تحقيقات

60 مليون شجرة زيتون لم تمنع اشتعال أسعار الزيت بالأسواق

كتب: عبدالرحمن مدحت أوضحت إحصائيات وزارة الزراعة وجود 60 مليون شجرة زيتون مزروعة على مساحة 258 ألف فدان، تنتج نحو مليون و566 ألف طن زيتون سنويا. وتصل كمية الصادرات من زيتون المائدة إلى نحو 100 ألف طن، و25 ألفا من الزيت الخام. وتأتي أجود أنواع الزيتون من محافظات مرسى مطروح، تليها الفيوم الأكثر إنتاجية، بما يمثل نحو 50% من الإنتاج المحلي و90% من الكميات التي تصدر سنويا إلى إسبانيا والبرازيل واليونان والولايات المتحدة، ورومانيا وإيطاليا والأردن والعراق والإمارات والكويت وليبيا.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

ارتفاع أسعار زيت الزيتون

لقد زادت أسعار زيت الزيتون في مصر بمعدلات تزيد على 50% هذا العام، حيث ارتفع متوسط سعر زيت الزيتون من 420 جنيها للكيلو بالشركات والمعارض الكبرى إلى ما بين 800 و900 جنيها، وذلك بسبب الحرائق التي ضربت مزارع الزيتون في غزة ولبنان.

بدائل الزيتون

المتابع للأسواق المحلية أنها تشهد تراجعا في عرض المحصول وزيت الزيتون، رغم الارتفاع الهائل في الأسعار، وبدأت الأسر المصرية تبحث عن بدائل لزيتون المائدة بحيث يكون أقل تكلفة لعمل المخللات الشعبية من الخضروات كالخيار والفلفل بأنواعه، واللفت والجزر.

تملك مصر ثروة تقدر بنحو 60 مليون شجرة زيتون، وتستهدف الوصول إلى 100 مليون شجرة خلال عامين، كان لافتا خلو الأسواق المحلية من العروض السنوية، التي تجذب ربات البيوت، في موسم الإنتاج الشتوي، الذي يبدأ عادة مع نهاية سبتمبر حتى نوفمبر من كل عام.

مشاكل الزيتون

تكمن المشكلة بوجود زيادة كبيرة في الطلب على الزيتون المصري من الأسواق العربية والدولية، التي فقدت نسبة كبيرة من وارداتها التي تأتي من فلسطين ولبنان، بسبب الحرب الإسرائيلية المشتعلة بالمنطقة، منذ أكتوبر 2023، حيث دمر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 60% من مزارع الزيتون في غزة، وأحرق الكثير من الأراضي في الضفة الغربية ولبنان والتي كانت توفر كميات كبيرة للأسواق العربية وأوروبا، بما جعل المستوردين الأوروبيين يزيدون من حجم الطلب على الزيتون المصري، ثقة في نوعيته الجيدة، وتوافر الأصناف الأكثر طلبا، خاصة لزيتون المائدة من أنواع “الشملالي” و”البيكوال” و”الكاروتينا” و”الكاروناكي”، والتي تعرف شعبيا بــ”التفاحي” و”الكالاماتا”.

فرص لأرباح أكثر من الزيتون

زيادة صادرات الزيتون في بداية موسم الجني الشتوي، مع ارتفاع تكلفة النقل والعمالة بالمزارع، أدت إلى حرص المزارعين على رفع الأسعار، وعدم التفريط في بيع المنتج بسهولة، وأغلب أصحاب المزارع المفتوحة لجأوا إلى المعاصر التقليدية، للحصول على أعلى عائد من الإنتاج، حيث ارتفع سعر كيلو زيت الزيتون من متوسط 400 جنيه العام الماضي إلى 650 جنيها، من المزارع.

إن طريقة العصر التقليدية على البارد، تحقق أعلى قيمة للمنتج من الناحية الغذائية، حيث يكون خاليا من الحموضة، مع استخراج منتجات إضافية من المخلفات، يمكن استخدامها في الأكل وعلف الحيوانات وبديل للحطب، بما يحقق أعلى قيمة غذائية واقتصادية للمزارعين.

لجأت العديد من المزارع المصرية إلى تسويق منتجاتها مباشرة للجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتوصيل السريع “دليفري”، بما حقق للمنتجين قدرات هائلة في التواصل مع المستهلكين مباشرة، الذين يحصلون على الزيت المنتج بالمعاصر الشعبية على الحجر، بنحو 670 جنيها للكيلو، بينما تعرض نفس الزجاجة بالمحلات التجارية بداية من 900 جنيه، تصل إلى 1000 جنيه بالمعارض الشهيرة في التجمعات السكنية الراقية.

حرصت شركات إيطالية ويونانية على طلب زيتون المائدة بكميات هائلة، رغم تحسن مستويات الإنتاج بالدول الأوروبية، خلال الموسم الحالي، مع تراجع موجات الجفاف التي أصابتها خلال عام 2023، أدى إلى تراجع هائل بكميات الزيتون وارتفاع الأسعار خلال الموسم الماضي.

توجه شركات إيطالية إلى استيراد زيت الزيتون من المعاصر التقليدية، بكميات هائلة، لإعادة تعبئته، وتوزيعه داخل أوروبا للاستفادة من التسهيلات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للمنتجين، وهذه الحيلة تحرم المنتج المصري من الأسعار الجديدة، واستقرار عمليات التسويق في ظل حاجة ملحة له، مع توقع تعطل إمدادات الزيتون من فلسطين ولبنان لتلك الأسواق لفترة زمنية طويلة.

زيادة الطلب على زيت الزيتون

إن زيادة الطلب على زيتون المائدة الذي ينتج في الصحراء الغربية وواحة سيوة، من أنواع الكالامتا والتفاحي والحامض، سواء في عبوات صغيرة أو كبيرة، والتي يتم إفراغها من البذرة، وحشوها بالجذر الأحمر، وتوسع زراعة الزيتون في مصر خلال السنوات الأخيرة، مع إقبال صغار المستثمرين على مشروعات الأراضي الجديدة، وعدم القدرة على صرف أموال كبيرة في تجهيز الأراضي، وتوفير مصادر مياه تكفي لزراعة الخضروات، ليظل الزيتون الخيار الأفضل اقتصاديا.

رغم قلة المصانع وصعوبة التسويق لمنتج يستمر حصاده لمدة 6 أشهر، على مدار العام، تدفع العوائد الجيدة من زراعة الزيتون التي تجري أغلبها في مناطق صحراوية بمحافظات شمال سيناء والشرقية وعلى حواف دلتا النيل ومجراها بالجنوب، إلى تضاعف مساحة زراعته بنحو ثلاث مرات، خلال العشرية الماضية.

تراجع أسعار زيت الزيتون 

ويتوقع المنتجون تراجعا عالميا في أسعار زيت الزيتون، متأثرا بعودة إسبانيا إلى توفير نحو 1,4 مليون طن من زيت الزيتون، بالتوازي مع تحسن الإنتاج في اليونان وإيطاليا وتونس، بينما سيظل محافظا على سعره المحلي بسبب تراجع قيمة الجنيه وارتفاع التكلفة واستمرار الطلب على الاستخدام الواسع لزيتون المائدة والعصر التقليدي الذي يفضل الأجانب مذاقه وخلوه من الحموضة، أسوة بمنتجات غزة التي دمرتها إسرائيل.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى