رأى

مقال وزير الزراعة الأسبق.. رثاء الدكتور علي عبدالهادي مدير معهد بحوث أمراض النباتات الأسبق

بقلم: أ.د/صلاح يوسف

وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق

الاستاذ الدكتور علي عبدالهادي مدير معهد بحوث أمراض النباتات الأسبق رحمه الله..

توفى الله أخانا العزيز أمس وتم الصلاة عليه ومواراة جسده بعد ظهر اليوم فى سلام وأمان الله.

الاستاذ الدكتور علي عبدالهادي من الرجال هادئى الطباع سوى السريرة بسيط السلوك جميل التعامل، لم يكن له مطامع فى الدنيا تشغله، وفوق كل هذا رجل متعلم متميز فى مجاله ملم بكل حديث.. ليس هو فقط ولكن كل زملائه فى قسم بحوث أمراض القطن الذى عاشوا ويعيشون فيه أبناؤه وأعضاؤه وأساتذته أسرة واحدة متعاونة تعمل فى هدوء وصمت وعالم خاص بهم لحد كبير.

هذا القسم تولى منه ثلاثة رجال مسؤولية إدارة معهد بحوث أمراض النبات فى فترات زمنية مختلفة، وهذا لا يعنى ان بقية الأقسام كانوا أقل تميزا ولكن عوامل كثيرة تتدخل فى مثل هذه الأمور، لذلك فى رأيى التميز الحقيقى لأفراد هذا القسم هو أساتذهم الكبار وعلى رأس الجميع الاستاذ الدكتور طة الشرقاوى رزقه الله الصحة والعافية وطول العمر الذى أسس مدرسة العلم والود والتعاون، وايضا الصدق والإخلاص والجدية.

الدكتور علي عبدالهادي اختاره الدكتور يوسف والى رحمه الله ليدير معهد أمراض النباتات بعكس الترشيحات حيث كان أحدث رؤساء البحوث.. لم يكن أقدمهم ولكن ربما أكبرهم سنا ومن أفضلهم علما، وصادف التوفيق الدكتور يوسف والى فى اختياره هذا.. أدار المعهد بهدوء وعقلانية وقدرات فنية طيبة، وتغير يوسف والى بالمكائد السياسية وجاء مهندس أحمد الليثى ليسير فى عكس خط يوسف والى، وتم إقالة د.علي عبدالهادي بعد الوشاية به وبيوسف والى.. ثم أدرك الوزير احمد الليثى خطأه فعرض منصبا آخر على دكتور علي عبدالهادي معتذرا عن إقالته، ولكن لجمال أخلاق د.علي عبدالهادي وعزوفه عن المناصب اعتذر ولم يقبل مناصب وظل فى محراب العلم يعمل ويجتهد فى عالم هادئ مستقل مع رفاق دربه وقسمه العلمى.

رحيل الدكتور علي عبدالهادي رئيس البحوث بمعهد أمراض النباتات كان بمثابة صدمة لى مثل الكثير من الصدمات التى تلقيناها فى السنوات الأخيرة،. لكن عزاؤنا أن الجميع ذهبوا للقاء رب كريم.

ندعوا الله أن يرحم أخانا العزيز وأن يتقبله فى عباده الصالحين وأن يمن عليه بصحبة رسولنا الكريم في الفردوس الأعلى وأن يحسن ختامنا ويلحقنا به على خير.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى