رأى

60 عاماً مضت على بدء شرب اللبن الحليب وشراؤه بنفسي

 

بقلم: أ.دصلاح يوسف

وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق

منذ 60 عاما بدأت فى شراء اللبن الحبيب الطازج بنفسي.. كنت وقتها أشترى يوميا كوب لبن كبير يسع حجمه ربع كجم لبن بقرش تعريفة، وبقرش تعريفة آخر أشترى مخروطة تملؤ طبقا سعته ربما حوالى 200 جم.. كانت هذه هى وجبة الافطار اليومية لى على مدى سنوات، ومن وقتها تقريبا لم أتوقف عن شراء اللبن الحليب الطازج بنفسى.

ثم ظهر فى الأسواق بالنسبة لى فى الستينيات لبن مصر للألبان المبستر، الذى تعاملت معه كمشروب إضافي ممتع، وكانت وقتها العبوة زجاجة تسع كيلو لبن أو ربما لترا لا اتذكر، وكان وقتها سعر الكيلو أو اللتر أيا ما كان أربعة (٤) قروش، مقارنة بالطازج الذى كنت أشتريه من قبل بسعر حوالى قرشان صاغ للكيلو أو اللتر، حيث يباع دائما بحجم معبرا عن وزن، وما كان يعنينى الطعم الذى أحبه فطعم اللبن المبستر مختلف تماما عن اللبن الطازج، طبعا العبوة المتعة من اللبن المستر كانت تستلزم تحويشا ربما أسبوعا أو يزيد لشراء واحدة ممتعة، ولن نسقط إلى مستوى مقارنة سعر اللبن الآن فى زمن الشيخوخة العامة بمقارنته وقت العصر الذهبى وقت الطفولة السعيدة.

بالرغم من طعم اللبن المبستر أو اللبن شبه المعقم المعبأ فى شركات الألبان الجميل كمشروب بارد إلا أنه لا يقارن بأى درجة بجمال ومتعة طعم اللبن الطازج.. وكأن اللبن الطازج لبنا بينما الآخر تقريبا عصير لبن.

مضت السنوات وتحملت مسؤولية وزارة الزراعة وكنت مهموما بما كنت أشعر به كمواطن عادى من تراب هذا الوطن، وكنت محتفظا بالأستاذ الدكتور الجميل رحمه الله حسين سليمان مستشارا للوزير، وفى لقاء مع هذا الرجل العالم الجميل تحدثت معه فى هذا الشأن.. كيف نصل إلى لبن معبأ خالى أو شبه خالى من الميكروبات ولكن محتفظ بطعم اللبن الطازج، ذكر لى وقتها سيادته إسم شركة، وربما أنا الآن أذكر إسم شركة كأفضل مواصفات، ولكن الحقيقة أنه لا يوجد اى شركة فى مصر أو ربما فى الخارج يصل طعم لبنها الحليب الذى تبيعه بطعم اللبن الطازج حتى لو كان طبعا كامل الدسم.

أعتقد أننى لو وجدت شركة تحقق هذه المواصفة لشاركت بالإعلام وربما الإعلان عنها ليستطعم الشعب لبنا طعمه مضى عليه عقود فأصبح مخففا أو مبودرا أو متأثرا بوسيلة التعقيم النسبى، بغض النظر عن الاسعار التى أصبحت تتفافم فى مقابل تدهور الطعم تقريبا.

طبعا هناك مرحلة وسطية عشتها وقت إن كنت رئيسا لقطاع الخدمات الزراعية والرقابة حينما زرت مركزا لتجميع الألبان والذى كان سعر اللبن به أقل من ثلث السعر التجارى تقريبا، وكان لى معه أمرا آخر فى التعاونيات.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى