حوار

وزير البحث العلمي الأسبق يُشدد على ضرورة عدم الصراع بين أساتذة كليات الزراعة والمراكز البحثية

■ الموالح المحصول التصديري الأول لمصر بـ”مليون و400 ألف طن سنويا”

■ زيادة أسعار المياه لترشيد الاستهلاك فكرة فاشلة

■ احتمال هدم سد النهضة لو مُليء بسرعة   

حوار أجرته: جيهان رفاعي

شدد الدكتور رمزى جورج، وزير البحث العلمى الأسبق ورئيس قسم الفاكهة بـكلية الزراعة جامعة القاهرة، على أنه من المفروض عدم وجود صراع بين أساتذة كليات الزراعة والمراكز البحثية الزراعية لأنهم “بيكملوا بعض”، لافتا إلى أنه يمكن أن يكون أستاذ الجامعة أفضل من أستاذ البحوث ولكن فى مجال آخر يمكن العكس.

وأكد جورج، فى حوار مع “الفلاح اليوم“، على أنه من المفروض أن يميل أساتذة البحوث الزراعية أكثر للبحوث التطبيقية وأساتذة الجامعة للناحيه النظرية، مشيرا إلى أن أستاذ الجامعة أكثر ارتباط بالطالب، وأستاذ البحوث أكثر ارتباط بالفلاح، مؤكدا أن جميع أساتذة البحوث الزراعية زملاء والذى يجعلنى اعترف بوجودهم أفكارهم وانتاجهم العلمى شأنهم فى ذلك مثل أساتذة كليات الزراعة.

وإلى نص الحوار..

س: كيف يمكن أن يخدم البحث العلمى ملايين المصريين لسد الفجوة الغذائية؟  

البحث العلمى هو القاطرة التى تقود أى تقدم وهو الحل لكل مشكلة على أساس علمى بالاستعانة بما قدمه السابقين من نظريات العلوم البحثية من أجل إيجاد حل علمى ثم تأتى الخطوه التالية، وهى دخول البحث فى مجال التطبيق، ثم يلى ذلك  دخوله مجال الإرشاد الذى يقوم بدورة بتبسبط المعلومة بطريقة يمكن للفلاح الاستعانة بها.

س: ما متطلبات البحث العلمى؟ وهل متاحة في مصر؟         

اهم متطلب فى البحث العلمى العقول فلدينا عقول وكفاءات عالية جدا  ولكن لا يوجد فى مصر قاعدة بيانات توضح التخصصات المتاحة، فـالبحث العلمى فى العالم كله يعتمد على تجزئة المشكلة إلى أجزاء كل فرد يقوم بحل جزء وفى النهاية يجتمعوا معا لوضع الحل النهائى.

س:  كيف يمكن ربط البحث العلمى بصناع القرار ورجال الصناعة؟  

لكى يحدث ذلك، يجب أن لا يكون العمل من أعلى لأسفل ولكن المفروض صانع القرار يبدأ يبحث فى المشاكل على أدنى مستوى لها. فمثلا فى الزراعة يبدأ بالفلاح الصغير وسؤاله عن المشاكل التى تقابله ثم نبلور هذة المشاكل على ما يسمى بمعون الفكر الذى يوضح لنا هل هذه المشاكل لها حلول الآن أم ليس لها حلول، ثم نخطط ونصمم البحوث ونتصور الحل سواء على المدى القصير أو الطويل حتى نصل إلى ناتج هذا الفكر الذى يستخدمه صانع القرار فى حل المشكلة.

س: هل تقوم اجهزه البحث العلمى الزراعى بدورها فى حل مشاكل القطاع الريفى؟  

البحث العلمى له دور فى كل شىء فى الحياه سواء العلميه أو الأدبية أو حتى القضائية.

د.رمزى جورج، وزير البحث العلمى الأسبق

س: هناك ثمة صراع بين كليات الزراعة والمراكز البحثية الزراعية على الصعيد العلمى والبحثي؟ هل من تعليق؟  

المفروض عدم وجود صراع بينهم لأنهم يكملوا بعض، فقد تعلمت أن استفيد من علم أى شخص فى الحياة حتى لو كان لا يعرف القراءة والكتابة فما بالك زميل واستاذ فى مركز البحوث فكلنا نكمل بعض لأن الحمل ثقيل جدا ولابد أن نصل لبر الأمان، فالعلم واسع ومجالاته متعددة، فلا يوجد شىء مطلق فمثلا فى مجال ما، يمكن أن يكون أستاذ الجامعة أفضل من أستاذ البحوث  ولكن فى مجال آخر يمكن العكس ومن المفروض أن اساتذة البحوث يميلوا أكثر للبحوث التطبيقية وأساتذة الجامعة يميلوا للناحيه النظرية ولكن فى النهاية هناك تلاقى، وهذا يؤكد عدم حدوث صراع بينهما فإستاذ الجامعه أكثر ارتباط بالطالب والبحوث أكثر ارتباط بالفلاح يتعرف على ما يحتاج إليه وينقله للأستاذ الجامعى لكى ينتج طالب علم مناسب. فكل اساتذة مركز البحوث والمركز القومى زملاء لنا والذى يجعلنى اعترف بوجوده هو فكره وانتاجه العلمى فابحاثه تتحدث عنه بصرف النظر عن اعترافى به أو عدمه.

س: ما رأيك فى الجيل الجديد من شباب الباحثين؟ وهل تتوقع أن يكون لهم دور فاعل فى منظومة البحث العلمى مستقبلاً؟

الجيل الجديد لديه امكانيات ووسائل هائلة للبحث العلمي اكثر من الماضي فالان الكمبيوتر والتصوير والسفر متاح لهم لذلك سوف يكون لهم دور فعال لان يقطع المسافة اسرع من الماضى وكل شيء موجود وعلية الانطلاق، ولكن لا يوجد تعميم ويوجد اقلية غير منتجة وبالمثل في اي مجال فلا نقدر ان نجمع صفة علي فئة من الناس.

س: توقعاتك لتأثيرات سد النهضة علي القطاع الريفي بمصر؟ وما آليات التعامل مع تلك التأثيرات؟

موضوع سد النهضة علي حسب معلوماتي يوجد به مشاكل في هندسة بنائة فلو مليء باكثر من سرعة معينة احتمال ان يهدم ولكن لو مليء علي فترة طويلة ولم يهدم لعيوب في الهندسة الخاصة به، فالمفروض ان نبحث عن بدائل من اليوم واعتقد ان الدولة بدأت تنظر لبديل تحلية المياه واعادة تدوير المياه والاستخدام الجديد ولكن المشكلة في التكلفة العالية اقتصاديا، وهناك مشكلة اخري مقلقة وهي ان التحلية تؤدي الي ظهور مادة عالية جدا في الملوحة تسمي البرايم وهي نزع الملوحة وارجاعها للبحر واعادتها سوف يقضي علي معظم الاحياء المائية علي المدي الطويل. وهناك ابحاث تقام الان لاستخلاص هذة المادة واعتقد ان ذلك يمكن ان يحل المشكلة.

والشيء الاخر ان العالم بدأ يفكر ماذا تنتج نقطة المياه وهنا يختلف القول هل تنتج طعام ام تنتج اموال اجلب بها الطعام. وهناك حلول اخري فمثلا مياه في جنوب السودان يمكنا جلبها وهناك ماء في الكونغو يلقي في المحيط والمشكلة في امكانية واقتصاديات جلبها لذلك يسأل المسئولين عن وزارة الري، اما داخل حدود مصر فاعادة تدوير المياه المنزلية وكذلك اعادة تدوير ماء المصارف الموجود في جوف الارض بعد ريها.

س: هل هذه المياه صالحة لري المزروعات؟

كل محصول لة حدود لتحمل الملوحة فيه فيمكن ان تكون صالحة حسب نوع المحصول فـالبرتقال يختلف عن التفاح عن الخضار كل لة قدرة علي تحمل الملوحة لذلك ادرس المحاصيل التي اقل استهلاكا للماء او التي تتحمل الملوحة لكي تجلب الربح.

الزميلة جيهان رفاعى تحاور د.رمزى جورج، رئيس قسم الفاكهة بزراعة القاهرة

س: هل يمكن ان تنجح زراعة أشجار النقل في منطقة سيناء؟

أغلب أصناف النقل احتياجتها من البرودة عالية جدا، فلابد لكى نزرع التقل في سيناء لابد من البحث عن اصناف تكون احتياجتها من البرودة قليلة، وفي مصر هذا الكلام محدود نظرا لأن أشجار النقل تتطلب درجة برودة عالية فيما عدا اللوز ولكن الفستق والجوز اغلبها تحتاج شتاء شديد البرودة، وهذا ليس متاح في مصر الا في منطقة سانت كاترين، حيث يمكن ان تنجح زراعات اللوز اما الاصناف الاخري لا اتوقع نجاحها.

س: ما أهم مشاكل التوسع في زراعة محاصيل الفاكهة؟

أهم من الزراعة ان اعرف “حسوق فين وبزرعها لية”؟ هل للتصدير ام التصنيع؟ ولو حصدرها لابد من التعرف علي السوق الذي حصدر الية، هناك مشكلة جديدة تسمي حق الملكية الفكرية وهي ان اي دولة تستنبط صنف جديد من حقها ان تأخذ مقابل عن زراعتة في بلد اخري سواء كان للشتلة او الانتاج والا سوف ترفع عليها قضية جراء زراعتة بدون اذن، وكذلك لابد من معرفة كيف اسوق داخليا فهناك حيازات صغيرة (فدان او نصف فدان) وهذة الحيازات لن تحل مشكلاتها في التسويق الا من خلال الجمعيات التعاونية الزراعية التي انشأت في الخمسين الخمسينيات ايام جمال عبد الناصر فهذة الجمعيات من شأنها اعادة النهضة الزراعية في مصر فهي كانت مكلفة بكل شيء في حياة الفلاح من تسويق ومبيدات وحيوانات ومكافحة أمراض وحشرات وتقاوي وكيماوي وارشادات، فلو استطعنا ان نعيد نظام الجمعية من جديد وتجميع الناس سوف يزيد الانتاج والتسويق، والخلاصة نبحث عن العوائق الانتاجية ونحلها اولا.

س: هل يمكن ان تعطينا فكرة عن مساحة وانتاجية أهم محاصيل الفاكهة التي يتم تصديرها ومردودها الاقتصادي علي مصر؟

أكبر مساحة في مصر هى الموالح ونصدر حوالي مليون و400 ألف طن فهو يعتبر محصول التصدير الأول لمصر، وهناك مساحة من الزيتون تصل 300 ألف فدان، ونصدر الان زيتون خام وزيتون تخليل. ثم المانجو حوالي 200 ألف فدان ولكن التصدير ليس بكمية جيدة، ويوجد محصول العنب حوالي 200 ألف فدان ولكن التصدير بكمية محدودة، وتعتبر مصر أعلي بلاد العالم تصديرا للتمور ولكن تجارة التمور بدأت تنتشر في جميع البلاد العربية.

س: ما هي مشاكل التصدير؟

– حق الملكية الفكرية من ضمن المشاكل التي تعوق التصدير.

– عدم تطبيق الممارسات بحيث لا يوجد في المنتج اي متبقيات مبيدات.

– عدم وجود الدعاية الكافية للمنتج.

– عدم اتباع المواصفات العالمية.

س: أين خريطة محاصيل الفاكهة في مشروع المليون ونصف فدان؟

مناطق المليون ونصف فدان مناطق تميل ان تكون قاحلة (ماء قليل، رطوبة منخفضة جو حار) فكان المقترح الاساسي فيها الزيتون والتمور والرمان ويمكن اقامة صناعات عليها وهناك اماكن يمكن ان يزرع فيها عنب ولكن من ناحية بحري فلابد قبل الزراعة من التفكير وحساب القيمة المضافة.

س: هل من روشتة علاج لمشاكل الزراعة المزمنة؟

هناك في مصر مشكلتين الاولي الارض القديمة والحيازات الصغيرة والثانية الاراضي الصحراوية، بالنسبة للاراضي القديمة حلها فى تجميع الحيازات وتقديم الخدمات لهم من خلال الجمعية التعاونية امر في غاية الاهمية لكي نرفع انتاجية الاراضي ونمد الفلاح بكل ما يحتاجه، اما الصحراوية تحتاج طريقة إرشاد متقدمة وحدوث تواصل بين الخبير والفلاح والاقتصاد في الماء ومنع زراعة المحاصيل شديدة الاحتياج للماء والتركيز علي المحاصيل التي تضيف قيم مضافة والنظر الي تطبيقات البيوجاز وكذلك الحد من تلوث البيئة من بقايا المبيدات والاسمدة وعمل اتحادات نوعية من منتجين من المناطق المختلفة لكي نخفض الاسعار.

س: هناك آراء تنادي برفع سعر المياه.. هل من تعليق؟

لابد ان تصل الي المستخدم ثقافة ترشيد المياه ولكن فكرة زيادة السعر نظرا لان ليس هناك سعر عادل ولا يقبل السوق الا يزيد السعر عن حد معين فيؤدي ذلك الي فشل الفكرة لابد ان يكون هناك ثقافة ودراسات تنشر عن كل متر ماء ومقدار تكلفتة وكل طن من المحصول ومقدار تكلفتة بالتدريج الوضع سوف يتغير “فلو قولنا للفلاح حنسعر الماء ورفعنا سعر المكنة مع هامش الربح المحدود فسوف تفشل الفكرة لذلك فلابد من التوعية”.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى