رئيس التحرير

«ملايين الكرة» يتكبدها أهل الريف

د.أسامة بدير

بقلم: د.أسامة بدير

ـ أعلن اللواء محمد كمال الدالي، محافظ الجيزة، عن توفير 8 شاشات عرض بأماكن متفرقة بأحياء المحافظة لتمكين الجماهير، خاصة الشباب من مشاهدة مباراة منتخب مصر مع الكونغو في التصفيات المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018، وسيتم وضع الشاشات فى أحياء الوراق وإمبابة، والعجوزة والدقي، ونادي العاملين بالمحافظة، وبولاق الدكرور، والعمرانية، والهرم.

فاتورة هذا الإجراء تحملته ميزانية محافظة الجيزة التى تكبدت نحو 30 ألف جنيه.. ولا تعليق.

ـ منح الرئيس عبدالفتاح السيسي، مكافآت مالية ضخمة للاعبي المنتخب الوطنى، تكريما لتأهلهم إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، حيث وافق على صرف 1,5 مليون جنيه لكل لاعب من لاعبي المنتخب.

فاتورة هذا الإجراء من الموازنة العامة للدولة.. ولا تعليق.

ـ أكد هاني أبو ريدة، رئيس اتحاد الكرة، أن هناك مكافأة مالية استثنائية بالملايين للاعبي المنتخب بعد تحقيق الحلم المونديالي، على أن يحصل كل لاعب على مليون جنيه مبدئيا.

فاتورة هذا الإجراء من ميزانية اتحاد الكرة الذى دائما يطالب الحكومة بمزيد من الدعم المالى.. ولا تعليق.

ـ أعلن عدد من رجال الأعمال رصد مكافآت مالية ضخمة لجميع لاعبى المنتخب الوطنى عقب الوصول لـكأس العالم 2018 فى روسيا.

فاتورة هذا الإجراء يتحمله ملايين الريفيين فى عموم مصر جراء الارتفاع المسعور فى جميع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعى التى يستوردها رجال الأعمال.. ولا تعليق.

وهنا أقول، أن كل هذه الملايين التى قدرها بعض خبراء التحليل الرياضى فى مصر بأنها ستصل إلى 10 مليون جنيه لكل لاعب من لاعبى المنتخب الوطنى بخلاف آلاف الدولارات التى سوف تنهال عليهم من حكام وملوك وآمراء بعض دول الخليج.. ولا تعليق.

لقد بات يقينى، أن المردود المالى لمن اختار ممارسة لعبة كرة القدم كمهنة أفضل بكثير من أى عائد لمهن اخرى كثيرة، حتى الباحثين والعلماء فى شتى ميادين العلوم والمعرفة، الذين قدموا أعمارهم من أجل إسعاد ملايين البشر من خلال الابتكارات العلمية.. يحدث هذا فقط فى البلاد ذات منظومة القيم المعكوسة، فأصحاب الفكر والعقل يعيشون ويموتون فقراء لا يشعر بهم أحد، بينما أصحاب مهارات القدم والجسم يملكون كل شيىء، المال والجاه والسلطان..

الشاهد، أن ملايين الجنيهات انهالت خلال الساعات القليلة الماضية على لاعبى منتخب مصر، والبقية تأتى.. يسمع ويشاهد أبناء المجتمع الريفى المحرومين من جميع أشكال وألوان الرفاه الاجتماعى الاقتصادى أرقام هذه المكافآت الضخمة التى قررت الدولة ورجال أعمالها منحها للاعب كرة، فى وقت تعانى فيه الموازنة العامة عجز كبير ربما يهدد الاقتصاد الوطنى، ويفرض تبعات خطيرة على حياة ومستقبل قطاع كبير من الريفيين وعموم المصريين.

والسؤال الذى بات يطرح نفسه: إلى متى سيظل أهل الريف يتكبدون فاتورة رفاهية لاعبى كرة القدم، ولماذا الإصرار على عدم ترتيب أولوياتنا؟

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى