عربى

لماذا انتشرت الحلوى الاسكتلندية في متاجر العراق؟

BBC لاحظ صانع حلوى اسكتلندي رواج نوعين من حلوياته هما التوفي والفدج (وهي حلوى غربية لينة يغلب على مكوناتها السكر وزبدة الحليب) في أسواق العراق، فما سبب تلك الشعبية المتنامية لهذه الحلوى؟

أسرع أصحاب متاجر في شمال العراق لملء رفوف محالهم بـالحلويات مع اقتراب عطلة عيد الأضحى، فعملهم يزدهر في هذه الفترة من السنة.

ففي إقليم كردستان شمالي العراق، كما هي الحال في باقي المناطق، تستمر الاحتفالات أربعة أيام، وللحلويات مكانتها المحفوظة دائما.

ولهذا الاحتفال وقع جيد لدى فرهد حسيب، رجل الأعمال المقيم في السليمانية، والذي يبيع الحلويات لمتاجر التجزئة في أربيل ودهوك، فضلاً عن غيرهما من البلدات والمدن الأخرى في الإقليم.

يقول حسيب: “من عاداتنا أن يشتري الجميع حلويات لنقدمها للضيوف. والتوفي خيار شائع جدًا بين الأكراد خاصة في شهر رمضان والعيد”.

وتستمتع عائلات في جميع أنحاء كردستان العراق بتناول الحلويات التي صنعت في اسكتلندا أي على بعد 2,600ميل.

ويعتبر مصنع حلويات غولدين كاسكيت، ومقره غريينوك (شمال غربي غلاسكو)، أحد الموردين الرئيسيين لحسيب، وقد يكون منتج “مليونز” هو الأشهر من بين حلوياته في المملكة المتحدة.

وبدأ حسيب علاقته مع الشركة الاسكتلندية لأول مرة قبل سنوات عدة مضت عندما زار معرضا تجاريا للحلويات، ومن يومها وطلبه يتزايد على حلوى الفدج “الحلال” (المصنوعة من مكونات خالية من الكحوليات ومنتجات الخنزير)، وإكلير الشوكولا وأنواع متنوعة من التوفي.

وأصبح العراق الآن ثالث أكبر سوق لمنتجات شركة غولدن كاسكيت بعد أمريكا وإيرلندا.

وتنتج الشركة، التي تملكها وتديرها عائلة واحدة، أسبوعيا حوالي 70 طنا من التوفي وحلوى الفدج والشوكولاتة واللبان.

وأرسلت هذا العام أكثر من 60 طناً من قطع الحلوى ذات النكهات المختلفة (Buchanan’s) إلى المنطقة.

فما سر نجاح تجارة التوفي الاسكتلندي في كردستان العراق؟

يقول حسيب: “في ثقافتنا، تحظى الإكلير والتوفي بالزبدة بشعبية كبيرة. نشتريها من بلجيكا وبولندا، ولكن هذه الحلوى الاسكتلندية هي الأفضل. وتتزايد مبيعاتها كل عام”.

ويتوقع حسيب، الذي تستورد شركته آراك غاردن (Arak Garden) أكثر من 200 طن من التوفي والشوكولاتة سنويا، أن يطلب بضاعة جديدة من غولدن كاسكيت هذا العام.

وتجري الشركة الاسكتلندية عدة تعديلات لتتمكن من تلبية احتياجات السوق العراقية المتنامية، فمثلا ركبت آلات جديدة لزيادة طاقتها الإنتاجية من الشوكولاتة، كما اهتمت الشركة بشكل كبير بتغليف منتجاتها للسوق العراقية.

ويوضح مدير المبيعات ستيوارت راي أن “كل علبة توفي وكل قطعة حلوى يجب أن تغلف بالذهب؛ فالذهب علامة الجودة، ويجب أن تكون من صنع المملكة المتحدة”.

ويضيف: “هذه هي الأشياء الراقية في السوق الكردي في العراق“.

ويرى المدير العام لغولدن كاسكيت، كروفورد راي، وهو أيضا رئيس مجلس إدارة نادي كرة قدم، أن العراق والمنطقة المحيطة به “فرصة عظيمة” لمبيعاتهم.

ويقول: “عرضنا منتجاتنا في دبي لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني؛ السوق هناك ناشئة ونريد اقتحامها، والتصدير هو بالتأكيد وسيلة مهمة لنمونا”.

لكن شركة جولدن كاسكيت ليست الشركة الأسكتلندية الوحيدة التي تتنتج أغذية ومشروبات وتعتبر العراق سوقاً مربحة لها.

ففي وقت سابق من هذا العام، أرسلت شركة تاننوك (Tunnock)، والتي تصدر إلى الشرق الأوسط منذ أكثر من 50 عامًا، أول شحنة من حلويات الكراميل إلى البلاد.

وقال مدير المبيعات فيرجوس لودون: “العراق سوق جديد نسبيا لشركة تاننوك. وكان الاستقبال الأولي إيجابيا للغاية كما أن موزعنا جاهز للطلب التالي”.

ويضيف: “من الواضح أنها سوق ناشئة، لكننا نأمل أن يحظى بسكويت تاننوك بشعبية كبيرة في العراق في يوم ما كما هي الحال في بلدان أخرى من الشرق الأوسط”.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى