رأى

مهام البرلماني وتشجيع المنتخب

أ.د/عبدالباسط صديق

بقلم: أ.د/عبدالباسط صديق

تناقلت وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى رصد البرلمان مبلغ 20 مليون جنية لاعضاءه البرلمانيين كمنحة (200 ألف جنية لكل عضو مسافر) وذلك لسفرهم إلى روسيا لحضور مباراة مصر وروسيا ونوع من التشجيع للمنتخب، وأيضا بعض الإعلاميين ورجال الفن من غناء وتمثيل وراقصات وان كنت لا أدرى هل سفر هؤلاء أيضا منحة على حساب الدولة ام من حساباتهم الخاصة.

والغريب فى الامر أننا دولة تعانى أزمة اقتصادية طاحنة وتستدين من صندوق النقد الدولى وتلجأ إلى الحلول الصعبة جدا على المواطنين، وهى إلغاء الدعم على المحروقات ورفع أسعار الخدمات وفرض ضرائب جديدة وتحت مسميات متعددة، حتى أصبحت الحياة لا تطاق عند الفئة محدودة الدخل وتحول بهذه الإجراءات أصحاب الطبقة الوسطى إلى طبقة محدودي الدخل وتحول محدودى الدخل إلى معدومى الدخل وهذا من تصنيف البنك الأهلى المصرى للمواطنين الذى اعتبر أن اى فرد يقل دخله الشهرى عن 2000 جنيه من الطبقة معدومة الدخل ولذلك لا يوافق لها على اى قروض سكنية لانها لن تستطيع تحديد أقساط القرض.

والسؤال الآن: هل من أدوار البرلمان تشجيع كرة القدم والسفر والفسحة والنزول فى الفنادق على حساب دافع الضرائب؟

وإذا قلنا جدلا أن منتخبنا يحتاج فعلا للتشجيع فى هذه المباراة، فهل يصلح أعضاء البرلمان لهذه المهمة؟ أم كان الأجدر أن نرسل شباب مصرى وطنى قادر على التشجيع أو نرسل طلاب الجامعات من المتفوقين علميا وعندهم القدرة على التواصل اللغوى مع العالم الخارجى وإعطاء فكرة جيدة عن مصر من خلال تواصلهم مع جماهير العالم المختلفة ونكون فرصه جيدة لشجيع السياحة وزيارة مصر من خلال هؤلاء الشباب (انطباع جيد وخدمة للوطن وتشجيع منتخب مصر).

كان يمكن لنا قبول فكرة سفر بعض نواب البرلمان إلى روسيا لحرصهم على تشجيع منتخب بلدهم اذا كان السفر على حسابهم الخاص ومن جيوبهم الخاصة وليس منحة من دولة مديونية وترفع الأسعار على محدودى الدخل والغلابه وتفرض الضرائب ثم تعطى نائب برلمانى 200000 جنية منحة للفسحة على حساب الغلابة.

أليس فى هذا البرلمان رجل رشيد..

*كاتب المقال: أستاذ فى كلية التربية الرياضية بجامعة الإسكندرية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى