رأى

نزرعها «زيتون» بدل «الفيكس»

أحمد إبراهيم

بقلم: أحمد إبراهيم

إذاعي وكاتب صحفي

الله يسامحه الذى أدخل مصر شتلات شجر «الفيكس» الكئيب الذى يجمع الحشرات ويمتص الأوكسجين ويساعد على التلوث. ولا أعلم لماذا كل هذا الحرص على الاستمرار فى زراعته!؟ أتذكر أننى، حينما كنت مستشاراً إعلامياً ومتحدثاً لوزارة النقل، عرضت على الدكتور سعد الجيوشى، وزير النقل الأسبق، زراعة الأشجار المثمرة على الطرق التابعة للوزارة بدلاً من نخل الزينة وشجر الفيكس والكافور.

وكان متحمساً لهذا رغم أن القواعد والإجراءات الإدارية تمنع ذلك، بداعى أن الثمار يجب بيعها وتوريد إيراداتها إلى خزينة الدولة وإلا تكون هناك محاسبة للموظفين المسئولين عن ذلك. وهنا اقترحت على وزير النقل زراعة الطرق بـالنخيل والزيتون وقيده فى السجلات «فيكس» للتحايل على هذه اللوائح والبيروقراطية العفنة التى مازالت تتحكم فى جهازنا الإدارى وتتسبب فى تخلفنا وتُعيق تقدمنا.

اقتراحى هذا لم يكن جديداً، بل كان فكرة نفذها من قبل المهندس سليمان متولى، وزير النقل والمواصلات الأسبق، «عليه رحمة الله» وأيضاً الدكتور يوسف والى، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى ونائب رئيس الوزراء الأسبق، «شفاه الله»، حيث قاما بزراعة طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى وأيضاً طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوى بأشجار الزيتون.

الدولة حالياً تطلق مبادرة تحت رعاية الرئيس السيسى بعنوان «اتحضر للأخضر» لنشر الوعى البيئى حتى يكون أسلوب حياة. ومن أهداف المبادرة أيضاً التشجير، وبدلاً من إنفاق أموالنا على زراعة أشجار الفيكس الكئيبة أو الكافور وغيرها عديمة الفائدة أتمنى زراعة أشجار الماهوجنى الخشبية، كما أشار الصديق والكاتب الصحفى محمود البرغوثى فى مقال الأسبوع الماضى بجريدة الوطن، لأن الماهوجنى له قيمة اقتصادية كبيرة جداً وتصلح زراعته فى المناخ المصرى.

أيضاً يمكن زراعة الزيتون الذى يتناسب تماماً مع الظروف المصرية فى ظل تحديات ندرة الأرض والمياه، خاصة أن مصر حالياً تحتل المركز الأول عالمياً فى إنتاج زيتون المائدة طبقاً لتقرير المجلس الدولى للزيتون الصادر أمس بفضل مبادرة السيد رئيس الجمهورية زراعة 100 مليون شجرة زيتون (شجرة لكل مواطن)، حيث بلغ إجمالى ما تم زراعته حتى الآن حوالى 53 مليون شجرة.

وطبقاً لما أكده لى د. عادل خيرت، رئيس المجلس المصرى للزيتون، أن التنمية المستدامة بعناصرها المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية يحققها الاستثمار فى مجال الزيتون، وأن الأبحاث العلمية الحديثة تؤكد أن الفوائد الطبية للزيتون حالياً لا تُحصى ولا تُعد، منها الوقاية من أمراض القلب والضغط وسرطان الثدى والكوليسترول وتحسين المناعة، وتُستخدم أوراقه فى كبسولات طبية ومشروبات طبيعية.

أتمنى من الأستاذ السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، وهو رجل اقتصاد بالدرجة الأولى، وبالتعاون مع د. ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة واللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، وضع خطة لاستبدال الأشجار عديمة الفائدة فى شوارعنا بـالزيتون، وذلك حفاظاً على مواردنا المائية والمالية المحدودة، علماً بأن إنتاج شجرة الزيتون يكون سريعاً، وخلال ثلاث سنوات يتجاوز العائد المتوقع منها الدخل القومى من قناة السويس.

ختاماً.. مصر تحتاج إلى أفكار مبدعة وجريئة خارج الصندوق، وأثق أن الحكومة الحالية تستطيع ذلك، دون أدنى اعتبار للقواعد البيروقراطية العقيمة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى