رأى

الدور الوطني للفلاح المصري.. مقال للمستشار الإعلامي لوزارة الزراعة

بقلم: أحمد إبراهيم

إذاعي وكاتب صحفي – المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة 

الفلاح المصرى يستحق كل الاحترام والتقدير، وبدونه لا تستمر الحياة، لأنه يُنتج الغذاء، ولذلك هو الشخص الأهم فى المجتمع، ولابد أن يدرك الجميع ذلك، وصدق الرئيس الراحل أنور السادات حينما قال إن العنصر الراقى أو الأرستقراطى فى هذا البلد هو الفلاح، لأنه «صانع الحياة»، لأنه أصل مصر: «هو أصل العامل، هو أصل المثقف، هو أصل الجندى، وأصل الحياة.. هو العنصر الراقى الأرستقراطى، وليس الباشوات».

كما أن الرئيس السيسى، وبمناسبة عيد الفلاح العام الماضى، قال إن مصر الأهرامات، ومصر قناة السويس، ومصر السد العالى، كلها مدينة لجهد وعرق وعبقرية ملايين الفلاحين على مر الدهور.

اقرأ المزيد: الفلاح المصري من شخصيات عام 2019

الفلاح مساند دائماً لوطنه وقت المحن والشدائد، وآخرها جائحة كورونا، حيث عاش العالم أياماً مرعبة، خوفاً من حدوث أزمات غذائية، والدول أغلقت أبوابها على نفسها، وفرضت الحظر على جميع المواطنين للجلوس فى منازلهم، إلا الفلاحين الذين كانوا يعملون ويذهبون إلى حقلهم ويتحدّون وباء كورونا القاتل لإنتاج غذاء الشعب كله. ومصر كانت من الدول القلائل التى لم تشهد أى أزمة فى الغذاء أو ارتفاع أسعاره، بالعكس حدث انخفاض كبير فى أسعار السلع الزراعية، للدرجة التى كبّدت الفلاح خسائر فادحة تحمّلها حباً فى بلده.

اقرأ المزيد: فيديو.. بالشعر هموم الفلاح المصري

وحالياً تتجه الأنظار كلها إلى الفلاح بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وسط مخاوف كبيرة من تأثيرها على الأمن الغذائى العالمى.

‏والأمانة تقتضى القول إن الزراعة حالياً فى بؤرة اهتمام الدولة، وهناك مشروعات زراعية ضخمة يجرى تنفيذها حالياً تتكلف أموالاً طائلة، وكذلك تطوير الرى بقروض دون فائدة، بالإضافة إلى مبادرة القرن «حياة كريمة»، التى أطلقها الرئيس السيسى بتكلفة تتجاوز 700 مليار جنيه، وتستهدف تطوير الريف المصرى وتحسين مستوى معيشة سكانه فلاحى مصر.

‏ولأننى فلاح وأفتخر بذلك، فإننى سعيد بما يشهده قطاع الزراعة، فهو يومياً على طاولة اجتماعات رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء، ‏وهذا يشجّعنى على طرح مشكلات الفلاح وحلولها، وأثق أنها سوف تلقى استجابة الرئيس.

‏نظراً لتفتّت الحيازة مع الزيادة السكانية، أصبح نصيب الفلاح ضئيلاً جداً مع عدم وجود وظائف حكومية وانعدام السفر إلى الخارج، فقد ارتفعت البطالة بين أبناء الفلاحين ومعظمهم حالياً عمالة غير منتظمة، أو سائقو تكاتك، أو على المقاهى، والحل يكون فى إطار مبادرة «حياة كريمة» بتخصيص أراضٍ بالقرى للتصنيع الزراعى والاستفادة من الخامات المحلية وكذلك السماح بإقامة مزارع للمواشى والدواجن والأسماك فى الريف، وهذا يحقّق لنا فوائد كثيرة، منها القضاء على البطالة والجريمة وتقليل الفاقد والهدر وتخفيض الأسعار وإنتاج السلع الاستراتيجية للسوق المحلية والتصدير.

‏المشكلة الأخرى التى تواجه الفلاح هى تسويق إنتاجه، والدولة حالياً تحاول التغلب عليها من خلال الزراعة التعاقدية التى تحتاج إلى الإسراع فى تطبيقها بشراء المحاصيل قبل زراعتها لضمان سعر عادل للفلاح ومخفّض للمستهلك، بعيداً عن جشع التجار، وأيضاً دعم مستلزمات الإنتاج، لأن ارتفاع أسعارها يؤثر سلباً على الفلاح، ويتضرّر منه كل فئات الشعب، هذا بالإضافة إلى خروج نقابتهم للنور مع التأمين الصحى والمعاش، وفى هذا رد الجميل للفلاحين، وسداد لجزء من ديونهم وضمان لاستمرارهم فى الإنتاج وحرصهم على الأراضى الزراعية وعدم التعدى عليها لأنها سوف تكون مصدر دخل ثابت ومضمون ومربح لهم.

‏صحيح أن وزير الزراعة هو محامى الفلاح، ولكن الحلول ليست كلها لديه، بل تشترك فيها جميع أجهزة الدولة، وحينما أتحدث عن الفلاح، فإننى أعنى كل المزارعين الصغار والكبار وكذلك أعنى منتجى الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية.

ختاماً.. وسام الاحترام للفلاح المصرى الذى يقوم بدور وطنى كبير ويقدم خدمات جليلة لوطنه ويحمله على كتفيه ويسانده فى مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

اقرأ المزيد: السيسي: “مصر قناة السويس ومصر السد العالي مدينة لجهد وعرق وعبقرية ملايين الفلاحين”

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى