رئيس التحرير

وقاحة وزير الأوقاف

د.أسامة بدير

بقلم: د.أسامة بدير    

تعجبت كثيرا أمام المسرحية الهزيلة التى كان المدعو مختار جمعة، وزير الأوقاف، بطلها المغوار، عندما تمت دعوته لمناقشة رسالة علمية فى جامعة الزقازيق، والحق يقال أنه أبهر الجميع عندما أجاد تمثيل دوره فى تلك المسرحية المسماه، مناقشة رسالة علمية فى رحاب جامعة إقليمية لها مكانتها فى مصر.

يبدو أن الوزير فقد رشده، وأبدع أكثر مما هو مطلوب منه، فارتكب أفعال وأطلق ألفاظ خادشة للحياء، يعاقب عليها القانون، وأجرم فى حق هيبة ومكانة العلم والعلماء عندما تطاول على اللجنة المشرفة على رسالة الماجستير فى شخص الطالب الذى كان يناقش رسالته.

الغريب فى الأمر، أن المدعو مختار جمعة، خرج علينا بأداء تمثيلى فاق كل التوقعات عندما ضرب مثلا للدكاتور الحاكم بأمره، وغض الطرف عن كل الأعراف العلمية وقواعد الأدب وأخلاقيات البحث العلمى المتبعة فى مثل تلك المواقف، وبدا كالثور الهائج الذى هدد بالانسحاب من استكمال مناقشة الرسالة العلمية بعد وصلة ردح أصابت الحضور بكم هائل من التلوث السمعى.

ألفاظ بذيئة تطاول بها على الطالب، وقاحة وقلة أدب منقطعة النظير شهدتها قاعة المناقشة، وكل ذلك تحت سمع وبصر اللحنة المشرفة على الطالب التى لم تحرك ساكنا وكأن الموت قد خيم عليها، فلم يتكلم أحد منهم مدافعا عن الطالب علما بأن الرسالة تم صياغتها على أعيونهم.

لقد سن مختار جمعة، فعلا غاية فى السوء بحجة أن الرسالة تحرض على هدم الوطن، وبها فقرات لا ينبغى أن تكون موجودة ضمن رسالة علمية تتبنى هذا الفكر فى الوقت الذى تدعو فيه الدولة بكافة أجهزتها إلى تجديد الخطاب الدينى، فضلا عن إزكاء روح العنف والتحريض.

هكذا برر المدعو مختار جمعة، وقاحته فى ارتكاب تلك الجريمة النكراء بحق العلم والعلماء، ودنس ثوب الرقى والإبداع فى التفكير العلمى فى قلب محراب العلم الجامعة دون تدخل من أحد.

أعتقد أن هذه المسرحية الهزلية تحتاج منا إلى وقفة جادة إذا ما أردنا أن نكون أمة تسعى بكل جهد واجتهاد أن تنفض عنها كاهل التخلف والجمود الذى أصاب بنيتها التحتية والفوقية بالكثير من الأمراض الاجتماعية والثقافية الخطيرة، ونتج عنها أمثال هذا الشخص الذى للأسف وزيرا للأوقاف، يدمر جميع مكتسبات الوطن من أجل مجد شخصى زائف.

والسؤال الذى بات يطرح نفسه الأن بين أساتذة وعلماء مصر فى الجامعات والمراكز البحثية هو: هل يمكن غض الطرف عما ارتكبة المدعو مختار جمعة، من إهانة العلم والبحث العلمى أمام قيادات جامعة الزقازيق التى لم تحرك ساكنا رغم مرور أكثر من 48 ساعة على تلك الواقعة النكراء؟ وهل ستكون هذه الجريمة هى بمثابة المسمار الأخير فى نعش الوزير للاطاحة به خارج وزارة الأوقاف فى التشكيل الوزارى المرتقب خلال الأيام القليلة القادمة؟

يقينى أن الأمر أضحى متروك لأعلى سلطة فى الدولة تحاسبة على جريمته الأخلاقية التى ارتكبها مع سبق الإصرار والترصد، وأهان فيها كرامة وكبرياء علماء مصر وتطاول على قواعد وأصول البحث العلمى المعمول بها على الصعيد المحلى والإقليمى والدولى.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى