تقارير

زراعة الزيتون المكثف في الأراضي الجديدة

كتب: د.محمد علي فهيم كثر الكلام حول موضوع الزيتون المكثف، وما زال يتخوف البعض من زراعة الزيتون المكثف في مصر كنوع من الاستثمار الزراعي في الأراضي الجديدة من حيث:

ـ المخاوف من زيادة التكاليف للمستلزمات والميكنة والمعاصر والعبوات والتعبئة وخلافة في ظل سوق عالمي متقلب ومنافسة قوية من الدول المتصدرة وانخفاض الوعي الاستهلاكي للسوق المحلي.

ـ المخاوف من انتقال بعض الأمراض الخطيرة في شتلات الزيتون المستوردة مثل بكتيريا زيللا بالتحديد وخاصة في ظل قلة وجود مشاتل محلية معتمدة خاصة لصنفي اربيكانا Arbequina واربوسانا Arbosana.. بالإضافة الي التأثير علي أداء المشاتل المحلية.

ـ المخاوف من جودة الزيت المنتج من الزراعة المحلية لاصناف الزيتون المكثف الأجنبية خاصة الحساسية للأكسدة وعدم ثباتة خلال عملية التخزين بسبب انخفاض محتوى الزيت من الفينولات وانخفاض نسبة حمض الاوليك وارتفاع نسبة الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة.

ولكن:
ـ رد البعض ان الاصناف المكثفة موجوده بالفعل فى مصر منذ عشرات السنين وتعمل بصوره ممتازه لانها بالاساس هى اصناف زراعات تقليدية والصنف الثالث غير المتوفر بكثره هو صنف يشبه فى احتياجاته معظم الاصناف الاسبانية التى تزرع فى مصر واثبتت كفاءة عالية الا انه يتفوق فى خواصه الحسية والكيماوية العالية ونسبة العقد

ـ موضوع عدم الثبات وقلة محتوى الفينولات متعلق بصنف واحد فقط يمكن العمل على تقليل حدة موضوع الاكسدة وعدم الثبات بعدة معاملات سواء بالحقل او بعد الحصاد وكذلك المواصفات الحسيه والكيماويه فى هذا الصنف لها عده طرق للمعالجة سواء بعد الحصاد او عند التخزين نظرا لعدم توفر بعض المتطلبات البيئية للصنف قبل الحصاد فى منطقتنا العربيه قبل الحصاد.

ـ أما بخصوص التكلفة “العالية”، نعم بالفعل الزراعة المكثفة مكلفة فى البداية ولكن تعمل على استراد راس المال فى خلال السنة الثالثة والرابعة على العكس من الزراعة التقليدية المتوقع استراد راس المال فى السنة السادسة.

إن موضوع التكاليف ليس هو المشكلة حيث أنه لا زراعة بدون تكاليف المهم هو التقنين وحسن الإدارة وطبعا سوق الزيت العالمي ضامن لاسترداد التكاليف وكذلك تحسين جودة الزيت المنتج.

المشكلتين الحقيقيين هما:
1) اجراءات الحجر الزراعي في منع انتقال المرض أو حتى الحشرة، حيث أن تقارير انتشار المرض في كثير من الدول المنتجة لمشاتل الزيتون المكثف تثير القلق، بالإضافة إلى سوابق “غير طيبة” في انتقال بعض الآفات والأمراض “عابرة” الحدود trans-bondery pests أو حتي الغازية invasive pests للبيئة الزراعية المصرية مثل سوسة النخيل والتوتا ابسلوتا واخيرا دودة الحشد.

2) المشكلة الثانية وهي المناخ واخص هنا تكرارات توابع ظاهرة النينو الصيفية حيث متوقع أن تتكرر كثيرا خلال السنوات القادمة واهم مظاهرها الصيف المبكر شديد الحرارة والتقلبات العنيفة في الربيع والمقصود الخماسين الممتدة الساخنة وتأثيرهما المدمر علي الأصناف الأجنبية بالتحديد، حيث متوقع تكرار ما حدث في 2018 وموسم 2019 كثيرا حتي ولو كانت ساعات البرودة في المتناول، وهذا سيقلص كثيرا اختيار المناطق الصالحة للزراعة المكثفة فوق خط عرض 27 ْش، يعني مناطق مثل غرب غرب المنيا أو حتي الفرافرة والواحات البحرية قد تكون غير مناسبة.

والمناخ في مصر متغير بوتيرة أسرع من المتوقع – كما ان سيادة مناخات “محلية” شديدة التباين – هو أمر غريب ومكنش معمول “حسابه” … لما الناس بدأت في إنشاء مزارعها وخاصة الاشجار، والزيتون هو الشجرة الوحيدة التى لها دورات نمو معقدة ومتراكبة ومتشابكة (دورة نمو ربيعية .. صيفية .. خريفية .. سكون ظاهري شتوي .. استيفاء برودة .. كسر طور السكون .. بداية موسم نمو … انبثاق براعم زهرية خضرية زهرية .. تلقيح . اخصاب .. عقد .. الخ)، ورغم أنه من أشجار المناطق شبه الجافة (ظاهريا)، إلا أن مقتله في المناخ وليس التغذية أو أو عامل آخر.

** يعني تقدير وحساب استيفاء ساعات أو وحدات البرودة “المتصلة” وعلاقتها ببداية التكشف.
** برودة أواخر الخريف والشتاء وعلاقتها بكمية الكربوهيدرات المخزنة واللازمة للتكشف.
** الصقيع ودرجات التجمد وعلاقته بالبادءات المرستيمية وحساب نسبة الضرر.
… وهكذا ….

الإجراءات المطلوبة لفك الاشتباك هي:
1. عمل الخريطة المناخية الزراعية لاحتياجات أصناف الزيتون المكثف المناخية فى المناطق الزراعية المقترحة قبل البدأ فى اختيار هذه المناطق، من حيث توفر الاحتياجات المتصلة من البرودة (فى المستوى الآمن)، وحسابات الحدود المناخية الحرجة للعوامل المؤثرة على نمو وانتاجية شجرة الزيتون وعلى الآفات والامراض الهامة المتواجدة والمتوقعة … الخ.

2. اعتماد نظام حجر زراعي فعال وتقوية وتحسين نظام الكشف والتشخيص (أشخاص واجهزه ومعدات).

3. البحث عن سمات المقاومة في جرموبلازما الزيتون وتعتبر واحدة عن المجالات الواعده للبحث التي ستؤدي الي استراتيجية متوسطة المدي للسيطرة علي X. fastidiosa في جنوب إيطاليا. وتقييد حركه البكتريا في النباتات المضيفة لاحتواء تأثير العدوي وإمكانية القضاء علي البكتريا بالتجميد.

4. تقوية وتدعيم دور البحث العلمى “الغائب” فى اكثار هذه الاصناف محلياً وتحسين خواصها من ناحية نسبة الزيت والمواصفات وكذلك ملائمتها للزراعة المكثفة، حيث ان الزراعة المكثفة ابحاثها بدأت فى سنة 1990 باختيار ثلاث اصناف خاصه بـالزراعه التقليدية لديهم الان اكثر من 14 صنف تستخدم فى الزراعات المكثفة.

الخلاصة: على مستوى المستثمر وقبل التفكير فى بداية “نشاط” زراعي متوسط او كبير الحجم فى اى منطقة فى مصر (او حتى الدول العربية)، لابد من دراسة فيما يسمى “بالجدوى المناخية الشاملة”، وهو ما يعني باختصار دراسة التاريخ المناخي للمنطقة وتحسب مدى الحيود عن “التاريخ” وكيفية اعداد “مصفوفة” التقاطعات (مناخ – محصول) .. على الزيتون.

والمطلوب انك تحسب وتقدر قيمة المؤشرات المناخية وتضربها في مؤشرات المحصول وتحسب تراكماتها … ولما تعدي نسبة معينة تقدر تقول إن هذه المنطقة صالحة لاقامة مزارع الزيتون أو ان الموسم سيمر بسلام أو تحتاج لتدخل “نوعي” … وهكذا …

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى