رأى

مقال المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة: عظماء مصر.. «مشرفة» أعظم علماء الذرة

بقلم: أحمد إبراهيم

وكيل وزارة ومشرفاً على شبكة الإذاعات الإقليمية بالإذاعة المصرية والمستشار الإعلامي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي

وما العلماء إن قبضوا بموتى فذكرهم على الأيام باقٍ، والعلماء إذا ساعدوا بلادهم كان النصر حليفها، ولم تقم فى الدنيا نهضة إلا بهم.

ويقول رسولنا الكريم «إن العلماء ورثة الأنبياء» فالعلماء حتى لو رحلوا عن دنيانا يجب التذكير بهم دائماً وفاء وتكريماً لهم وفى السطور التالية سوف نذكر أنفسنا والأجيال بأحد أعظم علماء الذرة على مستوى العالم، والذى أُطلق عليه «أينشتاين العرب» ونقدمه كنموذج وقدوة طيبة تحتذى لشبابنا فى الأعمال الجادة النافعة، إنه عالمنا الجليل الراحل على مصطفى مشرفة، الذى وُلد فى دمياط فى 11 يوليو 1898م، وحصل منها على الابتدائية وكان ترتيبه الأول على البلاد.

وبعد وفاة والده انتقلت الأسرة إلى القاهرة، والتحق بالمدرسة السعيدية بالجيزة، ثم التحق بمدرسة المعلمين العليا عام 1914م بناء على رغبته.

فى عام 1917م اختير لبعثة علمية لأول مرة إلى انجلترا بعد تخرجه، حيث التحق بكلية نوتنجهام ثم بكلية الملك بلندن، وحصل منها على بكالوريوس علوم مع مرتبة الشرف فى عام 1924م، ليكون أول عالم مصرى والحادى عشر عالمياً يحصل على هذه الدرجة.

كما حصل على شهادة دكتوراه الفلسفة من جامعة لندن فى أقصر مدة تسمح بها الجامعة للحصول على الدكتوراه.

وفى عام 1925م عاد إلى مصر، وعُين أستاذاً للرياضة التطبيقية بكلية العلوم «جامعة فؤاد الأول» جامعة القاهرة حالياً.

ثم منح «مشرفة» درجة «أستاذ» فى عام 1926م، على الرغم من مخالفة قانون الجامعة الذى يمنع منح الدرجة لمن هو أدنى من الثلاثين عاماً، كما عُين عميداً لكلية العلوم عام 1936م، وانتخب للعمادة أربع مرات متتالية، كما انتخب عام 1945م وكيلاً لجامعة القاهرة.

اشترك الدكتور مشرفة مع أينشتاين بوضع النظرية النسبية، وضع مشرفة نظرية تفتت ذرة الهيدروجين التى صنع منها القنبلة الهيدروجينية بعد ذلك.

وكان ينوى التقدم لجائزة نوبل فى العلوم الرياضية، إلا أن القدر منعه وحرمه من تحقيق حلمه وحلم المصريين فى الحصول على هذه الجائزة، حيث توفى الدكتور مشرفة فى 15 يناير 1950 عن عمر يناهز 52 عاماً.

يقول «مشرفة» عن طفولته «لقد كنت أفنى وأنا طفل لكى أكون فى المقدمة، فخلت طفولتى من كل بهيج. ولقد تعلمت فى تلك السن أن اللعب مضيعة للوقت (كما كانت تقول والدته)، تعلمت الوقار والسكون فى سن اللهو والمرح، حتى الجرى كنت أعتبره خروجاً عن الوقار».

وأثناء اشتعال ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول أرسل «مشرفة» إلى صديقه محمود فهمى النقراشى (أحد زعماء الثورة) يخبره فيها برغبته فى الرجوع إلى مصر للمشاركة فى الثورة، وكان جواب النقراشى له: «نحن نحتاج إليك عالماً أكثر مما نحتاج إليك ثائراً، أكمل دراستك ويمكنك أن تخدم مصر فى جامعات انجلترا أكثر مما تخدمها فى شوارع مصر».

لم يتوقف طموح «مشرفة» فى الارتقاء بالمستوى العلمى المصرى عند حدود ونادى بتكوين المجمع المصرى للثقافة العلمية واشترك فى تأسيس الأكاديمية المصرية للعلوم ويؤمن بأن صحراء مصر هى المصدر الثانى لثروتنا القومية بعد النيل.

عقب وفاة «مشرفة» نعاه ألبرت أينشتاين عالم الذرة الأمريكى الأشهر، وقال عنه: «لا تقولوا إن مشرفة مات إنه ما زال حياً بيننا من خلال أبحاثه، إننا محتاجون إليه، إنها خسارة كبيرة، لقد كان رائعاً وكنت أتابع أبحاثه بكل ثقة لأنه من أعظم علماء الطبيعة فى العالم».

كما نعاه د.طة حسين وزير المعارف آنذاك، حيث قال: «أمثال مشرفة من النابغين النابهين الذين يرفعون ذكر أوطانهم والذين يضيفون إلى الكنوز الإنسانية فى العلم والمعرفة، لقد صنع لنا تاريخاً عظيماً وليس أقل من أن نخلد ذكراه، وقام الزعيم جمال عبدالناصر بتكريمه بعد وفاته فى حضور أسرته عام 1953م قائلاً: «إن الثورة تمجد العلماء وتقدر حاجة الوطن إليهم وإن الحرب ليست بين الجيوش، لكنها بين العلم والعلماء».

قصة حياة وإنجازات «د.مشرفة» تحتاج إلى مؤلفات ولكن حاولت اختصارها فى بضع كلمات، رحم الله عالمنا الجليل الذى ما زالت أعماله تنتفع بها الإنسانية وهى فى ميزان حسناته إلى يوم الدين.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى