تحقيقات

مصر: كثير من الأضاحي وقليل من المشتريين

الخراف

كتبت: هند محمد بدت أسواق الماشية في مصر مع حلول عيد الأضحى، كثير من الأضاحي وقليل من المشتريين رغم زحام هذه الأسواق بالمواطنين.

صورة ربما تشي بالوضع الحالي للأوضاع المعيشية، بينما الإحباط المرتسم على أوجه التجار يؤكد ذلك.

في سوقي الماشية بحى السيدة زينب بالقاهرة، و”دمنهور الدولي” بمحافظة البحيرة، يتراص في شكل منظم التجار والفلاحون وأمامهم عشرات الماشية يتنافسون في عرضها لجذب الزبائن ومواجهة ركود هذا العام.

ولماا سأل مراسلنا التجار، قالوا لـ”الفلاح اليوم”، إن أسواق الماشية تشهد موجة غلاء كبيرة لم تشهدها مصر منذ سنوات عدة، تضررت معها الطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل رغم المحاولات الحكومية لتخفيف وطأتها.

ومن جانبها، تحاول الحكومة، إعادة التوازن إلى الأسعار في الأسواق، إذ بادرت باستيراد عشرات الآلاف من رؤوس الخراف والعجول الحية والمذبوحة، وطرحها في المجمعات الاستهلاكية، بأسعار تقل عن نظيرتها بالأسواق.

صعوبات فى تربية الماشية

ويؤكد ياسر حسن، تاجر للماشية بالسيدة زينب، أن “تربية الماشية خلال هذا العام واجهت صعوبات عدة، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف التي يعتمدون عليها للتغذية لأكثر من الضعف، ما تسبب في هامش ربح لا يتساوى مع حجم معاناة المهنة.

ويضيف حسن، أنّ “إردب الذرة (140 كيلوغرام) أصبح بـ 160 جنيها، ومنذ شهرين ارتفع إلى 250 جنيها بعدما كان بـ80 جنيها في الأعوام الماضية.

ويوضح أنّه كان يشتري 35 كيلو من الردة (قشور الحبوب مثل القمح) بـ70 جنيها لكنها ارتفعت إلى 170جنيها، وبالتالي زاد سعر اللحوم إلى الضعف مرة ونصف.

أسعار الآضاحى مرتفعة

ويشير ياسر حسن، إلى أن لحوم العجول زادت بما يقرب من 25 جنيها في الكيلو الواحد عن العام الماضي، أما الخراف فزادت قرابة 30 جنيها.

ويوضح أنّ سعر الكيلو من العجول البلدي الحية، قبل الذبح بلغ 62 جنيها، بعدما كانت بـ38 جنيها العام الماضي، موضحا أنّ سعر العجل الصالح للذبح يبدأ من 8 آلاف ويصل حتى 40 ألف جنيه.

شكاوى مربو الماشية بغلاء أسعار الأعلاف، يأتي بعد أن سجلت أسعار بعض السلع منها أعلاف المواشي مستويات قياسية منذ قرار تعويم الجنيه.

قلة المشترين الأضاحى

على جانب آخر، يقف أحمد ممدوح عارضا بعض الخراف والعجول للبيع، مُستنكرًا كثرة المعروض للبيع، وقلة المُشترين بسبب ارتفاع الأسعار قائلا: “كنت أبيع 10 رؤوس ماشية في الأسبوع العام الماضي حاليا لا تتخطى الثلاثة”.

ويضيف ممدوح للأناضول، أنّ زيادة أسعار الأعلاف وعدم إقبال المواطنين على شراء الأضاحي خلال العيد جعله يُفكر في عدم تربية الماشية والخراف مرة أخرى.

ونوّه إلى أنّه أصبح يشتري حزمة البرسيم بجنيه واحد بعدما كان يشتري الأربعة حزم بجنيه خلال العام الماضي، “المواطنون يرغبون في تقديم الأضحية لكنهم لا يملكون الأموال لشرائها بسبب غلائها”.

أولوية متأخرة

محمد شرف، نائب رئيس شعبة القصابين (الجزارين) باتحاد الغرف التجارية، يقول إن “الإقبال على الشراء أقل من المتوسط، والتراجع بسبب قرب العام الدراسي الجديد (منتصف سبتمبر/ أيلول المقبل) ومصروفاته الكثيرة، لذلك شراء اللحوم يأتي في أولوية متأخرة لدى المواطنين.

ويضيف شرف، أن ما قد يمثل انفراجه لدى الطبقة المتوسطة في مصر، وهي الأكثر تضررا من الأسعار، هو لجوء الحكومة لتوفير الأضاحي واللحوم المذبوحة والمجمدة بأسعار منخفضة إلى حد ما في كثير من أنحاء مصر عبر منافذ تتبع وزارة التموين.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى