رأى

منظمة الإخوة الإنسانية

د.محمد حافظ

بقلم: د.محمد حافظ

في عام 1945 تأسست هيئة الأمم المتحدة لتكون بديل دوليا عن هيئة (عصبة الأمم) والتي فشلت في منع إشتعال الحرب العالمية الثانية. وجاء تأسيس هيئة الأمم المتحدة على أساس (دستور كوني) تنص بنودة على خلق نوع من (السيطرة الكونية) على نشر السلاح حول العالم بغرض منع اشتعال حروب يكون لها تأثير (جناح الفراشة) فتسحب العالم أجمع لـ( حرب عالمية ثالثة).

ولذلك تشكل داخل هيئة الأمم المتحدة العديد من الإدارات الخاصة بحل النزاعات الدولية ووضع قيود على الدول المارقة لقانون (هيئة الأمم المتحدة).

وبذلك صارت هيئة الأمم المتحدة وإلي (حد ما) تمثل (الضمير الجامعي) للعالم.

فعلى الرغم من سيطرة الولايات المتحدة على (قرار هيئة الأمم المتحدة بشكل كبير) إلا أن أمريكا لم تنجح في الحصول على موافقة هيئة الأمم المتحدة للسماح للولايات المتحدة والحلفاء بغزو (العراق) على الرغم من العقوبات (المادية) التي فرضتها أمريكا على الهيئة حتى كادت تجعلها (تشحت) من قطر جزء من ميزانية (التشغيل).

على رغم كل ما عاناة العرب من (ضعف الأمم المتحدة) لتنفيذ قرار 242 الخاص برفض الإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية .. إلا أن القرار بحد (ذاته) صادر بطريقة (عادلة).

اليوم وفي ظل ما يعانية العالم أجمع من مشاكل صحية نتيجة فيرس (الكرونا) والذي لا يعرف مصدره حقا حتى هذه اللحظة هل (هو أمريكي مصنع) أو (صيني مصنع) أو مجرد (يد الله). جميع الاحتمالات مفتوحة.

ولكن انتشار الفيرس بهذه الشكلية حتى وصل لغرفة نوم ولي العهد البريطاني فأكيد لهو قادر على غزو أي غرفة (نوم لأي إنسان فقير أو غني) ساكن في عشؤايات القاهرة أو مومباي. فـكورونا لا تفرق بين (رئة أمير) و (رئة غفير).

وأثبت انتشار فيرس (كورونا 19) وما سياليه من (فيروسات) تهدد البشرية جمعاء .. ضرورة التفكير في هيئة عالمية تكون قادرة على (إدارة العالم) بشكل يتناسب مع (عقلية 2020) وليس عقلية (1945).

فـهيئة الأمم المتحدة التي بنيت على فكرة (منع الحرب النووية) وحروب (الإبادة) لاتصلح اليوم أمام حروب (الإبادة الفيروسة) .. وأن تتولي قيادة هذه الهيئة الكونية الخطيرة عدد (خمس) دول الغربية منتصرة عسكريا بالحرب العالمية الثانية قبل 70 عاما مضت صار أمر غير مناسب (بتاتا) لمتغيرات القرن الـ 21.

ولو استمرت تلك القوي (العسكرية الخمس) في قيادة العالم من خلال قيادة (هيئة الأمم المتحدة) لظل العالم يصرف مليارات من الدولارات على تصنيع (قنابل نووية) بدلا من زراعة (قمح لغذاء العالم) ..

إن أولويات هيئة الأمم المتحدة اليوم المبنية على أسس (أمنية بحتة) هو أمر لا يناسب العصر الحالي، حيث ما أحدثته (قنبلة الكورونا) من خسائر (صحية) و(اقتصادية) يتخطي خسائر اليابان منذ سقوط قنابل هيروشيما ونجازكي حتى اليوم.

هيئة الأمم المتحدة المنشودة اليوم عام 2020 بعد (تجربة كورونا) لابد أن تكون ذات (أجندة) في (قلبها الإنسان وصحة الأرض) ككل. لابد من أن تكون (صحة الأرض) ككوكب أهم من صرف المليارات على (أبحاث الجيل العاشر من الأسلحة النووية) إن ما يصرف على ميزانيات (تطوير الأسلحة) لكافي أن لايجعل هناك فقير على سطح الأرض.

هيئة الأمم المتحدة اليوم هي هيئة تعمل على (أفقار) البشرية لصالح (البنوك الدولية) ويأخذ هذا الإفقار العديد من الأشكال السياسية والاقتصادية.

ولقد جاءت (أزمة كورونا) اليوم لتؤكد بضرورة إعادة تأسيس هيئة الأمم المتحدة ليكون (خير الإنسان) هو (جوهر دستورها) وأن يكون نشر (العدالة والأمن) حول العالم هو أهم لديها من هيئة الطاقة النووية أو كوريا الشمالية.

وهذا لن يتم ما لم تحدث (ثورة كونية) تجبر تلك الهيئة من إسقاط عضوية (الخمس الكبار) الذين يمسكون بعجلة قيادة تلك الهيئة ويجعلونها ذات صبغة (عسكرية وأمنية) أكثر من أن تكون لخير (الإنسان) فقط لمجرد كونه (إنسان).

لابد أن يتناسب (ثقل) كل دولة داخل هيئة الأمم المتحدة بنسبة سكان تلك الدولة للتعداد العالمي للإنسانية. فليس من العدل أن يكون لدولة البحرين (صوت) ولدولة (الهند) أيضا صوت.

لابد أن يكون ثقل صوت دولة الهند يعادل (1000 ضعف) صوت دولة مثل البحرين. وهكذا ستكون أجندة الهيئة الجديدة في (قلبها) هو (الإنسان) وليس (الدبابة).

إنني كإنسان ينتمي لهذا النوع البشري على هذا الكوكب أتمني أن تحل هيئة الأمم المتحدة بشكلها الحالي ويعاد تأسيسها تحت مسمي أخر وليكن (منظمة الإخوة الإنسانية) (Humanity Brotherhood Organisation).

إن مستقبل البشرية اليوم يحتاج (قمح وأرز ومياه شرب) أكثر من حاجته (لطلقات الرصاص) .. يحتاج محيطات وأنهار نظيفة .. يحتاج الحفاظ على جبال الثلج في القطب الشمالي .. يحتاج لحماية غابات الأمازون .. فعلى الرغم من (بعد) كل تلك الأشياء عن منزلك وغرفة نومك إلا انها تؤثر فيك وفي لقمة عيشك ورزقك ورزق أولادك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى