مع الزمن لتقدير تطور الكائن الحي من طور إلى الآخر فى دورة حياته. قياس تلك الكميات من الحرارة يعرف بالوقت الفسيولوجي physiological time”“ الشائع والمتعارف عليه أن الوقت الفسيولوجي يعرف “بالوحدات الحرارية (degree-days (°D اليومية”.

وقد قال يوفارفUvarov 1931 …فى كتابة الضخم الحشرات والمناخ: “من الممكن أن تتخيل حشرة ليس لها أعداء طبيعية وليست فى حالة تنافس إلا انه من المنافي للعقل أن تجد حشرة تعيش فى الظروف الطبيعية ولا تتأثر بالظروف الجوية”.

ورغم ذلك نجد أن العديد من أخصائي الحشرات لا يعطوا هذه النقطة أهمية كافية ويستمروا فى أبحاثهم فى دراسة حياة الحشرات كمتأثرة جزئياً فقط بالعوامل الجوية أو يهملوا هذه العوامل كلية وهذا هو السبب فى التقدم البطيء الممكن إدراكه فى فهم المشكلة الكبرى فى التوازن الطبيعي.

فوائد حسابات الاحتياجات الحرارية المتراكمة

1ـ مساعدة الزارعين والمتخصصين فى سرعة ظهور النتائج البيولوجية للآفة محل الدراسة او المعاملة وذلك لاجراء أفضل طريقة مكافحة ممكنة بالاضافة لاتخاذ القرار فى أسرع وقت.

2ـ تقليل التداخل بين العمليات الزراعية المختلفة مثل الري وتطبيق المكافحة الكيماوية.

3ـ تحديد متي يتم أخذ عينات متابعة الآفات من جانب المتخصصين.

دودة ورق القطن

دودة ورق القطن أو دودة ورق القطن الأفريقية أو سبودوبترا ليتوراليس (الاسم العلمي: Spodoptera littoralis) هي فراشة من عائلة Noctuidae طول جسمها ما بين 14-18 ملم وأجنحتها 27-38 ملم.

تضع الأنثى 1000 بيضة في عدة مراحل. في كل مرحلة تضع ما بين ثلاثين إلى بضعة مئات من البيض. يتم وضعها على كل أجزاء النباتات. يكون البيض متجمعا في “لطعة” مكسورة بشعيرات بلون بني مائل إلى الأصفر، هذه الشعيرات تتساقط من طرف جسم الأنثى.

تتفاوت مدة تطور البيض: في الصيف 2-3 أيام منذ وضعها وحتى فقس البيض، في الخريف 3-6 أيام وفي الشتاء 10-18 يوما. دودة ورق القطن لها مدى عوائل واسع أي ليس لديها عائلة نباتية مفضلة، يمكنها التغذي على أكثر من 40 عائلة نباتية. تضع البيض على مختلف المزروعات الحقلية مثل البروكولي، الملفوف والخس، مختلف الخضروات والنباتات وحتى الأعشاب.

لليرقة 6 درجات من التطور حتى الدرجة الثالثة فإنهم حساسون للحر والجفاف، ويحيون في مجموعات. بعد المرحلة الثالثة فإن اليرقات تحيا وحيدة في الجانب الأسفل من الورقة. تستمر فترة اليرقة في الصيف 12-18 يوما، في الخريف والربيع 20-30 يوما وفي الشتاء 70-85 يوما.

تقوم اليرقة بالتشرنق داخل الأرض. لون العذراء بني أحمر وطوله 18-22 سم. مدة العذراء في الصيف 5-10 أيام، في الخريف والربيع 14-19 يوما وفي الشتاء 21-31 يوما.

بعد الخروج من الشرنقة، يتزاوج البالغون. تضع الأنثى البيض بعد بضعة ساعات إلى يومين بعد التزاوج. حياة البالغون قصيرة جدا في الصيف يومين حتى أسبوع.

أجيال الحشرة

عدد أجيال الحشرة 7 أجيال / سنة والحشرة ليس لها بيات شتوي، تعطى الحشرة ثلاثة أجيال على القطن وأربعة أجيال على باقي المحاصيل وهى البرسيم، الخضر، أشجار الفاكهة والزينة.

ـ يبدأ الجيل الأول على القطن فى: ابريل ومايو حيث يكون عمر نبات القطن شهر إلى شهر ونصف تقريباً.

ـ الجيل الثاني على القطن فى مايو ويونيو وأوائل يوليو.

ـ الجيل الثالث على القطن ويبدأ فى يوليو ، أغسطس وسبتمبر وبعد إزالة القطن تطير الفراشات لوضع البيض على البرسيم والخضر فتبدأ كما يلي: الجيل الأول على البرسيم فى أكتوبر ونوفمبر – الجيل الثاني فى اخر نوفمبر – ديسمبر ويناير وفبراير.

وهناك مجموعة القوانين التي تصدرها وزارة الزراعة وبعض القرارات المنظمة للاحتياطات الواجب إتباعها والتي يعاقب عليها القانون إذا لم تطبق فى مجال مكافحة الآفة ومن اهم هذه القوانين القانون رقم 935 لسنة 1955 والذي ينص على:

ـ عمل فرق الجمع اليدوي لكتل البيض واليرقات حديثة الفقس بعمل جماعي لكل مزارعي القطن ويشرف عليها الجمعيات الزراعية فيما يعرف بالنقاوة اليدوية للبيض والفقس الحديث.
ـ منع رى البرسيم المسقاوى منعاً باتاً وذلك فى أماكن تحددها وزارة الزراعة اعتباراً من النصف الاول من مايو وتغريم كل من يقوم برى البرسيم بعد هذا التاريخ.
ـ اتباع دورة زراعية للقطن بحيث لا يزرع فى وسط محاصيل أخرى حتى يسهل مكافحته.

المكافحة

1- عند الزراعة بجوار برسيم يوضع جير حى على الجسور (البتون) الفاصلة أو ملء قنوات الرى ووضع كيروسين بها.

2- استخدام مصايد الفرمون أو المصايد الضوئية لخفض التعداد.

3- عند بدء ظهور فقس حديث أو يرقات يمكن الرش باحد المركبات التالية:
– المركب الحيوى دايبل 2× بمعدل 200 جم / فدان.
– المركب الحيوى ايكوتيك بيو 10% مسحوق بمعدل 300 جم / فدان.
– إذا لم تتوفر البدائل السابقة يمكن الرش بمبيد لانيت 90% بمعدل 300 جم / فدان أو السيستين او دفلوكس 48%بمعدل 130 سم للفدان.

إجراءات إدارية وحكومية

– الاهتمام بتنشيط استخدام المصائد الضوئية المنتشرة بالمراكز المختلفة والتأكيد علي دقة البيانات الواردة منها لاستخدامها في التنبؤ بحالة الإصابة للآفات المختلفة (دودة ورق القطن – ديدان اللوز) من خلال تحديد مواعيد أجيالها ، وهذه العملية تساعد كثيراً في ترشيد استخدام المبيدات.

– يتم نشر شبكة من المصائد الجنسية المائية بمعدل 2 مصيدة / تجميعة في جميع عوائل هذه الآفة علي مدار العام، علي أن تستمر هذه المصائد في مساحات البرسيم حتى بعد طفي الشراقي لمدة عشرة أيام ، كذلك وضع المصائد في الجهة البحرية والغربية في زراعات القطن بمعدل 2 مصيدة / وحدة فحص مع مراعاة شروط المصيدة الجيدة وتوقيت تغيير الكبسولة لكل 15 يوماً وتوفير مستلزمات المصائد من الحوامل الخشبية والصابون والسلك .
– التشديد علي منع ري البرسيم بعد 10 مايو تنفيذاً لأحكام قانون الزراعة.

– التشديد علي اتمام عملية إضافة السولار بمعدل 30 لتر للفدان إلي ماء الرية الأخيرة بالبرسيم قبل 10 مايو وعلي أن تكون الإضافة لكل مزارع علي حده.

– التركيز والاهتمام باستخراج فرق الكشافة (10 أفراد) للطع دودة ورق القطن في أحد الحالات الآتية:

*عند اصطياد عدد (50) فراشة من فراشات دودة ورق القطن في 3 أيام متتالية بمصائد الفرمونات.

*وجود لطعة واحدة في مساحة الفحص.

وفي حالة وصول متوسط تعداد اللطع إلي 100 لطعة / فدان في الأراضي المروية أو 50 لطعة / فدان في الأرض الشراقي تستكمل فرق النقاوة بما يفي تغطية المساحة الواجب نقاوتها.

وبالنسبة للأراضي المروية نظراً لعدم انتظام الري الكامل مساحات الوحدة بما يترتب عليه عدم إمكانية تشغيل الأنفار بهذه المساحات أثناء عمل الفرقة بالحرف فالأمر يستدعي قيام مرشد الحوض بتحديد أسماء زراع هذه المساحات وتاريخ الري وإثبات ذلك في نوته المرشد، حتي يمكن تشغيل عدد من الأنفار يتناسب مع المساحة المروية المراد نقاوتها دون الارتباط بميعاد نقاوة الحرف تجنباً لحدوث فقس بها.

في حالة حدوث فقس حديث لـدودة ورق القطن يلزم العلاج باستخدام الأجرين أو أحد مانعات الانسلاخ في المساحة المصابة فقط وهذا يتطلب التركيز علي الاكتشاف المبكر للإصابة. ويتم إضافة السولار إلي ماء الري في المساحات التي يزداد بها تعداد اللطع أو يحدث بها فقس، وكذلك عقب أي علاجات تتم للفقس.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى