رأى

مقال لـ”وزير الزراعة الأسبق”.. الشغل هو أكسير الحياة واللياقة الذهنية والبدنية والنفسية

بقلم: أ.د.صلاح يوسف

وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق

العمل هو سعى للرزق لا محالة، ولكن له أدوار أخرى كثير غاية فى الأهمية.. منها:

عمارة الكون: وعمارة الكون ليست بالانتشار على سطح الأرض وسكناها، وإنما بعمارتها بالأنشطة المعينة على الحياة والميسرة للناس حياتهم ونشر الخير بين الناس وفتح أبواب الرزق لك وللآخرين، ولذلك لو كان المال هو الهدف الأساسي من العمل والسعى فى الارض فتتاح الفرصة لعدم العمل إذا توفر ما يكفي الإنسان من مال، ولكن المال هو أقل أهداف العمل رغم أنه أولها.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

ما يأتيك من مال هو رزق لك ولمن تعول ولمن تنفق ولمن تتصدق، وما يأتينا من مال هو رزق من الله نناله عن جدارة بالسعى ولكن استحقاقه هو رحمة رب العالمين بنا والذى كفل الرزق للجميع، وهناك من يقول أن قلة الرزق من الله ولابد أن نصبر عليها.

هذا الكلام سطحى جدا خاصة إذا تعمد أحد من الناس أو بعضهم أن يغلق أبواب الرزق امامك، أو يسلبك ما رزقك الله بشكل أو بآخر، ويهبرون من المسؤولية ويلبسون عليك أسباب الحياة.

اللياقة الذهنية واللياقة البدنية: وهنا حتى فى حالة عدم الحاجة إلى المال، فالعمل مهم للحركة والنشاط والتفاعل مع مكونات العمل من ارض وماء وهواء وشمس وسحاب وأمطار وبيئة كاملة باختلاف طقسها وديناميكيته.

اللياقة الذهنية تقل إذا ما سكن المرؤ، ولكن طبعا من الممكن إن يسكن الإنسان فى حركته ولكن تظل قراءته وكتاباته دافعا للحفاظ على اللياقة الذهنية، ولذلك اعتقد إنه عامة من أهم أهداف الحرص على العمل هو الحفاظ على اللياقة البدنية والذهنية، والحفاظ على السلامة النفسية.

بالنسبة للرجال فإن العمل يعنى الرجولة والإنسانية والمسؤولية وقضاء واجبات هذه المفاهيم يوفر السلامة النفسية والتوافق مع معايير الحياة السليمة النشطة الفعالة، وينطبق هذا أيضا على المرأة سواء اتفقت مع الرجل فى أنواع العمل والواجبات أو اختلفت.

العمل متعة فى حد ذاته بالنسبة لكثير من فئات المجتمع، هذه الفئات تتميز بأن العمل يوفر لها دائما الجديد، والجديد دائما ممتع.

هذا يعنى انه إذا كان المجتمع ككل فى حاجة كبيرة إلى عمل كل أعضائه أو أفراده، فالإنسان نفسه او على الاقل الرجل فى حاجة ماسة إلى أن يعمل.

إلى متى يجب أن يعمل الإنسان؟

حتى يقضى نحبه، ليس فقط لمتطلبات الحياة السليمة التى تناولناها، ولكن أيضا لأن الدنيا دار جد واجتهاد وتعب ومشقة وليس فيها راحة حتى نصل إلى دار الراحة الآخرة.

هل هذا له علاقة بتردى الاوضاع الاقتصادية في المجتمع؟

يقينا نعم.. فتوفير فرص البطالة والحد من قدرات العاملين وبخس حقهم يؤدى الى عدم توفير فرص العمل وتقليل قدرات الناس إن لم يكن تثبيطها تماما وحدوث قصور فى النشاط الاقتصادى بشكل جبري، وللأسف من يقوضون ظروف العمل والبيئة السليمة له هم أنفسهم من يطالبون الناس بالعمل.

بالرغم من كل هذا.. لا يجب أن يتنصل أحد من بعده عن العمل والجد والاجتهاد، فلو العالم كله وقف ضدك لابد أن تعمل لأن فى العمل حياتك حتى لو أرادوا لك الموت.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى