تحقيقات

10 آلاف مزارع قطن يصرخون: 70 ألف قنطار لا تجد مشتري والقطن مكدس داخل بيوتنا كالقتيل

القطن

كتب: ناصر الجزار فى نفس هذا التوقيت من كل عام يواجه مزارعى محصول القطن نفس مشكلة عجزهم عن تسويقه بالسعر الذى يقابل تكاليف زراعته مع هامش ربح معقول يساعدهم على مواجهة أعباء حياتهم المعيشية، ومن ثم تفاقم المشكلة يؤدى إلى عزوف آلاف المزارعين عن زراعة الذهب الأبيض العام القادم، وهكذا تتقلص مساحة زراعة القطن فى كل عام وتفقد مصر الزراعية ميزتها النسبية فى الكنز الاقتصادى الزراعى الممثل فى الذهب الأبيض.

فى السطور التالية يرصد “الفلاح اليوم” معاناة أكثر من 10 آلاف مزارع فى محافظة البحيرة، حيث تطالهم أزمة خانقة بعد تنصل الحكومة من مسئوليتها فى تسويق محصول القطن، بالاضافة الى احجام شركات الأقطان عن شراء المحصول هذا العام.

الأمر الذى نتج عنه تكدس نحو 70 ألف قنطار قطن مكدسا بمنازل المزارعين لا يجد من يشتريه ويدللون عليه، حتى اصبح عرضة للتلف أو الحريق.

إضافة إلى صعوبات التسويق التعاونى والتأخر فى تسلم المزارعين لمستحقاتهم من أثمان القطن التى وردوها للجمعيات، ما يكبدهم خسائر فادحة لعجزهم عن سداد ايجارات الأراضى ومديونيات البنك الزراعى المصرى.

يقول محمود عقيلة زيدان، مزارع، ان المأساة التى يعيشها المزارع فى البحيرة، بسبب عدم وجود سياسات زراعية واضحة، ولا يكاد ينتهى من كارثة ارتفاع مستلزمات الانتاج الزراعى الا واستيقظ على مشكلة تسويق محصول القطن الذى اصبح من أكثر المحاصيل التى ترهق كاهل المزارع، حيث يحتاج لعناية خاصة من حيث تجهيز الأرض وتنقية الحشائش ومقاومة الآفات وتنظيم عمليات الرى على مدار 7 أشهر كاملة.

وأضاف عقيلة، أن تكاليف خدمة وزراعة الفدان الواحد من القطن تتعدي 13 ألف جنيه بما فيها تكلفة الجنى وايجار الأرض، وعليه يصبح الثمن المعلن للقنطار والذى يبلغ 3 آلاف جنيه غير مجد تماما، خاصة بعد زيادة أسعار المحروقات بشكل لافت وتدنى إنتاجية الفدان لأقل من ثلاثة قناطير فى معظم الأراضى بدلا من 8 قناطير بسبب «البذور المغشوشة» التى أدت لانهيار المحصول فى البحيرة هذا العام.

وتابع: ان القطن مكدس داخل بيوت المزارعين كالقتيل الذى لم يصرح له بالدفن، والحكومة ودن من طين وأخرى من عجين، والمزارعين الذين قاموا بتوريد أقطانهم إلى الجمعيات الزراعية لم تمنحهم الجمعية مليما واحدا حتى الآن رغم مرور نحو شهرين على عمليات التوريد.

ومن جانبه، حمل العمدة محمد سرور، عضو الجمعية الجمعية المركزية للائتمان الزراعى بـالبحيرة، الحكومة تبعات المشكلة بعد ان تخلت عن مسئوليتها تجاه المزارعين فى تسلم المحصول وتركتهم (يدللون) على من يشترى أقطانهم رغم انها منحتهم التقاوى لزراعة أكثر من 15 ألف فدان فى البحيرة.

وأشار سرور، إلى الحكومة وعدتهم بتوريد القطن طويل التيلة بأسعار مناسبة على اعتبار أن محافظة البحيرة تشتهر به، لافتا إلى أن المزارعين فوجئوا بأنهم يواجهون المصير المجهول، ما جعلهم فريسة لجشع التجار.

ونوه، الى أن المزارعين يصرفون على محصول القطن من (اللحم الحى)، مشيرا إلى ان عدد كبيرا منهم سيحجم عن زراعته العام المقبل بعد الخسائر الكبيرة التى لاحقتهم على مدار السنوات السابقة، حيث تأكد الآن ان زراعة لب الكوسة والبطيخ وغيرهما اجدى كثيرا من زراعة القطن.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى