رأى

مقال رائع للمستشار الإعلامي لوزارة الزراعة بعنوان: الواسطة في كرة القدم!

إبراهيم: "انزلوا إلى القرى والنجوع سوف تجدون محمد صلاح بالمئات"

بقلم: أحمد إبراهيم

أنا لا أكتب عن الفن والرياضة، فما أكثر الكُتاب والقنوات والنقاد والبرامج المتخصصة فى ذلك، كما أن لدينا قضايا كثيرة مهمة فى كل المجالات تستحق الاهتمام وهى أوْلى بالكتابة وتسليط الضوء عليها وأيضاً قناعتى الشخصية أن الجيل الحالى من الفنانين ولاعبى كرة القدم يأخذون أكثر مما يستحقون ويعملون لأنفسهم لتحقيق مكاسب شخصية وأصبح ضررهم على الشباب والمجتمع أكثر من نفعهم، وليسوا مثل الأجيال السابقة قدوة تحتذى وقوة ناعمة لمصر، لكنى أكتب اليوم عن الرياضة بسبب خيبة الأمل التى أصابتنا بعد ‏الهزيمة من السنغال مرتين، الأولى فى نهائى كأس أفريقيا وخسارة البطولة، والثانية فى تصفيات كأس العالم وفشل التأهل للبطولة التى ستقام على أرض عربية، وأيضاً الجدل الدائر حول جنسية مدرب المنتخب.

أما الأمر الأول، فإن السؤال الذى يطرح نفسه هل لا يوجد فى مصر 100 موهبة فى كرة القدم يتم إعدادها وتجهيزها تخوض بهم البطولات الرياضية، وتنافس على المستوى العالمى؟ حتى لا يتكرر لنا ما حدث؟ قطعاً يوجد فى مصر آلاف الموهوبين وأفضل بمراحل من اللاعبين الحاليين، لكن المشكلة أن الواسطة والمحسوبية هى التى تتحكم فى اختيار المواهب واللعب باسم البلد وهناك من يقتلها بلا رحمة.

الأمر الثانى هو الجدل الدائر حول المدير الفنى للمنتخب الوطنى، فهناك من يرى أن المدرب الأجنبى هو الأفضل لأنه لا يجامل، وهناك من يرى المدرب الوطنى هو الأنسب لأنه أقل تكلفة وأكثر حرصاً على مصلحة بلده، وتحقيق إنجازات مثلما فعل الكابتن محمود الجوهرى والكابتن حسن شحاتة المدربان الوطنيان، اللذان حقق معهما منتخبنا أعظم إنجازاته الكروية.

رأيي المتواضع كمواطن مصرى ولست خبيراً فى كرة القدم أن المشكلة ليست فى المدرب ولا جنسيته، ولكن فى القماشة التى يلعب بها المدرب، فى اللاعبين أنفسهم، ويجب أن نعترف أنها حالياً سيئة، ولن يجدى معها أفضل مدربى العالم، لأنه للأسف الشديد حتى الواسطة والمحسوبية دمرتا كرة القدم، والتوريث أصاب عالم المواهب فى مقتل، رغم المفروض أن المجالات التى تحتاج إلى موهبة يجب ألا يكون فيها واسطة أو توريث بل الاجتهاد هو الأساس.

البرتغالى مانويل جوزيه كان أعظم مدرب للنادى الأهلى وحصد معه كل البطولات المحلية والقارية، وكان معه أفضل اللاعبين، المدرب نفسه حقق فشلاً ذريعاً فى كل الأندية والمنتخبات التى تولاها بعد الأهلى بسبب سوء حالة اللاعبين، فالمشكلة فى اللاعبين وليست فى المدرب.

قصص كثيرة سمعتها من أولياء الأمور حدثت مع أبنائهم خاصة أولئك الذين يأتون من القرى إلى الأندية فى العاصمة، مثلما حدث مع محمد صلاح نفسه فى نادى الزمالك قبل أن يلتحق بالمقاولون العرب، إلا إذا صححنا المسار ووضعنا مصلحة بلدنا فوق مصالح التوريث والوساطة والمحسوبية، فنحن شعب تعداده أكثر من 105 ملايين و60% منهم شباب ومُولع بكرة القدم فهل معقول ليس لدينا الآلاف من المواهب؟

زمان الأندية كانت ترسل كشافين إلى القرى والنجوع والمدارس للبحث عن المواهب ورعايتهم بدون أى واسطة أو محسوبية، لذلك كان عندنا بدل النجم 50، أساطير فى كرة القدم، وما زلنا نتذكرهم حتى الآن.

المشكلة ليست فى المدرب، لكن فى الفساد الذى يقضى على المواهب الشابة ويقتلها فى مهدها.

انزلوا إلى القرى والنجوع سوف تجدون محمد صلاح بالمئات، أو على الأقل امنعوا الواسطة والمحسوبية والتوريث وسوف يكون لدينا فريق ينافس على الفوز بكأس العالم.

ختاماً.. فى ظل أوضاعنا الاقتصادية الحالية وسوء حالة اللاعبين ومستواهم الضعيف، فإنه حرام إنفاق كل هذه الملايين عليهم وعلى المدربين الأجانب، لأنه يثير الإحباط لدى المواطنين ويجب تقنين ذلك وتوجيه هذه الأموال إلى المجالات المفيدة للمجتمع.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى