تحقيقات

نبات الجوجوبا.. كنز الصحراء المصرية

كتب: م.محمد مصطفى يعتبر المشروع القومى لاستصلاح 2,5 مليون فدان (الدلتا الجديد) مدخل مهم لزراعة (كنز الصحراء) وهو نبات الجوجوبا الذى لم يأخذ حظه من الاهتمام برغم أن عائد الفدان مع بعض الرعاية يبلغ نحو 60 ألف جنيه مصرى، علما بأن هذا النبات يناسب الصحراء المصرية والمناخ طوال العام بما لا يقل عن 4 درجات.

ينمو نبات الجوجوبا مع أقل كمية مياه، وعلى الصرف الصحى المعالج والصناعى، حتى المياه عالية الملوحة فضلا عن أن النبات عمره يصل إلى 200 سنة ولا يحتاج معاودة زراعة الأرض باستمرار مثل الزراعات الأخرى، لذلك يعتقد الخبراء أن الجوجوبا هو النبات المعجزة الذى يمكنه حل المشاكل المستعصية، ومنع التلوث الناتج من مياه الصرف، وامكانية زراعته بالشواطئ على المياه المالحة ونشر الخضرة بالصحراء مع استهلاك نصف معدلات المياه للنبات العادى.

م.محمد مصطفى، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي الجوجوبا

على هذا الأساس اذا احسنا استغلال هذا النبات فاننا نزيل كثيرا من معوقات التنمية فى مصر مثلما فعلت ماليزيا بزراعة شجرة زيت النخيل والذى أحدث معجزة فى اقتصادها، لذلك نرى ان تجربة زراعة نبات الجوجوبا فى مصر أنه من خلال أسلوب علمى وخطة واضحة يمكن زراعة مئات الآلاف من الأفدنه خلال عشر سنوات لانتاج زيوت محركات عالية الجودة وزيوت صناعية ووقود حيوى وخامات للصناعة يمكن أن يصل دخلها السنوى الى ما لا يقل عن 5 مليار جنيه لكل مائة ألف فدان، حيث يعد نبات الجوجوبا من أهم النباتات الصناعية الجديدة التى تناسب طبيعية الصحارى المصرية.

تتمتع مصر بميزة تنافسية عالية فى زراعة الجوجوبا، كما أن احتياجاته القليلة للمياه تعد من اهم العوامل للتوسع فى زراعته، ولذلك أصبح من الضرورى تدخل الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني للتوسع فى زراعة نبات الجوجوبا.

صناعات الجوجوبا

إن الكسب (باقى عصر البذور) يمثل 60% من وزن البذور، ويمكن ان يستخدم زيت الجوجوبا فى العديد من الصناعات مثل صناعة التجميل والأدوية والمبيدات الطبيعية وتشميع الفاكهة للتصدير وخامات للصناعات المختلفة مثل الكاوتش والبلاستك والاحبار والصابون، كما يستخدم كإضافات زيوت محركات وزيوت محركات فائقة الجودة للطيران والصواريخ لانة يتحمل درجة غليان حوالى 390 درجة مؤية وصديق للبيئة، كما تم إنتاج بروتين نباتى بالإضافة الى السماد العضوى.

تستخدم قشور بذور نبات الجوجوبا فى إنتاج خامات دوائية جديدة وإنتاج البروتين عالى الجودة كبديل لبروتين فول الصويا، هذا بالإضافة الى باقي منتجات النبات التى يمكن ان يكون لها استخدامات عديدة من قشور البذور وأوراق النبات.

لذا يجب أن نتبنى زراعة نبات الجوجوبا والعمل على خلق طلب محلى له وانشاء صناعة له تعتمد على الأبحـاث التطبيقية والوصول الى منتجات مصرية تعتمد على زيت الجوجوبا (الجوجوبا)، ومواجهة المعوقات والعقبات التى يمكن أن تواجهنا لصالح بلدنا وبناء الجمهورية الجديدة حيث بدأت زراعة النبات على نطاق تجريبى فى عام 1990، وثبت خلال هذه الفترة وحتى الأن نجاح زراعته فى الصحراء المصرية وأن مصر من أنسب دول العالم لزراعة هذا النبات، كما أن تكلفة انتاجه فى مصر هى الأقل على مستوى العالم، حيث يزرع فى 6 دول فقط حتى الآن لاحتياجاته البيئية التى لا تناسب معظم دول العالم، ما يوفر لمصر ميزة نسبية كبيرة فى زراعته واستغلال منتجاته صناعيا، وتعتبر مصر حاليا أفضل دول العالم استغلالا لمنتجات النبات، وفى زراعة وتصنيع هذا النبات ونشر الاهتمام والوعى بأهمية زراعة وتصنيع الجوجوبا.

إن تطوير زراعة نبات الجوجوبا والتوسع فيه خلال هذه السنوات لم يكن كبيرا الا أن ما حققه نتائج باهرة وأصبحت مصر فى المركز الرابع عالميا فى إنتاج الجوجوبا.

استخدام زيت الجوجوبا فى مجال الطب والتجميل والمبيدات الطبيعية وغيرها من المجالات، ويكفى القول بانه ثبت أن زيت الجوجوبا هو خامة دوائية مصرية جديدة وأمكن تسجيل وانتاج ثلاثة أدوية وتسويقها، وتسجيل مبيدات طبيعية من الزيت، بالإضافة الى التوصل الى استخدامه اضافات لزيوت المحركات والزيوت الصناعية وانتاج الوقود الحيوي (سولار، بنزين).

الذهب الأخضر في صحراء مصر

يعتبر نبات الجوجوبا منجم ذهب لانه يتم زراعته بـمياه الصرف الصحى المعالج ويسمح باستخدام مياه الصرف الصحى المعالج بكافة أنواعه لرى نبات الجوجوبا لاستخدامه فى مجال الصناعة، وعلى هذا الأساس فاننا نقترح ان يقام مشروع قومى لاستغلال مياه الصرف الصحى المعالجة أو مياه الصرف الزراعى او المياه عالية الملوحة على مستوى الجمهورية وبسواعد شباب مصر لزراعة الصحراء القاحلة لانتاج خامات للصناعة وزيوت محركات وزيوت صناعية واضافاتها على مرحلتين، حيث يتم زراعة 1000 ــ 2000 فدان فى المحافظات التى لها ظهير صحراوى فى صعيد مصر لكل محافظة، حيث يروى بمياه الآبار ذات الملوحة العالية وبـمياه الصرف الصحى المعالج أو مياه الصرف الزراعى أو المياه الحلوة، بهدف تكوين الكوادر الفنية القادرة على التعامل مع النبات، وتطوير أسلوب الرعاية والجمع ومعاملة النبات بهدف خفض تكلفة الانتاج، وكذلك تطوير الأبحاث على منتجات النبات والعمل على زيادة الصناعات التى تعتمد على منتجات النبات لتعظيم العائد الاقتصادى من الزراعة والصناعة، والتركيز على انتخاب الأصناف عالية الانتاج لتنتج الشجيرة حوالى 2 كيلوجرامات فى العام السابع للزراعة على الأقل، واكثارها لـزراعة مساحات تصل الى عشرات الآلاف من الأفدنة لمضاعفة الانتاج وتخفيض أسعار الزيت لزيادة قدرتنا التنافسية عالميا، وتحقيق عـائـد مجز جدا بعد 5 سنوات من الزراعة ومن بيع الشتلات، واكتساب فرصة التخلص الآمن والاقتصادى من مياه الصرف الصحى المعالجة أو مياه الصرف الزراعى، والاستفادة من المياه عالية الملوحة بطريقه اقتصادية. إضافة الى أهم شئ وهو فتح آفاق جديدة لتشغيل الشباب فى الزراعة والصناعة والتسويق والتصدير.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى