رأى

مقال لـ«وزير الزراعة» الأسبق.. بنك الطعام المصري

بقلم: أ.د/صلاح يوسف

وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق

ما يقوم به البنك عمل رائع.. أن نوفر طعام لمن لا يملك قوت يومه.. وهذا عمل خير تأثيره محدود للأسف رغم نبله..
الحل.. دراسة أسباب لماذا هناك محتاج لتوفير الطعام له، وحل أو معالجة هذه الاسباب.

وأعتقد توفير فرص عمل مناسبة كريمة هو الحل المناسب.

نفس الكلام ينطبق على إعلانات التبرعات لإنشاء المستشفيات وغيرها من الأعمال الخيرية التى تزاد فى رمضان وكأن الصدقات هى العبادة الوحيدة فى هذا الشهر أما بقية العبادات فمزعجة ولا داعى منها.

بالتأكيد أنا مع من يدعو للتبرع لإنشاء عمل يفيد المجتمع خاصة إذا ما كان باليد حيلة.. ولكن الحقيقة نحن نعانى التسول بأساليب مختلفة من أناس بسيطة ممزقة الملايس فى الشوارع إلى أناس يرتدون البدل الفخمة وعلى المكاتب.

لدينا زكاة المال وهى تكفى لإعالة المسلمين.. ولكن كيف تكفى 2,5٪ ما لا يكفيه ضرائب قدرها عشر مرات أو يزيد.. إنها البركة من الله.. ولكن حينما نسقط بركة الله من حساباتنا نسقط معها.. مهما فعلنا.

حتى زكاة المال أصبحنا جميعا نبحث عن فتوى لتصريفها فى مناحى مختلفة، وعذرنا المقبول أن الطموح كثير وما باليد من حيلة.. وكلنا نعانى من ذلك، وكلنا نحاول رفع الأعباء عن كاهل ميزانية الدولة.. كنا كذلك ومن بعدنا وربما من قبلنا كان كذلك، ولكن هذه مجهودات فردية، ولابد من العمل القومى لتحقيق أهداف ومصالح قومية.

المعادلات كلها صعبة.. كيف تبنى دولة بالاعتماد على الذات وبدون قروض أو ديون خارجية وبدون زيادة الأعباء على المواطن المطحون.. من أين تأتى الدولة بكل هذه الأموال التى تحل هذه المعادلة المستحيلة شكلا؟

تكاتف المجتمع معا فى إطار إعلاء الوطن فوق كل شئ ماعدا الدين طبعا، حيث الدين هو البيئة الأخلاقية التى تمنع الناس الفساد أمام العيون وبعيدا عنها، بخلاف القوانين التى كثيرا ما تزيد مساحة الفساد بدلا من أن تحاربه مهما عملت.

إذن المطلوب تعاون + قيم

كيف سيتحقق هذا والتشتيت والتفريق دائم وهدم القيم أو محاولة هدمها مستمر؟

أى نظرية اقتصادية مهما عظمت لن تحقق نجاح فى ظل وجود فساد، والفساد يرعى فى غياب الشفافية والقيم، والشفافية تغيب حينما يكون هناك مراعاة للمصالح الخاصة ولمنع تعرض الفساد الخاص للفضيحة أو للعلن.

هى إذن دائرة مفرغة لا مخرج منها.

لا
إذا نظرنا إلى هذه الدائرة على المستوى العام فهى مؤرقة جدا وتكاد تكون بلا حلول.. ولكن لسنا جميعا مسؤولين عن الحل على المستوى العام.. نحن فقط نحل ما تحت أيدينا أو ما يمكن أن يكون حله بمقدورنا، أما ما هو خارج إطار الفرد فهو تدبير الله وحكمته.. نعمل ما علينا ونحاسب فقط على أعمالنا.

وبالتالى الدائرة يمكن حلها على المستوى الفردى إذا ما قرر كل فرد أن يؤدى ما عليه من واجبات تجاه البلد بغض النظر عن أى شئ مثل انتشار الفساد أو الكذب أو الاستغلال أو حتى منظومة الحكم بأكملها.. كل فرد يؤدى دوره فقط مهما كان نافيا أو ناكرا أو منزعجا من كل ما حوله.. فحتى إذا لم ينجو المجتمع حولك فيكفى أنك تنجو بإخلاصك لعملك وللمجتمع الذى تعيش فيه.

أما بخصوص التمويل.. فالحكمة تقتضى عدم تحمل الفرد ولا المجتمع ما لا يطيق، خاصة أن الدين مذلة بالنهار وهم بالليل لمن عنده دم.

أما المسؤولون.. فهم مسؤولون.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. فعلا كلام معالي الوزير هو عين صواب مافائدة ان تطعمني وجبة او يوم او تلاتة او اكثر او اقل يجب أن نؤمن سبل العيش طوال العام ونزيل اسباب الفاقه والحاجه
    كيف أكون منتجا غير محتاج تلك هي المسألة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى